IMLebanon

«حزب الله» ينتقد تقصير الجيش لـ«يقعد مكانه»

 

يطرح «حزب الله» نفسه بديلاً عن الجيش اللبناني في الدفاع عن «الدولة والوطن والمجتمع المتنوع» بحسب تعبير نائب كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله، في سياق حملته المنظمة على الجيش اللبناني الذي أفشل مخطط تدمير عرسال كرمى لعيون «حزب الله» وبشار الأسد، بعد أن استدرج «داعش» و«النصرة» من جرود القلمون إلى عرسال.

حزب الله لم يتوقف منذ أحبط الجيش اللبناني المخطط «الجهنمي» في عرسال عن مهاجمة الجيش وإعطاء «دروس» عسكرية ووطنية للقوى الأمنية، في حملة مفضوحة هدفها النيل من معنوياتها، سقط القناع عن الحملة على قيادة الجيش التي يشنها «حزب الله» في محاولة لتوريطه بدماء العرساليين وتوريط كل لبنان بالحرب السورية وجرّه إلى مواجهات مدمرة لتبرير قتالهم في سوريا وسلاحهم الذي يهدد اللبنانيين. باتت واضحة تصريحات مسؤولي الحزب يومياً في «رسم» خارطة طريق للجيش في مكافحة «التكفيريين» والتعامل مع «الإرهابيين»، متناسين أن من يحارب هؤلاء هم عناصر الجيش اللبناني الذين واجهوا واستشهدوا وخُطفوا ودافعوا عن عرسال وأهلها وعن الوطن ومواطنيه من دون السقوط في وحل مخطط الفتن أو استنساخ صورة جيش الأسد وشبيحته في قمع الشعب وقتل الأبرياء وتدمير المؤسسة وإشعال الحرب الأهلية.

ويرى النائب جمال الجراح لـ«المستقبل» أن «من الواضح أن «حزب الله» دائماً يعتمد استراتيجية إضعاف الجيش لتبرير وجوده واستخدامه للسلاح، وكان يقف ضد أي محاولة لبناء الجيش وتقويته وتسليحه، ويمنع إمكانية تطوير قدراته لجهة نوعية الأسلحة والإمكانات العسكرية أو قدرته على حفظ الأمن، من أجل تبرير وجود ميليشياته والتي يحاول من خلالها السيطرة على السلطة».

ويشير إلى أن «معركة عرسال كانت تستهدف أولاً قطع الطريق على قائد الجيش جان قهوجي كمرشح لرئاسة الجمهورية للوصول إلى قصر بعبدا، وظهر أن لدى «حزب الله» أجندة سياسية مختلفة عن الأجندة الوطنية التي تقول بضرورة الوقوف مع الجيش في معاركه، بغض النظر عن أي شيء آخر، وإعطائه معنويات والوقوف إلى جانب جنوده وضباطه، خصوصاً وهم يخوضون معارك شرسة ويستشهدون ويسقط من بينهم جرحى في معركة ضد الإرهاب الذي ينادون بمحاربته ليلاً ونهاراً، ومعركة عرسال تستهدف ثانياً تبرير وجود حزب الله في سوريا ووجود سلاحه وحماية تنقلاته في البقاع لا سيما في بعلبك وفي المنطقة المحاذية لعرسال من خلال محاولة إظهار أن الجيش لا يمتلك قدرات وليس باستطاعته تحمل مسؤولية بوجه المسلحين السوريين، وحيث إن «حزب الله» كان السبب الأساسي في إحضارهم إلى عرسال من خلال تدخله في سوريا، وهذا ما برز من خلال إعلام الحزب ومحاولة تعميم هذه الصورة السلبية عن الجيش وتشويه صورة قائده الذي أظهر في المعركة الأخيرة بعرسال منتهى الحكمة والحزم والمسؤولية». ويشير إلى أن «حزب الله» يوجه هذه الجوقة من «الزجل» و«الدجل» في التلفزيونات، فيوم تكون مع الجيش وحمايته وتدعو إلى دعمه، وعندما تصطدم مع مصالحها الشخصية يصبح الجيش غير قادر ويجب أن يكون هناك ميليشيات إلى جانبه».

ويجد الجراح أن محاولات «حزب الله» لإحياء المعاهدات الأمنية مع النظام السوري التي ذهبت برحيله من لبنان فاشلة، مشيراً إلى «معاناة النظام السوري من أزمات وحاجته إلى من يعينه، فهو في حالة أزمة ويواجه شعبه بالكيماوي والبراميل المتفجرة وفقد شرعيته السياسية والشعبية وتحول إلى ميليشيا لقتل الأبرياء وقتل الشعب السوري والهدف بإيجاد تعاون بين ميليشيا الأسد وميليشيا «حزب الله» وإدخال الجيش اللبناني كطرف للقضاء على الثوار السوريين ومعاقبة عرسال».

