IMLebanon

بعد الموصل.. تكريت والنفط والماء بيد داعش

بعد الموصل.. تكريت والنفط والماء بيد داعش

مواجهات على بعد 100 كلم من بغداد

«داعش ستعلن دولة الشام والعراق»

قفزت الاحداث العراقية الى واجهة الاهتمامات المحلية والاقليمية والدولية، مع التقدم السريع لـ«داعش» في مناطق واسعة من العراق وبسط سيطرتهم على منابع النفط في الموصل والسيطرة على تكريت والتقدم باتجاه مناطق الاكراد.

وقد استدعت التطورات العراقية استنفارا عالميا مع الانهيار السريع لوحدات الجيش العراقي في الموصل، حيث سلمت العديد من الكتائب اسلحتها لعناصر «داعش» وهذا ما استدعى اجراءات جديدة للحكومة العراقية عبر اعلان التعبئة الشعبية وانشاء جيش رديف لمواجهة الخطر الارهابي.

واللافت ان «داعش» باتوا يسيطرون على منطقة معزولة على الحدود العراقية – السورية – الاردنية وتحقيق حلمهم بإقامة دولة العراق والشام في هذه المنطقة عبر الرقة – دير الزور – البوكمال في سوريا وصولا الى الموصل وتكريت في العراق حتى الحدود الاردنية وان هناك اكثر من 15 الف مقاتل بين الرقة ودير الزور ومعظم المقاتلين اوروبيون وسعوديون وتونسيون ويتبعون الى زعيمهم ابو بكر البغدادي، وقد ركزوا هجماتهم على دير الزور في السابق لانها بوابتهم الرئيسية الى العراق وبالتالي السيطرة على المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.

لكن الخطورة تمثلت في اعلان العديد من العشائر في هذه المنطقة انضمامها الى «داعش» حتى ان قيادات في الجيش الحر السوري اعلنت دعمها لداعش لاعتبارات تتعلق بالنفط، خصوصا ان عائدات النفط في دير الزور والموصل تقدر بمليارات الدولارات.

واللافت ان القيادات السياسية في العراق تشير الى اصابع خارجية في ما يجري، حيث يتلقى هؤلاء دعما من مخابرات عربية ودولية. وبالتالي يتقدم السؤال: كيف ستتعامل دول المنطقة واوروبا وواشنطن مع الاحداث؟ وهل يتدخل الجيش الاردني في المعارك ضد «داعش» ومساندة الجيش العراقي؟ ماذا سيكون موقف الاتراك بعد احتلال «داعش» للقنصلية التركية واعتقال 48 موظفا تركيا؟ وماذا سيكون موقف الاكراد بعد الاشتباكات مع قوات البشمركة؟ كل هذه الاسئلة رهن التطورات خلال اليومين المقبلين مع المعلومات عن هجوم مضاد للجيش العراقي والميليشيات العراقية بالتعاون مع قوات البشمركة.

وليلا، كان المسلحون قد سيطروا على قضاء بيجي بما في ذلك مصافي نفط الشمال بالتزامن مع السيطرة على مدينة العظم في محافظة صلاح الدين شمال بغداد ومدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فيما تدور اشتباكات عنيفة في السمراء حيث مرقد الامامين العسكريين الشيعيين، علما ان الاشتباكات تدور على بعد 100 كلم في الشمال من بغداد، علما ان نهر الفرات يمر في الموصل ودير الزور حيث سد الماء في ريف المدينة بيد «داعش»، كما ان الموصل تحوي اكبر مصفاة للنفط في العراق.

على صعيد آخر، أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في مؤتمر صحفي، أن السلطات العراقية «ستعيد بناء جيش رديف من المتطوعين لمواجهة داعش بعد تقاعس فصائل الجيش الوطني»، مشددا على انه «سيعاقب كل من انسحب من المواجهة ضد الإرهاب في نينوى». واعتبر المالكي ان «ما يجري يشكل خطراً على كل العراق وليس على فريق دون اخر»، مؤكدا بأنه «لن يسمح للارهابيين بالبقاء في نينوى».

واشار المالكي الى ان «ابناء محافظة نينوى بدأوا بالتطوع وحمل السلاح لمواجهة هذه المؤامرة»، لافتا الى ان السلطات العراقية «تستند الى المواقف الدولية الداعمة في محاربة الارهاب».

