IMLebanon

تنصيب «الأسد» فضيحة «دولية»!

 

ما شاهده العالم بالأمس «مأساة ـ ملهاة»، عبثٌ وتحدٍّ في آن معاً، عبثٌ بدماء الشعب السوري، بل بسوريا ونفسها وحضارتها وتاريخها الذي سعى نظام آل الأسد منذ أربعة إلى اختصاره كلّه باسم «العائلة»، حتى سوريا تمّ تحريف اسمها ليصبح «سوريا الأسد»، في سابقة تاريخيّة «طوّبت»اسم وطن ودولة وشعب باسم «الأسد الأب» الذي أورثها لـ»الأسد الابن»، الذي وقف بالأمس في عينٍ العالم والأمم المتحدة والعرب مجتمعين، وفي وجه الشعب السوري ومجازر السنوات الثلاث الماضية، وأنهار الدماء التي جرت، معلناً نفسه «نيرون» العصر مكرّساً حكم «عائلته» 7 سنوات جديدة مما يعني ما يقارب ربع قرنٍ من عمر سوريا وشعبها!!

للمفارقة قال بالأمس رأس النظام القاتل بشار الأسد: «الإخوان المسلمين هم الشياطين»، فيما هم في مصر «ملائكة إيران الفاتحين»، وفي غزّة «إخوان حماس» أبطال ممانعة ومقاومة، ولأنّ شرّ البليّة ما يضحك شاهدنا بالأمس نفس المشهد الإيراني المرحب بالاحتلال الأميركي للعراق، وتكريس لاحتلال سوريا، ورأس النظام لم ينسَ بالأمس أن يوجّه الشكر العميم من أبقاه بالموت والنار والدمار على كرسيّه فوق بحر من دماء شعبه، ولم ينسَ المتهالك هو ونظامه وبالباقي بقوة ومقاتلي حزب الله وسلاح ومال إيران أن يهدّد دول العالم أجمع بقوله: «قريباً سنرى الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غالياً، وسيفهم الكثيرون منهم متأخرين ربما بعد فوات الأوان»، ويُحدّثونك عن الإرهاب والإرهابيين في المنطقة فهل هناك إرهاب للدول العربيّة والأوروبيّة والمجتمع أكثر ممّا سمعناه بالأمس؟!!

وعدّ بشار الأسد بالسنوات والشهور حجم مأساة سوريا وشعبها، 3 سنوات و4 أشهر عندما قال البعض نيابة عنكم «الشعب يريد»، ولم يكن الأسد يُمازح الحضور عندما أعلن: «كانت عودة أبو عصام إلى حارة الضبع من أهم الإنجازات التي قامت بها حكومتنا الحالية»، كان يغمز وبسخرية من قناتيْن محسوبتيْن على المملكة العربيّة السعودية، قناة الـ mbc والعربية المحسوبتان عليها، فهل هناك وقاحة أكثر مما خرج به الأسد القاتل على المجتمع الدولي؟!

ولا يتحمّل «الأسد القاتل» وحده مسؤوليّة «الفضيحة الدوليّة» التي شهدناها بالأمس، فالعرب يتحمّلون أوّلاً مسؤوليّة هذا المشهد الرخيص الممتد منذ ثلاث سنوات وأربعة أشهر، والمجتمع الدولي يتحمّل ومجتمعاً بعد العرب مسؤوليّة «أحاديّة الفيتو» التي قد تُميت شعباً وتُحيي شعباً، والشعب الروسي يموت بـ «فيتو روسي» وقح فيما دول العالم العربي تسارع لعقد صفقات مع القاتل الروسي الأشد فتكاً وضراوة من القاتلين «الأسدي والإيراني»!!

مشهدٌ مخزٍ ومروّع، ولا يتعلّق الأمر بإجرام الأسد أو انفصاله عن الواقع، فمن يشاهد القتل ويستمر في التفرّج على الشعب السوري أشد انفصالاً عن الواقع، وضميره ميّت أكثر من القاتل نفسه، «كلّفنا خاطركن» القتل في سوريا مستمر 7 سنوات أخرى تحت عنوان «ولاية دستورية جديدة»!!