IMLebanon

حسم الاستحقاق ينتظر الترتيبات السعودية

حسم الاستحقاق ينتظر الترتيبات السعودية

حراك رئاسي يتنقّل بين الرياض وباريس وواشنطن

يترقب الوسط النيابي والسياسي نتائج التحرك الخارجي الجاري لتسهيل إنجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري تجنباً لدخول البلاد في فراغ رئاسي، بات هذا الوسط ذاته يحسب حساب حصوله، في حال استمرت المواقف والترشيحات غير المجدية على حالها، خاصة بعد موقف «حزب الله» الذي اعتبر على لسان بعض نوابه أن ترشيح رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع هو الذي يؤخر إتمام الاستحقاق بسبب رفض الأغلبية النيابية لانتخابه.

وترى اوساط نيابية في فريق «8 آذار» ان مصير الجلسة الثانية يوم غد الأربعاء بالنسبة لجعجع لن يكون أفضل من مصير الجلسة الاولى التي نال فيها 48 صوتاً، هذا اذا اكتمل نصاب الجلسة بحضور ثلثي اعضاء المجلس، وهو أمر قد يحصل ايضاً، لكن قد يكون هناك توجه لحضور الجلسة وتوفير النصاب والاقتراع بالأوراق البيضاء لعدم حصول جعجع على نسبة النصف زائداً واحداً.

وفي ما خصّ التحرك الخارجي، تفيد الاوساط النيابية ان السعودية كانت حتى الاسبوع الماضي غير متحمّسة للتدخل في الشأن الانتخابي اللبناني، على ما نقلت احدى الشخصيات اللبنانية المتعاطية بالشأن العام، والتي زارت السعودية والتقت أحد كبار المسؤولين في الرياض، وربما ينتظر التحرك السعودي في لبنان إنجاز الترتيبات الداخلية في السعودية.

ويبقى انتظار ما سيسفر عنه تحرك موفد النائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور باتجاه السعودية، والذي قالت مصادر «الحزب التقدمي الاشتراكي» إنه لم ينقل إلى بيروت أي أجواء عن لقائه الرئيس سعد الحريري، ونتائج اللقاءات التي يعقدها الرئيس الحريري في الرياض، وثمة من ينتظر تبلور التواصل بين الحريري والنائب ميشال عون، والذي تجدد خلال اليومين الماضيين عبر الوزير جبران باسيل، على ما قالت مصادر «التيار الوطني الحر»، التي أشارت الى لقاء عقد بينهما امس في باريس.

هذه المعطيات تشير إلى أن الانتظار لا زال سيد الموقف، وان مقولة بعض «المكابرين» بأن الاستحقاق الرئاسي هو لبناني بامتياز ولا تدخل فيه لأي طرف خارجي، هي مقولة في غير محلها، لأن الاتصالات الجارية بمعظمها في الخارج، توحي أن ظروف هذا الاستحقاق لم تنضج بعد داخلياً وهي بحاجة الى دفع «من صديق» خارجي، خاصة مع تحرك السفير الاميركي في بيروت دايفيد هيل باتجاه أكبر عدد من المسؤولين والقيادات الحزبية، لجمع المعطيات لديها ولتكوين صورة عن حقيقة الوضع، لنقلها إلى إدارته اولاً، مع ما يتردد عن احتمال قيامه بزيارة الى السعودية ليبحث معها مصير الاستحقاق الرئاسي، وتقديم بعض «النصائح» التي قد تؤدي إلى إنضاج ظروف هذا الاستحقاق وإتمامه في موعده.

وإذا صحّت المعلومات عن كثافة التحرك الأميركي وعن زيارة هيل المرتقبة الى السعودية، فهذا دليل على بداية التحرك الأميركي في الملف الرئاسي ولو من بعيد، في مسعى لتجنب الفراغ، خاصة أن بعض المعلومات تشير الى ان الادارة الاميركية مهتمة جداً بالاستقرار في لبنان ولا ترى مدخلاً لتحقيقه كاملاً الا بإنجاز الانتخابات الرئاسية لسببين: ضمان الاستقرار في الجنوب على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتسهيل الطريق امام الشركات الأميركية للاستثمار في مجال النفط الموعود في لبنان.

كل هذا الحراك لم يثمر حتى الآن اي احتمال بتلافي الفراغ الرئاسي، حتى ان بعض الوزراء اسرّوا في مجالس خاصة أن الحكومة وبرغم موقف رئيسها تمام سلام بعدم التصرف على اساس ادارة الفراغ، الا انها تتحسّب له، وعند حصوله ستتحمل مسؤوليتها.