IMLebanon

خطف وخطف مضاد وقطع طرقات في البقاع تهدد بفتنة سنية ــ شيعية

خطف وخطف مضاد وقطع طرقات في البقاع تهدد بفتنة سنية ــ شيعية

المشنوق لـ«الديار» : مربع الموت في بريتال لا زال هو نفسه وسيكون لي موقف اليوم

اجواء الفتنة المذهبية السنية ـ الشيعية خيمت على لبنان أمس، وذكرت اللبنانيين بالأيام السوداء التي سادت قبل حرب 1975 وبدأت بعمليات خطف وخطف مضاد وحواجز طيارة على خلفية اسلامية ـ مسيحية، فيما اليوم تطل الفتنة برأسها من البقاع وعلى خلفية سنية ـ شيعية، حيث ظهرت الساحة البقاعية امس «متفلتة» من دون اي ضوابط حيث المسلحون كانوا اسياد «الطرقات» عبر انتشارهم «المقنع» بكامل اسلحتهم والقيام بعمليات خطف طائفي متبادل.

وضع البقاع اقلق كل المسؤولين في ظل التداخل السني ـ الشيعي في معظم القرى البقاعية المتشابكة ومنطقة بعلبك. كما ان المواطنين السنة والشيعة يمرون على طرقات متداخلة يسيطر ابناء الطائفة السنية على بعضها وابناء الطائفة الشيعية على البعض الآخر وبالتالي فان اي توتر سيؤدي الى مشاكل كبيرة لا يستطيع أحد التحكم بها، خصوصاً ان وضع البقاع مغاير كليا لوضع الجنوب، حيث الاغلبية الشيعية ولوضع الشمال، حيث الاغلبية السنية وبالتالي من الصعوبة ان تحصل مشاكل طائفية باستثناء المنطقة الواقعة بين الناعمة والجية بالنسبة لابناء الجنوب الذين يسلكون طريق الجنوب ـ بيروت.

وبالتزامن مع عمليات التوتر الطائفي السني ـ الشيعي في البقاع، فان البلاد شهدت موجات من التعدي على النازحين السوريين في كل المناطق اللبنانية دون استثناء، حيث تعرضوا لابشع انواع التعذيب والقهر لانسانية الانسان، ومعظمهم من العمال الفقراء.

وقد سير الجيش دوريات راجلة ومؤللة في مناطق التوتر وتحديداً في البقاع.

علماً ان اجواء التوتر كانت قد سادت كل لبنان بعد شيوع ذبح «داعش» للشهيد عباس مدلج حيث قطعت معظم الطرقات في الضاحية والجنوب والبقاع، وادت الى نزول المواطنين الى الشوارع وتصاعدت امس في البقاع حيث جرت عمليات خطف متبادل، وبدأت مع تعرض 4 من ابناء عرسال وهم مروان الحجيري وعبدالله سلطان وحسين الفليطي وعبدالله البريدي وهم من الطائفة السنية للخطف على ايدي شبان من آل المصري الشيعة من حورتعلا رداً على خطف قريبهم الجندي في الجيش اللبناني علي زيد المصري على يد داعش.

وقامت وحدات الجيش بعمليات مداهمة واعتقلت عدداً من الشبان من آل المصري وافرجت عنهم لاحقاً، وصدر بيان عن عائلة المصري نفى اي علاقة للعائلة بالخطف. كما دعا والد العسكري المخطوف علي المصري الى الافراج عن ابناء عرسال وندد بهذا الاسلوب.

كما اقدم 4 مسلحين مجهولين يستقلون سيارة غراند شيروكي سوداء زجاجها داكن على اعتراض سيارة على الطريق الدولية في منطقة الطيبة ـ بعلبك وخطفوا المواطن ايمن صوان السني من سعدنايل، فيما تركوا شقيقه خالد واستولوا على اجهزة خلوية.

وذكرت الاجهزة الامنية ان عملية الخطف مرتبطة بخلفيات مالية ونفذها شخص من آل طليس وان الجيش يلاحقه وقام الجيش باعتقال زوجته.

واثر حادث الخطف شهدت منطقة سعدنايل توتراً شديداً واقدم شبان على قطع طريق سعدنايل ـ تعلبايا بسواتر ترابية احتجاجاً، واقدموا على خطف مضاد وذكر انه تم اختطاف 10 اشخاص من بعلبك من الطائفة الشيعية وهم من سائقي الفانات ويعملون بين شتورا وبعلبك ومن عائلات الهق والحاج احمد وعباس وقال نجل المخطوف ايمن صوان «لدينا 10 مخطوفين من بعلبك ولن نفرج عنهم قبل الافراج عن والدي».

اما قطع الطرقات فشمل تقاطع كاليري سمعان ـ فرن الشباك بالاتجاهين، طريق سعدنايل بقيت مقطوعة طوال النهار وحتى الليل، طريق رياق ـ بعلبك، طريق شتورا، الشويفات، القلمون، ومثلث دير الاحمر وغيرها من الطرقات.

علماً أن كل الاتصالات لم تفلح باطلاق المخطوفين حتى ساعات ما بعد منتصف الليل.