ودعا المالكي «الضباط الى مراجعة انفسهم لاستعادة المبادرة واعادة تسليح الفرق وطرد «الاوباش» من نينوى».

وفي وقت سابق أكد الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الأسدي على محاسبة الفارين والمقصرين من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي. وأشار إلى أنه سيكون هناك عمل جدي وجاد من قبل الأجهزة الأمنية والقيادات العسكرية، مؤكدًا أن الوزارة ستحاسب الفار والمقصر حسب قانون عقوبات قوى الأمن الداخلي، الذي ينص على أن «يعاقب بالإعدام كل من ترك أو سلم إلى الغير أو إلى أية جهة معادية مركز شرطة أو مخفر أو موقع أو مكان أو استخدمه وسيلة لإرغام أو إغراء آمر المركز أو المخفر أو الموقع بتركها أو تسليمه بصورة تخالف ما تتطلبه الضرورات الأمنية، وكل من حصل على أشياء أو وثائق أو صورها أو أية معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصًا على سلامة الدولة والمصالحة العامة».

وشدد على أنه سيعاقب بالإعدام كل من خرّب أو دمّر أو استخدم المقار والأبنية والتجهيزات عمدًا لغير الأغراض المخصصة لها أو خلافًا للأوامر والتعليمات الصادرة إليه وكل من حرّض على حمل السلاح ولجأ إلى عصابة مسلحة أو مساعدتها، وكل من بث روح التمرد والعصيان بين منتسبي قوى الأمن الداخلي في أثناء الاضطربات أو في حالة إعلان الطوارئ وكل من أفشى الأسرار أو الخطط أو التعليمات إلى عصابة مسلحة، وكل من خرب عمدًا الاتصالات أو المواصلات أو الأسلحة أو الذخائر».

من جهتها أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة إدارة الأزمة في محافظة نينوى الشمالية إثر دراسة آخر التطورات عن اتخاذ جملة من الإجراءات والقرارات لمواجهة الأزمة وعملية تحرير الموصل وتطهيرها من الإرهابيين. ودعت اللجنة أبناء المحافظة وعشائرها إلى الوقوف مع الجيش والشرطة بتشكيل أفواج من المتطوعين والحشد الشعبي لدعم الأجهزة الأمنية وتشكيل أفواج من المتطوعين من أبناء العراق. ووجّهت المواطنين المدنيين في نينوى بالابتعاد عن مراكز تواجد الإرهابيين في الدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها، لأنها ستكون هدفًا لضربات القوات المسلحة.

ومنحت اللجنة الموظفين أجازة مفتوحة إلى حين تحرير المدينة، ويقتضي عليهم عدم التواجد في الدوام والدوائر خلال هذه الفترة.

وأشارت اللجنة إلى أنها وقفت وباهتمام كبير أمام ظاهرة محاولة إثارة الخلافات الطائفية أو العرقية بين مكونات الوحدة الوطنية والشعب العراقي، لذا أكدت لأبناء الشعب العراقي سنة وشيعة وعربًا وكردًا وتركمانًا، مسلمين ومسيحيين وصابئة وأيزيديين وشبك وكل المكونات، أنهم جميعًا سواسية أمام المسؤولية وأنهم في حماية الدولة.

وناشدت اللجنة جميع علماء الدين والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ورؤساء العشائر والشخصيات الوطنية والأدباء والرجال والنساء الوقوف صفًا واحدًا في وجه الإرهاب ودحره. ودعت الجميع إلى إخبار غرفة العمليات عن كل ممارسة طائفية أو عرقية أو أية ظاهرة مشبوهة وملاحقة القائمين بها ومحاسبتهم وفق القانون، كما تؤكد اللجنة الوزارية على المواطنين كافة بضرورة الإخبار عن أي شخص أو جهة تحمل السلاح خارج إطار القانون، حيث تم تخصيص الرقم الساخن (151) للاتصال من جميع شبكات الاتصال.

من جهته أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لطرد المسلحين من الموصل.وقال زيباري على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالعاصمة اليونانية أثينا الأربعاء إن الطرفين سيتعاونان لطرد المقاتلين الأجانب، داعيا كل العراقيين لتوحيد صفوفهم لمواجهة ما سماه بالخطر الجسيم الذي يتهدد البلاد.

