IMLebanon

جنبلاط استشرف المواقف الفرنسيّة والسعوديّة في زيارته «العائليّة» لباريس : إصرار على «الوسطيّة» واستبعاد كلّ مُرشحي التحدّي

يدرس رئيس «اللقاء الديمقراطي»النائب وليد جنبلاط خياراته السياسية، ولا سيما بالنسبة للإستحقاق الرئاسي بدقّة متناهية، وذلك في سياق متابعة حثيثة للرياح الإقليمية والدولية، ليبني على الشيء مقتضاه لبنانياً. وبالتالي، فإن زيارته إلى العاصمة الفرنسية برفقة وزير الصحة وائل أبو فاعور، جاءت متعدّدة الأهداف وفق الحلقة الضيقة المحيطة به، إذ صحيح أنها زيارة خاصة، كما وصفها أبو فاعور، إلا أن لقاءه بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حمل دلالات كثيرة، حيث هنالك تواصل دائم مع الأمير الفيصل عبر معاونه السياسي الوزير أبو فاعور، المتابع للعلاقة مع المملكة العربية السعودية بشكل دائم. وتحدّثت معلومات، أن رئيس الإشتراكي يريد استطلاع رأي المملكة لمعرفة اتجاه بوصلتها بالنسبة للإستحقاق الرئاسي في لبنان. كما علم أن الوزير أبو فاعور سيزور المملكة في وقت قريب لمتابعة التواصل مع الفيصل وبعض المسؤولين السعوديين، إضافة إلى لقاء الرئيس سعد الحريري الذي يلتقيه أبو فاعور باستمرار في إطار تبادل الآراء بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط. وأضافت المعلومات، أن العنوان الظاهر لزيارة النائب جنبلاط الباريسية هو خاص ويتعلق بترتيبات عائلية، لكن السياسة لم تغب عن لقاءات النائب جنبلاط التي جرت في العلن كما في الكواليس مع بعض القيادات اللبنانية والباريسية والعربية، وذلك في إطار خوض النائب جنبلاط الإستحقاق الرئاسي بشكل مباشر من خلال ترشيح عضو كتلته النائب هنري حلو. وفي هذا المجال، أشارت المعلومات إلى أن المتابعة الجنبلاطية للإستحقاق مستمرة وعن كثب، وقد شكّلت مصالحة «بريح» محطة لتكريس الموقف والخط الذي ستعتمده المختارة في كل المحطات الدستورية، ومن هنا فإن زلّة لسانه «المدروسة» و«المكتوبة»في خطابه، هدفت إلى توجيه رسالة واضحة إلى كل من يعنيه الأمر، خلاصتها رفضه المطلق لوصول النائب ميشال عون إلى قصر بعبدا. أما الرسالة الثانية، فبرزت من خلال لقائه بوزير الخـارجيـة السعـودي في بـاريس، والتي تقاطـعت مع جملة مشـاورات إقليمية تندرج في سيـاق التسويـق لوصول العماد عون لرئاسة الجمهورية. وأكدت المعلومات نفسها، أن الخط الوسطي هو الأساس والقاعدة لأي مقاربة للإستحقاق الرئاسي يقوم بها جنبلاط ونواب كتلته، ولذلك، فإن كل مشاوراته مع القيادات المحلية، كما الديبلوماسية، في بيروت وخارجها تأتي في سياق قطع الطريق على انتخاب رئيس يشكّل تحدياً لأي من القوى السياسيـة الداخلـية.

ووفق هذه المعطيات، فإن هذا التحرك الجنبلاطي لم يصل حتى الساعة إلى أي نتائج ملموسة، وهو ما زال يستشرف ما سيترتّب عن الحراك الأميركي الذي يقوم به السفير دافيد هيل على أكثر من مستوى، تزامناً مع حراك سعودي مشابه، فيما لم تتوضّح بعد ملامح الموقف الإيراني وتداعياته على خارطة التحالفات في مجلس النواب، علماً أن الصورة النهائية ما زالت ضبابية وغير واضحة المعالم بالنسبة لكل الأطراف المعنية بالإستحقاق الرئاسي، وعلى ضوئها ستظهر المواقف الحاسمة للمرجعيات أو لرؤساء الكتل ومن بينهم زعيم المختارة.

وفي سياق متصل، أضافت المعلومات، أن جنبلاط يسعى من خلال حراكه الباريسي الأخير، إلى ترتيب أوضاع الزعامة الجنبلاطية من خلال تحضير نجله الذي يخطو ببطء نحو الأضواء الإعلامية والسياسية، وقد ركّزت المحادثات في العاصمة الفرنسية بين «أبو تيمور» والقيادات السياسية الفرنسية وغير الفرنسية، على وضع اللمسات الأخيرة على مستوى إقامة نجله وإعداد فريق العمل السياسي والإعلامي الذي سيواكب نشاطه الحزبي والسياسي. وأكدت المعلومات، أن انطلاقة تيمور ستتم ضمن إطار الحزب الإشتراكي، وتبعاً للآليات المتّبعة داخل الحزب عبر الإنتخابات وصـولاً إلى تسـلّم الزعـامتـين الدرزيـة والجنبـلاطية.