IMLebanon

 جعجع و«حرب إلغاء الرئاسة»

سيظلّ المشهد اللبناني مقلقاً بعد تفجير الأمس الذي طاول «فم» الضاحية الجنوبية، ومع الحديث عن البحث الجاري عن ثلاث سيارات مفخخة، وأكثر ما يخيف في حديث الانفجارات البحث عن شاحنة مفخخة بـ 3 أطنان من المتفجرات، أي ما يعادل ثلاثة آلاف كيلو من المتفجرات، وهي كافية لتفجير منطقة بكاملها، ورغم أن كلمة «الأمن ممسوك» ـ سيئة الذكر ـ الموروثة من زمن الوصاية تتردّد على مسامع اللبنانيين إلا أنهم لا يستطيعون أن يستسلموا لأمنٍ «مخروق» بالسيارات المفخخة.

وبالأمس زاد كلام الدكتور سمير جعجع من بكركي اللبنانيين قلقاً على قلق، فإذا كان «الحكيم» يقول:»لا أرى نوراً في النفق الذي نحن فيه»، وغبطة البطريرك «همَّ انتخاب رئيس ينام ويصحو مع غبطته»، فما الذي باستطاعة اللبنانيين أن يفعلوه أكثر من الانخراط في عصفورية القلق التي وضعهم فيها تعنّت ميشال عون الذي يخوض حرب الإلغاء الأخيرة في وجه مسيحيي لبنان بموجب سياسة «أنا أو لا لبنان ولا رئيس ولا جمهوريّة»، وتوريط حزب الله للبنان في انهيارات المنطقة إنقاذاً للمشروع الإيراني الذي تمّ «اختراع» حزب الله لتنفيذه منذ عودة الخميني إلى طهران!!

يُدرك سمير جعجع أكثر من أي لبناني آخر خطورة الوضع اللبناني وحراجته بعد ما قاله بالأمس من بكركي: «إننا في حرب إلغاء على موقع الرئاسة ولا أحد يحق له تعطيل البلاد في سبيل زيادة حظوظه الرئاسية»، ويُدرك جعجع أكثر من سواه معنى كلمة «حرب إلغاء»، فقد كلّفته سياسات عون في العام 1990 رؤية لبنان يسقط لقمة سائغة في فم الأسد ونظامه، ولمفارقات الأقدار هو يُعايش اليوم «حرب إلغاء» أشدّ خطورة من كلّ ما مرّ على لبنان منذ التوصل إلى اتفاق الطائف، وأن لبنان إن سقط هذه المرّة فهو سينتهي إلى إعلان «الجمهورية الإسلاميّة في لبنان»!!

«غبطته لم يتمكن من إقناع الجنرال بحضور جلسات الانتخاب»، قد يكون هذا الفشل في إقناع عون أو على الأقل رفع الصوت في وجهه هو الأخطر في حالة الاعتداء على الرئاسة الأولى، وعلى الموارنة تحديداً، ومؤسفٌ جداً أن تعبّر بكركي تحديداً عن عجزها في معالجة حال سياسية «شاذة» ترهن لبنان لأهوائها الشخصيّة، أحياناً أتردّد في وصف حال بكركي اليوم وتشبيهه بحالها أيام «هلوسات هنديّة عجيمي»، التي جلست طويلاً في دير بكركي قبل إخراجها منه ليتحول إلى مقرّ بطريركي!!

منذ القرن الثامن عشر اندفعت البطريركيّة المارونيّة وراء جنون «القدّيسة الحلبيّة الشيطانيّة» وتورطت في دعم «جنونها»، أما آن تسقط لعنات «المهلوسين» عن الطائفة المارونيّة، مؤسسة لبنان التي كاد يُطيح بها جنون امرأة قدمت إلى بكركي من حلب، والأسرار التي ذهبت أدراج الصمت والتاريخ!!

وإذا كان الدكتور جعجع استشهد بمقولة الرئيس العماد ميشال سليمان:»إننا تحت تأثير الداعشية السياسية التي تقوم بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية»، قد نذهب إلى القول أننا نواجه «داعشيّة إيرانيّة» تزيد المشهد اللبناني تعقيداً كلما اقتربت عقارب الساعة من إعلان سقوط المشروع الإيراني من لحظات السقوط، فالبالكاد صدّق حزب الله «أكذوبة» انتصاره في سوريا وفرضه بشّار الأسد كأمر واقع على دول العالم محاورته حتى استيقظ على الصفعة الأخطر التي هوت على وجهه من العراق مع انهيار اللاعب الإيراني الرئيسي في المنطقة وزعزعة سلطة «نوري المالكي» الحاكم الإيراني للعراق!!

نريدُ معالجة حقيقيّة للواقع اللبناني يكفيه شرور المنطقة العراقية والسورية والإيرانية، وداعش والنصرة معهما، ونريد موقفاً حازماً من غبطة البطريرك بشارة الراعي علّه يأخذ بيد اللبنانيّين مسلمين ومسيحيين ويُنقذهم من ادّعاءات وهلوسات «هندية عجيمي» العائدة مجدداً إلى المشهد اللبناني وقد غيّرت «حلاسها» الشيطاني من «القداسة» إلى «الرئاسة»!!