من جانبه اقترح الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إنشاء وحدات أمنية تدعى «سرايا السلام» بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وذلك بغرض حماية «المقدسات الإسلامية والمسيحية» ممن أسماها «القوى الظلامية». ونقل عن الصدر في بيان قوله «لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا»، موضحا أنه على أتم الاستعداد للتنسيق مع الحكومة لحماية المقدسات.

الولايات المتحدة وعدت بتقديم مساعدتها لنصف مليون عراقي يتوقع ان يفر الكثير منهم امام هجمة مسلحين اسلاميين متطرفين سيطروا على مركزي محافظتي نينوى وصلاح الدين ويتقدمون باتجاه بغداد. واعتبر السفير الاميركي الجديد في العراق ستيوارت جونس امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ان المتطرفين السنة التابعين لتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» هم «من اكثر المجموعات الارهابية خطرا في العالم

وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اعتبر ان «ما حدث في العراق يؤكد ضرورة إيجاد حل عاجل للأزمة السورية».

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من نصف مليون عراقي فروا من منازلهم في الموصل بسبب المعارك والقصف المتواصل الذي تشهده المدينة منذ نحو أسبوع. وقد توافدت آلاف من العائلات العراقية إلى مدن إقليم كردستان العراق هرباً من معارك عنيفة شهدتها محافظة نينوى.

كما اعلنت دمشق استعدادها للتعاون مع العراق من اجل مواجهة الارهاب المتمثل بتنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الذي يقاتل في البلدين والذي تمكن خلال الساعات الماضية من الاستيلاء على محافظة نينوى ومناطق اخرى في العراق.

ميدانيا دارت اشتباكات بين قوات عراقية ومجموعات من المسلحين عند المدخل الشمالي لمدينة سامراء الواقعة على بعد 110 كلم شمال بغداد. وتحوي سامراء مرقد الامامين العسكريين، علي الهادي الامام العاشر وحسن العسكري الامام الحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية، والذي ادى تفجيره عام 2006 الى اندلاع نزاع طائفي قتل فيه الالاف.

وذكر شهود عيان ان المسلحين اتوا بسيارات دفع رباعي، على الارجح من مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي سيطروا عليها في وقت سابق.واكدت مصادر امنية ان ناحيتي العوجة والدور جنوب تكريت سقطتا في ايدي المسلحين الذين واصلوا طريقهم نحو سامراء.

وفي وقت لاحق، اعلنت قناة «العراقية» الحكومية في خبر عاجل ان طيران الجيش دمر رتلا للمسلحين عند اطراف سامراء، لتؤكد بذلك وصول المسلحين الى مشارف هذه المدينة.

سقوط مدينة تكريت

وسقطت مدينة تكريت العراقية، التي تبعد 160 كلم فقط عن بغداد، في أيدي مجموعات من المسلحين المناهضين للحكومة الأربعاء بعد اشتباكات عنيفة فيها، لم تدم إلا لساعات معدودة.

اختطاف القنصل التركي

اعلن مسؤول في الحكومة التركية ان جهاديين اقتحموا القنصلية التركية في مدينة الموصل شمال العراق واختطفوا 48 شخصا بينهم القنصل. وقال المسؤول رافضا الكشف عن اسمه «ان 48 تركيا بينهم القنصل وموظفون في القنصلية وعناصر من فريق عمليات خاصة وثلاثة اطفال قد اختطفوا».

كما اعلن مصدر امني عراقي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الاربعاء ان مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» اختطفوا القنصل التركي في مدينة الموصل الشمالية التي يسيطرون عليها مع 24 من مساعديه وافراد حمايته.

واضاف المصدر الامني وهو ضابط في الشرطة برتبة عقيد ان القنصلية التركية في الموصل (350 كلم شمال بغداد) «في ايدي داعش»، في اشارة الى التنظيم الجهادي المتطرف الاقوى في العراق وسوريا.

وذكر المصدر ذاته انه تحدث مع احد الخاطفين الذي ابلغه بأنه سيتم التحقيق مع القنصل وحراسه ومساعديه، وانه يجري نقله الى «مكان امن».

تنظيم «الدولة الاسلامية» يؤكد سيطرته على نينوى ويتعهد بـ«غزوات» اخرى

من جهة ثانية اكد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» اقوى التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا في بيان سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي اعلنها ولاية، متعهدا بشن «غزوات» جديدة.

وقال التنظيم في البيان الذي نشره على حسابه الخاص بنينوى على موقع تويتر «تمت السيطرة بالكامل على جميع منافذ الولاية (نينوى) الداخلية والخارجية وباذن الله سوف لن تتوقف هذه السلسلة من الغزوات المباركة».