وقد جرت اتصالات مكثفة شارك فيها الوزير نهاد المشنوق مع المعاون السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل ومع الحاج وفيق صفا، وكذلك مع قيادات في تيار المستقبل وحركة «أمل» لتهدئة الاجواء في بعلبك ومنع الفتنة وسحب المسلحين وفتح الطرقات، لكن اجواء التوتر بقيت قائمة.

واشارت معلومات الى ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اعطى توجيهات لقيادات الحزب في البقاع بالعمل على تهدئة الاجواء، كما ان قياديي ومسؤولي حزب الله في البقاع عملوا بكل جهدهم لتهدئة الامور ولاحقوا كل التفاصيل لوأد الفتنة.

المشنوق لـ«الديار»: بريتال ومربع الموت

وفي اتصال اجرته «الديار» مع وزير الداخلية نهاد المشنوق مساء امس، رفض الخوض في ابعاد وتفاصيل ما حصل من عمليات خطف متبادلة في البقاع امس واكتفى بالقول «ان مربع الموت في بريتال لا زال هو نفسه». واضاف: «انه سيكون له موقف مفصل اليوم في ضوء الاجتماعات التي ستحصل».

واشار الى ان الجيش قام بمداهمات واوقف عدداً من الاشخاص، وان الاتصالات مستمرة وسنرى ماذا سيحصل هذه الليلة.

…وزعيتر

اما الوزير غازي زعيتر فقال لـ«الديار» ان ما حصل من عمليات خطف وخطف مضاد غير مقبول من احد وموقفنا يجب أن يكون موحدا ضد الظاهرة الاجرامية المتمثلة بالتكفيريين، ولذلك علينا ان نوحد الجهود لاستعادة ابنائنا من العسكريين المخطوفين. اضاف: «ان كل الجهود منصبة لاطلاق سراح الذين خطفوا امس، في وقت يحاول البعض اشعال الفتنة خصوصاً «داعش» و«النصرة».

ملف العسكريين المخطوفين

اما على صعيد المخطوفين العسكريين، فلا جديد في هذه القضية. بعد ان نقل الموفد السوري المرسل من قطر شروط المسلحين الى الحكومة اللبنانية وتضمنت بالاضافة الى عملية التبادل ضرورة نقل مسلحي «داعش» و«النصرة» الذين اصيبوا في معارك عرسال الاخيرة من مستشفى الامل في بعلبك الى مستشفيات زحلة وعدم التعرض للاجئين السوريين.

وحسب مصادر حكومية، فان شروط المسلحين تعجيزية وان الحكومة اللبنانية رفضت المقايضة ولن تتفاوض تحت هذا السقف ولن تتنازل عنه حيث ستعقد اللجنة الوزارية المكلفة درس الملف اجتماعاً في السراي الحكومي اليوم بحضور ممثلين عن قيادتي الجيش وقوى الامن الداخلي، كما سيعقد الرئىس سلام اجتماعاً مع اهالي المخطوفين الذين رفضوا الاجتماع بالحكومة الاسبوع الماضي، كما كشفت المصادر الحكومية ان الرئيس سلام يتابع هذا الملف شخصياً وبشكل سري.

وتابعت المعلومات «ان الموفد القطري من الجنسية السورية التقى المسلحين مجدداً وناقش شروطهم التي يمكن الاخذ والرد فيها، لكن الموفد القطري رفض اعطاء أي معلومات، حيث من المتوقع ان ترد الحكومة على شروط المسلحين اليوم بشكل رسمي بعد اجتماع اللجنة اليوم ويتضمن رفضاً للمقايضة حسب مصادر حكومية».

واشارت المعلومات الى ان الموفد القطري حاول ان يعرف من مسؤول «داعش» الاسباب التي ادت بهم الى ذبح مدلج خلافا للوعد الذي قطعوه بعدم قتل اي جندي واعطاء مهلة شهر، علماً أن الحكومة اللبنانية ابلغت الموفد القطري انها لا تأخذ بذريعة «داعش» ان الشهيد مدلج حاول الفرار لان الحكومة اللبنانية كانت تبلغت عبر وسيط آخر غير القطري ان «داعش» ستقدم على ذبح الجندي مدلج ليل السبت وهذا ما حصل.

وتضيف المعلومات ان «داعش» قامت بارتكاب جريمتها لجر البلد وتحديداً البقاع الى فتنة سنية ـ شيعية.

اشتباكات بين الجيش والمسلحين

على صعيد آخر، شهدت منطقة جرود عرسال اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة وتركزت في وادي حميد ووادي الرعيان ووادي الحصن التي استعادها الجيش وثبت فيها موقعاً محصناً، علماً أن هذه «النقطة» تقطع خط التواصل بين عرسال وجرودها حيث يعمل المسلحون على استعادة موقع الحصن والتمركز فيه او ابعاد الجيش عنه، كما سجلت اشتباكات مماثلة بين مقاتلي «حزب الله» والمسلحين في الجرود المقابلة لرأس بعلبك.

كما سقطت اثناء الاشتباكات عدة صواريخ طالت سهل طاريا وبريتال وحورتعلا مصدرها السلسلة الشرقية ولم تقع اي اصابات.