IMLebanon

«حزب الله يُكْمِل الهلال الشيعي» [2/2]

  • يسعى حزب الله منذ إنشائه على يدِ الحرس الثوري الإيراني في لبنان إلى تغيير وجه لبنان وكيانه وهويته العربيّة والسياسيّة، والحزب لم يُخفِ يوماً هذا السعي، بل أعلنه رسمياً وفي مناسبات وأحاديث متعددة لقياداته، عندما قال مرّة حسن نصر الله: «لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير «[النهار في أيلول 1986]، فهو لا يمكن أن يُغيّر هذه القناعة إلا تقيّة، وعندما أعلن إيمانه بلبنان وطن «الآباء والأجداد»، فهو إيمان يندرج من ضمن منظومة «الجمهوريات الإسلامية الإيرانيّة التي تسعى إيران وحزب الله لتأسيسها في كلّ المنطقة» وها هو يؤسس لجمهوريّة أخرى في سوريا، بعدما نجح مع قاسم سليماني ونوري المالكي في تأسيسها في العراق، في شكل دولة لن تلبث أن تتحوّل إلى الجمهوريّة الإسلامية في العراق بعد التخلّص من مرجعيّة النجف نهائياً وتثبيتها نهائياً في «قم»، ومن المفترض طبعاً أن يكون علي الخامنئي هو المرشد الروحي لهذه الجمهوريات التابعة لإيران!!

  • اليوم؛ نشهد تظهير هذا المشروع وبنفس أسلوب «التقيّة» ولو تحت مسمّى «مؤتمر تأسيسي» مؤقتاً، فعندما أعلن حسن نصرالله: «إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون [السـفير في 12 تموز 1987]، كان الرجل يتحدّث بصدقٍ شديد، ومن دون «تقيّة»، وبحسب عقيدة نصرالله الدينية والسياسيّة الإسلام الذي يجب أن يحكم «المنطقة ولبنان» هو إسلام إيران، والمسلمون الذين يجب أن يحكموا المنطقة هم الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وفيلق القدس، وكتائب أبو الفضل العباس، بمعنى آخر الباسيج بألوان الطيف التي وزعها على لبنان وسوريا والعراق، ولبنان في طريقه ليكون «الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان»، والتحذير واجب وطني في هذه المرحلة، فالأمر على وشك أن يكون حقيقة واقعة!!

  • يخطئ من يظنّ أنّ البيان التأسيسي لحزب الله قد أصبح من الماضي، فقد جاءت الوثيقة السياسيّة للحزب والتي أعلنها حسن نصرالله عصر الاثنين 30 تشرين الثاني من العام 2009  لتؤكد كلّ ما سبق وأعلنه الحزب طوال حقبة الثمانينات عندما سبق كشف حسن نصرالله أنّ حزبه ـ في ذاك الوقت ـ لا يملك «مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب» [السفير، نيسان 1986]، أليس هذا ما نسمعه ليل نهار من حزب الله ونوابه وقياداته «تقيّة» تحت عنوان «حفظ المقاومة»، والآن بات حزب الله يملك كلّ مقومات الحكم في لبنان وفي المنطقة العربيّة كلّها!!

  • اليوم؛ يعيش اللبنانيّون تحت وطأة خطر حقيقيّ هو البيان التأسيسي لحزب الله الذي سُـمي بالرسالة المفتوحة وبعنوان «من نحن وما هي هويتنا؟» والذي أعلن في 16 شباط 1985 من حسينية الشياح، واضح لا لبسَ فيه، ومشروع الهلال الشيعي قائم تنفيذه على قدم وساق منذ ذاك التاريخ، وتحت رعاية الأسد الأب، وها هو يكتمل باحتلال إيران لسوريا في زمن الأسد الإبن، وفي البيان التأسيسي: «إننا أبناء أمة حزب الله التي نصرالله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم. نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد. نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران… نحن نعتبر أنفسنا ـ وندعو الله أن نصبح ـ جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف».

  • التعطيل لانتخابات الرئاسة هذه المرة لن تكون كسابقاتها، ذات مرّة قيل في العام 2008، ان الرئيس ميشال سليمان هو آخر رئيس مسيحي للبنان، وتجاهل كثيرون هذه المقولة، والآن حان وقت تحويلها إلى حقيقة، وتحت عنوان مؤتمر تأسيسي يكون فيه «الحاج محمد رعد» نائب رئيس الجمهورية التي سيبقى اسمها مؤقتاً و»تقيّة» جمهوريّة لبنانيّة، إلى حين إطباق إيران على كل المؤسسات الدستورية في لبنان، ليصبح بعدها «الوكيل الشرعي» لنائب المهدي المنتظر علي الخامنئي، الرئيس الحقيقي للجمهوريّة الإسلاميّة في لبنان، إنها آخر معركة يخوضها ميشال عون ضد مسيحيي لبنان ورئاسته، وكيف لا وهو يمتلك صكّ تعيين شرعي من الخامنئي بأنه ممثل المسيحيين في الشرق!!