IMLebanon

حركة لقاءات مكثّفة لبلورة التنسيق بين كلّ قوى الممانعة كلمة نصر الله في «يوم القدس العالمي» إعادة توجيه للبوصلة

اطلق الاعلان عن اللقاء الذي جمع الامينين العامين لحزب الله السيد حسن نصرالله والجهاد رمضان شلح، وما تبعه من مواقف، اشارة انطلاق التنسيق القديم – الجديد بين الطرفين حيث يمكن ادراج كلمة نصر الله في يوم القدس العالمي كخطوة اضافية اكثر تقدما في مسيرة مصالحة الالف الميل وعودة حماس الضالة الى بيت الطاعة الممانع.

فالاحداث السورية وبحسب مصادر متابعة للملف التي اخرجت حماس من «باب» الممانعة، اعادتها معارك غزة عبر شباك هذا المحور، ما يؤشر الى اعادة خلط للاوراق في المنطقة، خاصة مع اعلان الامارة الاسلامية التي قطعت الهلال الممانع الممتد من طهران الى القطاع. فدول الممانعة واطرافها متمسكون بخيار المقاومة المسلحة وقتال اسرائيل في اطار الصراع القائم،من منطلق استراتيجي وليس بناء على العاطفة او ردات مهما اختلفت العلاقات مع الاشخاص، منذ ايام الرئيس ياسر العرفات واتفاقات اوسلو وصولا الى اليوم، رغم ان الخلافات السياسية، بحسب المصادر، لم تؤثر على العلاقات بالجناح السياسي للحركة، اي «كتائب عز الدين القسام»، كما مع «حركة الجهاد»، وهو ما ظهر جليا خلال المواجهة الاخيرة المستمرة التي ابرزت تطورا نوعيا وكميا في القدرات العسكرية للمقاومة، الامر الذي كان سيكون بعيد المنال لولا الدعم اللوجستي الايراني والسوري والتعاون الميداني المباشر من قبل حزب الله، في التخطيط والتدريب.

وتكشف المصادر، عن اتصالات ايرانية- لبنانية بحركة حماس، تناولت بجزء منها الموضوع السوري، مؤكدة ان الاعتداء الاسرائيلي على القطاع، معطوفا على الانقلاب الكبير الذي حصل في مصر، سرع من حركة التلاقي تلك، رغم «شروط» القيادة في دمشق لاجراء اي مصالحة، ورغم الاشارات الايجابية الصادرة عن قيادات اساسية في الحركة، سيترجم بزيارة مرتقبة لخالد مشعل الى طهران، بواسطة اساسية مشتركة قادها كل من الامين العام للجهاد رمضان شلح والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي أعقبت اتصالاته بقيادة المقاومة «الغزاوية»، حركة مكثفة من اللقاءات المشتركة بهدف بلورة صيغ وأشكال جديدة للتنسيق بين كل القوى الممانعة، «في ظل تطورات العدوان الإسرائيلي وسبل إعادة ترميم جبهة المقاومة العربية والإسلامية في مواجهة العدو الصهيوني».

احداث تقول المصادر اعادت تصويب البوصلة بعيدا عن لغة الفتن والصراعات المذهبية والآفاق الضيقة، محدثة تغييرا في الأجواء والمناخ العام لجهة:

ـ إعادة التأكيد على القضية الفلسطينية بصفتها «القضية المركزية» الثابتة والدائمة التي لا تلغيها قضايا وأزمات ظرفية وعابرة.

ـ نفخ الروح في محور المقاومة والممانعة ورد الاعتبار إليه بعدما عصفت به العصبيات المذهبية ومشاعر التعصب والتطرف.

ـ بدء عودة العلاقة بين حزب الله وحماس برعاية إيرانية الى سابق عهدها وطي صفحة الخلاف حول الأزمة السورية، فما فرقته سوريا عادت غزة وجمعته.