ويشدد على أن «حزب الله» أثبت من خلال الحوادث أنه عندما تكون هناك حالة وقف إطلاق نار أو عدم حصول معارك، يعتمد على القصف ويحاول إعادة افتعال حوادث بهدف استمرار المعارك واستهداف المدنيين في عرسال وتوريط الجيش في معارك مع المسلحين السوريين».

ويرفض الجراح القول بأن هناك إشكالية بين الجيش وأهالي عرسال، مشيراً إلى سقوط شهيدين من الأهالي وهم يدافعون عن القوى الأمنية في البلدة. فأهالي عرسال متضامنون ومتحدون ومتعاونون مع الجيش بصدق، ومحاولات إيجاد شرخ بين أهل عرسال والجيش من خلال افتعال الحملات وتصوير الجيش أنه يقصف المدنيين ويقتل الأبرياء تهدف إلى إحداث شرخ وهذا لم يحصل في الواقع، لأن مستوى الوعي لدى أهالي عرسال ومستوى معرفتهم بحجم المؤامرة على البلدة وعلى الجيش اللبناني أدت إلى وحدة متينة بين الأهالي وراء الجيش».

من جهته، يجد منسق «تيار المستقبل» في عرسال والهرمل بكر الحجيري أن الحملة التي يقوم بها «حزب الله» ضد الجيش اللبناني «هي حالة من الاستكبار وعدم الاعتراف بخسارته للمعركة بشكل كامل في عرسال وأن عليه إعادة قراءة ما حصل على المستوى المحلي، فالبلد بسبب ما يقوم به «حزب الله» يذهب في اتجاه تدميري ويقال إن «الرجوع عن الخطأ فضيلة» وهذا ما يجب أن يقوم به «حزب الله» التراجع عما قام به، فما حصل في عرسال هو نتيجة تدخله في سوريا تحت شعارات ومسميات عديدة عبّرت عنها أغاني وأناشيد من «إحسم نصرك في يبرود» إلى «حاصر دمر في عرسال» اليوم كل ما يحصل يراه الناس ويسمعونه».

ويؤكد أن «عرسال استقبلت السوريين وهو واجب عليها إيواء النازحين من أطفال ونساء وهذا ليس خطأ عرسال، إنما الخطأ هو من تسبب بتهجير هؤلاء وإخراجهم من منازلهم بسبب القصف».

وعن المعركة الأخيرة في عرسال يقول: «عرسال كانت مع المؤسسة العسكرية اللبنانية وإلا لصارت الأمور على غير ما حصل. فالبعض حاول وضع الجيش بمواجهة أهالي عرسال من أجل أن يريح نفسه أو ليقول إن لا دخل له، وهو أمر مكشوف، والمطلوب منه اليوم أن يعترف أن مسؤولية ما حصل تقع على كل من حمل السلاح خارج لبنان وأنه لا بد من العودة إلى الداخل اللبناني من أجل انتخاب رئيس للجمهورية وإجراء الانتخابات النيابية بدل الحقن الجاري على خلفية تصريح قائد الجيش وفيه من مصداقية الكلام والحقيقة ما يكفي ليفضح الدعايات التي كانت تروّج عن عرسال وعن ما يسمى «لواء أحرار السنة» من دون تذاكٍ أو فذلكة».

ويكشف عن اجتماع سيحصل اليوم لتوجيه نداء إلى من يخطف العسكريين اللبنانيين لإطلاقهم وفاء لأهل عرسال الذين استقبلوا النازحين وقدموا منذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى اليوم ما يلزم لهم وعدم وضع شروط لإطلاقهم، خصوصاً وأنه بعد شهرين سيأتي موسم الشتاء وسيكون من الصعب التنقل في المناطق الجردية، وسنشدد على سحب كل المسلحين من لبنان وسحب قوات «حزب الله» من سوريا».

ويؤكد أن «الكلام الذي يتردد على لسان مسؤولي «حزب الله» ونوابه من تعداد ما قدمه حزب الله من أجل لبنان، والدعوة إلى الوقوف إلى جانبه يصبح مقبولاً عندما يسحب حزب الله مقاتليه من سوريا وإلا سنذهب إلى وضع أكثر خطورة، هناك قوى تصعّد نتيجة ممارسات «حزب الله» الذي أنهكته الحروب وهو في حالة ستؤدي إلى سقوطه».