IMLebanon

تطوّرات متسارعة عشيّة لقاءات باريس “الرئاسية”

تطوّرات متسارعة عشيّة لقاءات باريس “الرئاسية” “المستقبل” يستبعد “صفقة” بين الحريري وعون

سواء تعلق الأمر بلقاءات عقدت أو ستعقد في الرياض أو في باريس ومحورها الرئيس سعد الحريري من موقعه رئيساً لأكبر كتلة في مجلس النواب، يمكن القول أن لا جديد حتى الآن على صعيد الموقف النهائي من الاستحقاق الرئاسي، وأن وتيرة اللقاءات لا تزال على نار خفيفة، ومن الطبيعي أن تزداد حماوة كلما اقترب موعد نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في 25 أيار المقبل، أي بعد أقل من شهر. والأبرز في لقاءات باريس والتي وصل اليها الحريري أمس، لقاء يجمعه اليوم مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بعد لقاء مسائي أمس مع الوزير جبران باسيل موفد رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون، وبعد لقاءين عقدهما الحريري في الرياض مع الوزير وائل أبو فاعور موفد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط ومع الوزير السابق جان عبيد الذي يطرح اسمه تلقائياً في كل استحقاق رئاسي، أقله منذ ثلاثة عهود، شأنه شأن أسماء أخرى وفاقية وجدية باتت معروفة من خارج “الرباعي الماروني” التقليدي، أي الرئيس أمين الجميل والعماد عون والنائب سليمان فرنجيه ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ومنها الوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم والوزير السابق دميانوس قطار وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جان قهوجي، إلى أسماء أخرى لمرشحين محتملين كالوزيرين السابقين زياد بارود وروجيه ديب وجوزف طربيه (قيل إن البطريرك الراعي طرحهم في مرحلة ما) وكذلك الوزير السابق وديع الخازن، وربما هناك أسماء أخرى منها ما هو للمناورة أو لاستهداف مرشحين آخرين وقطع الطريق على وصولهم أو حتى على ترشحهم. وانطلاقاً من كونه محور الاتصالات في هذه المرحلة، من الطبيعي ان تشخص الانظار إلى الحريري، ولا سيما موقفه من ترشح العماد عون. تتحدث مصادر قريبة من كتلة “المستقبل” بتحفظ عن لقاءات الحريري، وتؤكد أن لا جديد حتى الآن، وتنفي جملة وتفصيلاً كل ما قيل عن موقف حاسم له من أي مرشح ولا سيما عون. وتفصل هذه المصادر بين لقاء الحريري – عون في باريس قبيل تشكيل الحكومة، واستمرار تحرك عون في اتجاه الحريري، لافتة إلى أن هدف لقاء باريس كان “تخريج” الحكومة وأن الاستحقاق الرئاسي يختلف تماماً، ولا تتوقف عند “محاولات لايهام الناس بالتفاهم سلفاً مع الحريري” وعلى الرغم من تحفّظها فهي تقول: “إن ما يحكى عن صفقة بين الحريري وعون غير صحيح بل مستبعد”. وهل يعني ذلك أن كتلة “المستقبل” مستمرة في دعم ترشيح سمير جعجع؟ تجيب المصادر نفسها بكلام ذي دلالات، مفاده أن “الكتلة تبنته مرشحاً في الجلسة الأولى واقترعت له، وقد جرب حظه، وعلى كل حال حتى الآن لم تعلن عن دعمها ترشيح اسم آخر” ولكن هذه المصادر توحي في الوقت نفسه بدء التوجه نحو مرشح توافقي اذ تلفت الى “تطور في موقف البطريرك الراعي، فقد كان موقفه في البداية ولدى جمعه المرشحين المحتملين الاربعة الجميل وعون وفرنجية وجعجع في بكركي “اننا نريد رئيساً يمثل المسيحيين وأما الآن وقبل سفره الى روما قال: نريد رئيساً يرضي جميع اللبنانيين”، هل كان ذلك الموقف رسالة عشية لقاء الحريري في باريس؟

وعن الحوار المستجد بين الحريري وعون تقول المصادر نفسها: “لم نكن يوماً مقفلين على الحوار مع أحد، لم نقاطع العماد عون في الأساس، كنا سوياً في حكومة واحدة، وهم من ابتعدوا عنا”.
وسط هذه الأجواء من الطبيعي أن يتصاعد السؤال عما إذا كان البحث قد بدأ عن مرشح توافقي، وقد بدا ذلك واضحاً من جملة معطيات أبرزها كان من خلال مواقف لنواب من “حزب الله”، وآخرها جاء على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب كامل الرفاعي الذي أكد “التزام الكتلة تبني ترشيح العماد عون وهو يجري مشاورات داخلية وخارجية لضمان وصوله الى سدة الرئاسة ونحن ننتظر نتيجة هذه الاتصالات وعندما يعلن عدم وصوله الى نتيجة ايجابية سنبحث عن شخصية توافقية” (كلام نشرته “النهار” أمس نقلاً عن “وكالة الانباء المركزية”) وأضاف: “الكرة الآن في ملعب عون، ونعتقد ان اتصالاته مع الرئيس سعد الحريري لن تصل الى نتيجة” ولاحظ ان ثمة اسماء عدة يمكن ان تشكل قاسماً مشتركاً بين اللبنانيين بينها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جان قهوجي والوزير السابق جان عبيد” فهل يشكل هذا الموقف بداية تحول في موقف “حزب الله” حيال ترشح العماد عون؟
وأما جلسة اليوم لمجلس النواب التي دعا اليها الرئيس نبيه بري بعد الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية، فليس سراً انها لن تعقد لعدم اكتمال نصابها القانوني نتيجة عدم وجود مستجدات تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، واعلان نواب من “حزب الله” وقوى 8 آذار عزمهم الحضور الى مجلس النواب وعدم دخول قاعة الاجتماعات بهدف عدم تأمين النصاب اذ “حتى الآن لا تفاهم على مرشح رئاسي يحظى بالغالبية”. وهكذا بات من البديهي السؤال: إلامَ يستمر تعطيل النصاب وماذا لو وصلنا الى 25 أيار دون التوافق على مرشح يحظى بالغالبية؟
ماذا عن الفراغ؟