الا ان ذلك لم يمنع مصادر دبلوماسية من ابداء خشيتها من توحيد حزب الله للساحتين اللبنانية والفلسطينية ، سياسيا وإعلاميا وأمنيا وعسكريا، على غرار ما حصل على الجبهة اللبنانية – السورية، خاصة ان المعلومات المجمعة تشير الى ان قرارا كبيرا اتخذ في طهران بفتح الجبهة اللبنانية في حال كان القرار تصفية المقاومة الفلسطينية، علما ان ايران تستخدم اوراقا اقليمية عدة في مفاوضاتها النووية مع الولايات المتحدة الاميركية، سواء في العراق او سوريا او اليمن واخيرا غزة، تاركة الورقة اللبنانية الى مراحل متقدمة.

وفي هذا الاطار ابدت المصادر قلقها من الاطلاق المتكرر للصواريخ «المجهلة»، التي بينت التحقيقات والتقارير الاستخباراتية وقوف دولة اقليمية وراء الاوامر باطلاقها، لما لهذا الامر من تداعيات ممكن ان تؤدي الى تدهور مفاجئ وغير محسوب، مع خروج حزب الله من موقع المراقب والمترقب الى موقع المتضامن والمستعد للتدخل إذا دعت الحاجة، وسط بيئة سياسية حاضنة.

مخاوف استبعدتها اوساط مقربة من الحزب، مؤكدة ان الطرفين المعنيين مباشرة بالموضوع، أي حزب الله وإسرائيل ليسا بوارد تحريك الجبهة، رغم كل المحاولات المحدودة الأخرى التي يقوم بها طرف ثالث، في ظل توقع استمرار عمليات الإطلاق نظرا لصعوبة ضبط الموضوع بنسبة 100% من قبل الأجهزة الرسمية. فحزب الله ،المعني الاول بجبهة الجنوب، ليس بوارد إشعالها حاليا ما دامت إسرائيل بعيدة عنها، معتبرة ان اعلان الامين العام «وقوف حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان إلى جانب المقاومة في غزة وتضامنها وتأييدها واستعدادها للتعاون وللتكامل بما يخدم تحقيق أهدافها وافشال أهداف العدوان»،لن يكون على الارجح عسكريا، لان المقاومة اثبتت حتى الساعة قدرة عسكرية هائلة،وبالتالي فان موقفه لا يعدو كونه رسالة معنوية موجهة على سبيل الدعم للمقاتلين في القطاع من جهة، وتخويف لاسرائيل من جهة ثانية، كاشفة ان خطاب مهرجان «يوم القدس العالمي»، الايراني المنشأ اساسا، سيفرد قسما كبيرا منه للتركيز على القضية الفلسطينية والتطورات المتسارعة في غزة وما يرافقها من تحركات اقليمية ودولية، مشددا على محورية القضية الفلسطينية واثرها الجامع لتجاوز ما يحضر للمنطقة من اقتتال حاد، مؤكدا على العلاقة القوية التي تجمع مختلف الفصائل المقاومة وضرورة استقرار العلاقات فيما بينها، بعدما فرضت أحداث غزة نفسها على كل المستويات متقدمة على ما يجري في سورية والعراق، وإن كان لأزمتي هذين البلدين حيز في الخطاب من باب التركيز على الخطر الذي يمثله التطرف التكفيري والداعشي.

يبدو ان التطورات الفلسطينية في غزة، اعادت تحديد الاولويات، بعد ان كان حزب الله قد اتخذ قرارا بإلغاء كل افطارات شهر رمضان، تحسبا من أي عمل أمني، فاتخذ القرار باطلالة الامين العام السيد حسن نصرالله في الاحتفال المركزي المقرر اقامته في – مجمع سيد الشهداء – في الضاحية الجنوبية، في رسالة اراد الحزب ايصالها للداخل والخارج، رغم التحديات ، التي استوجبت اجراءات استثنائية بدأت منذ يومين واستمرت بشكل تصاعدي على ان تبلغ ذروتها يوم الجمعة.