IMLebanon

«حزب الله» وخليفة المهدي المنتظر [2/2]

شيء ما في المنطقة يُنذر بشَرّ كبير، وحراكُ «داعش» الدراماتيكي في العراق يُنذرُ بموجة دماء عاتية ستهزّ المنطقة ونُذرُ تقسيم العراق وسوريا ـ ومن يدري قد ينضم إلى حفلة التقسيم لاحقاً لبنان ـ  مع استنفار حاد ومذهبيّ للحرس الثوري الإيراني، ففي سامرّاء «السرداب المقدّس» الذي،من المفترض،أن يَخرج منه «مهدي إيران المنتظر»، و»داعش» هدّدتْ بالأمس مقدّسات الشيعة في النجف وكربلاء، فهل هذه نُذر نهاية «الفَوْعَة» الإيرانية ـ الشيعيّة في المنطقة منذ سقوط العراق العام 2003 ؟!

وعلى عكسِ كثيرين ـ وأوّلهم وليد جنبلاط ـ لا نرى أنّ لبنان سقط نهائياً في المحور الإيراني، بل على العكس لبنان يترقّب لحظة سقوط هذا المحور على بوابة دمشق، ولا نرى في رفع الحدود بين الأنبار العراقيّة و»الحسكة» الكرديّة ـ الإسماعيليّة إلا إعلاناً لانقلاب «داعش» على صانعها بشّار الأسد!! فليس بأسهل على المرتزقة من أن يبيعوا من يشتريهم، والمشهد الغامض لما يحدث في العراق هو حقيقة انهيارٌ للاحتلال الإيراني ـ المالكي برعاية أميركيّة، والناتو الذي يترقّب لا يهمّه إلا سلامة كردستان والنفط «الكركوكي»، وهنا سؤالٌ لا بُدّ من طرحه على الذين يدّعون أنهم ذهبوا إلى سوريا لحماية «مقدّسات» الشيعة، هل سيغادرونها ليدافعوا عن العراق حيث «المقدّسات» الحقيقيّة من سامراء إلى كربلاء وما بينهما مرجعيّة النجف؟!

وقد يتساءل قارئ: ما علاقة هذه «البرمة» من سوريا إلى العراق إلى إيران إلى لبنان؟ سنجيب ببساطة: المشهد العراقي سيستدرج إيران الفخّ القاتل،هو أمرٌ لم تكن لا إيران ولا حزب الله ولا بشّار الأسد يتوقعونه،أن تأتيهم الضربة المخيفة من والقاضية لـ «محور الشأن الإيراني» من العراق، الذي ظنّت إيران أنها ابتلعته وهضمته وكان ما كان من أمر العرب، وصدق الله الحقّ: (وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) [الحشر/2]!!

اليوم لم يعد هناك أدنى قيمة لكلام الجنرال يحيي رحيم صفوي ـ القائد العام السابق للحرس الثوري والمستشار العسكري للمرشد الإيراني آية الله خامنئي ـ  [ليس كلامه الذي قاله عن لبنان في الأشهر الماضية] في 2 تشرين الثاني العام 2009  ـ نشرته وكالة أنباء «ايسنا»ـ واعتباره الولي الفقيه بمثابة خليفة المهدي المنتظر وأنّ «من يقف بوجه ولاية القائد المعظم الحقة، سماحة آية الله خامنئي مآله الفضيحة».

وليس هناك أيضاً أي قيمة لهرطقته بأن: «من يقف أمام الولي الفقيه مصيره السقوط والهزيمة…وأنّ الولي الفقيه خليفة للإمام المهدي المنتظر فهذه المسألة جادة ولا تقبل المزاح»، ولا قيمة لغسله أدمغة منتسبي قوات الحرس الثوري في معسكر مدينة كرج بقوله: «انظروا إلى مصير أولئك الذين وقفوا بوجه الإمام الخميني»، ومن المضحك أن رحيم صفوي في حديثه هذا استشهد بالحرب العراقية ـ  الإيرانية (1980-1988) وادّعى أن قوات بلاده كانت تحظى بالمدد الإلهي في حربها ضد العراق، وأنّ جبهات الحرب كانت مواقع لنزول المدد الإلهي، والـ «حبذا» التي أطلقها ساخراً قائلاً: «لو جاء منكرو المدد الإلهي ليشاهدوا بأم أعينهم نزول هذا المدد في الجبهات، فنحن كنا نرى أن الله كان يدعم جنوده الإيرانيين في تلك الحرب».

هناك في العراق، بدأ الصراع في العام 1980، وكان الأسد الأب الداعم الأول لإيران ضد العرب، وهناك لا بُدّ من أن ينتهي، وبالتأكيد «العلاك» المنقول عن الجنرال صفوي ليس أكثر من «عَلاكْ» ـ كما يقول السوريون ـ وسمعنا منه كثيراً في لبنان وطهران بعيد سقوط بغداد وإعدام صدّام حسين وحرب تموز، «الكلام المزيّف» الذي يرغب في محوِ مقولة الخميني: «ويلٌ لي لأني مازلت على قيد الحياة لأتجرّع كأس السُم بموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار.. وكم أشعر بالخجل أمام تضحيات هذا الشعب»…