وتابع البيان الذي حمل اسم «غزوة اسد الله البيلاوي ابي عبد الرحمن» «نهنئ الامة الاسلامية بالفتح المبين الذي من الله به علينا في ولاية نينوى المباركة».

مقاتلون يعدمون 15 عنصرامن القوات العراقية

كما اقدم مقاتلون ينتمون الى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» الجهادي المتطرف على اعدام 15 عناصر من القوات العراقية في مناطق يسيطرون عليها في محافظة كركوك، وفقا لمصدر امني ومسؤولين محليين.

واوضح المصدر الامني ان هؤلاء المقاتلين اعدموا بالرصاص عشرة افراد من الشرطة والجيش في ناحيتي الرياض والرشاد غرب وجنوب مدينة كركوك (240 كلم غرب بغداد)، وثلاثة جنود وعنصرين من قوات الصحوة في منطقة الطالقية غرب كركوك ايضا

داعش بدأ بنقل أسلحة الجيش العراقيإلى قواته في سوريا

أبلغ مصدر حقوقي سوري، أن تنظيم داعش باشر عمليات نقل أسلحة الجيش العراقي، التي استولى عليها مسلحوه خلال المعارك التي تشهدها مناطق غربية عراقية حاليًا، إلى فصائله في مناطق سوريا الشرقية، بإشراف قائد العمليات هناك عمر الشيشاني.

القوات العراقية تسلم كركوك لقوات البيشمركة وداعش تحتل القنصلية التركية

الى ذلك انسحبت قوات الجيش العراقي التابعة لعمليات دجلة من منطقة (كيوان) في كركوك، فيما تمركزت قوات البيشمركة في مواقع تلك القوات المنسحبة. وقال مصدر أمني إن قوات من الجيش تابعة لقيادة عمليات دجلة انسحبت من أماكن تمركزها في منطقة (كيوان) في كركوك. وأشار المصدر في تصريح نقله موقع «خندان» الكردي إلى أن قوات البشمركة تمركزت في المواقع التي انسحبت منها تلك القوات.

كما تم الإعلان عن تشكيل قيادة أمنية مشتركة في مقر القيادة 12 التابع لعمليات دجلة الواقعة في منطقة كيوان في شمال غرب المحافظة. وقال نائب رئيس اللجنة الأمنية محمد خليل الجبوري إن «اتفاقًا مشتركًا تم بين قوات الفرقة 12 التابعة لعمليات دجلة مع قوات البشمركة على تشكيل قيادة مشتركة في مقر قيادة الفرقة 12 الواقعة في منطقة كيوان، (20 كم شمال غرب كركوك)»، مبينًا أن «قوات من الفرقة 12 والبشمركة تعملان الآن بصورة مشتركة لتأمين حدود محافظة كركوك».

من جهتها أعلنت عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة صلاح الدين سهاد العبيدي أن تنظيم «داعش» الذي سيطر على قضاء بيجي التابع للمحافظة أبلغ أهالي القضاء بأن مسلحيه سيزحفون نحو بغداد.

وقالت العبيدي في تصريح صحافي إن «قضاء بيجي سقط بيد عناصر داعش باستنثاء مصفى بيجي النفطي، حيث طلبت القوات الأمنية فيها تعزيزات عسكرية من بغداد لأجل حمايته»، مبينةً أن «أهالي بيجي سمعوا ومن خلال حديث العناصر في ما بينهم، وكما أبلغوهم بأنهم سيزحفون نحو بغداد لفرض سيطرتهم عليها».

وأعربت العبيدي عن استغرابها من «هروب القوات الأمنية من المناطق التي يدخلها عناصر داعش، والذهاب إلى منازلهم بالزيّ المدني»، داعية «الكتل السياسية والقائد العام للقوات المسلحة إلى صد تقدم داعش وطردها من المدن التي تخضع لسيطرتها».

وهاجمت عناصر تنظيم «داعش» القنصلية التركية في مدينة الموصل، واحتجزت العاملين فيها كرهائن. وذكرت وسائل إعلام تركية أن مسلحي «داعش» سيطروا على القنصلية التركية في الموصل، مشيرة إلى أن عناصر «داعش» احتجزوا الدبلوماسيين، وبينهم القنصل التركي العام في المدينة داخل القنصلية كرهائن.