IMLebanon

داريل عيسى للسنيورة و14 آذار: توافقوا مع حزب الله ضدّ «داعش»

بقيت مباحثات السيناتور الاميركي داريل عيسى الذي زار لبنان مؤخراً، وعقد سلسلة لقاءات رسمية بالاضافة الى اجتماعه بالرئيس فؤاد السنيورة والامانة العامة لـ 14 آذار موضع تكتم شديد وتحديدا من قبل هذه القيادات جراء المفاجأة التي نزلت عليهم بعد توجيهات عيسى وكلامه الايجابي عن «حزب الله».

واللافت ان تسريبات قوى 14آذار عن اللقاء مع عيسى لم تكن بمستوى طموحاتها اللبنانية وسمعت منه كلاماً عن خطر الحركات التكفيرية على لبنان والمنطقة، داعياً قوى 14 آذار الى الانخراط في مواجهتها كونها تشكل خطراً محلياً واقليمياً ودولياً.

وتكشف معلومات مؤكدة ان داريل عيسى ذهب الى ابعد من ذلك داعيا هذه القوى الى التعاون مع حزب الله في التصدي لهذه الحركات التكفيرية، مبدياً ارتياحه لمواقف حزب الله وتصديه لهذه القوى وافكارها، حتى ان المعلومات تشير الى ان عيسى طلب «الاتفاق» مع حزب الله لمواجهة الخطر «الداعشي» والتعامل مع الامور والتطورات الحالية بمنطق مختلف عن السنوات الماضية لان ما قبل «داعش» يختلف كثيراً وجذرياً عما بعد «داعش».

وتضيف المعلومات ان عيسى شرح لقوى 14 آذار خطر هذا التنظيم على لبنان، وضرورة مواجهته بوحدة الموقف اللبناني اولا وثانيا، وهذا الامر يستدعي التوافق مع حزب الله كونه القوة الاساسية الكبرى على الساحة اللبنانية والحزب منخرط في مواجهة هذا الفكر المتطرف. وهذه بديهية لا يمكن تجاهلها وتجاهل ما يحدث في المنطقة على ايدي عناصر هذا التنظيم.

واكدت المعلومات، ان عيسى اكد لـ 14 اذار ان كلامه لا يعني وجود خط ساخن ومباشر اميركي مع «حزب الله»، ولا اتصالات اميركية مع الحزب، لكن لا يمكن للولايات المتحدة ان تغض النظر عما يقوم به «حزب الله» ضد القوى التكفيرية.

وركز عيسى على الدعــم الامــيركي المطـلق للجيش اللبناني وعن توجه اميركي جدي وحقيقي لدعم الجيش بكل ما يحتاجه، ودعا عيسى هذه القوى الى الانخراط في اعادة تحريك عمل المؤسسات والتوافق من اجل انجاز الاستحقاقات في البلاد بالتوافق ايضاً بين كل المكونات اللبنانية و«حزب الـله».

واشار عيسى وحسب ما سرب من معلومات من قبل قيادات في 14 اذار «ان الولايات المتحدة الاميركية لا يمكن ان تتدخل بالشكل المباشر بالاحداث العراقية، كما حصل خلال حرب العراق الاولى وادى الى الاطاحة بصدام حسين، وان عمل واشنطن يقتصر على الدعم اللوجيستي والخبراء وتوجيه الضربات الجوية في العراق وغير العراق لكن المطلوب داخليا انخراط الجميع في مواجهة التطرف.

وشدد عيسى على التزام واشنطن دعم لبنان واستقلاله والحفاظ على القرار 1701 ودعم الجيش الذي اثبت كفاءة في التعامل مع الاحداث الاخيرة «وان الجيش اللبناني قادر على الحفاظ على سيادة لبنان».

وتشير المعلومات، ان قوى 14 آذار فهمت من كلام داريل عيسى بأنه لا بد من توافق الجميع في لبنان وبالتحديد مع «حزب الله» لانجاز الاستحقاق الرئاسي ولا يمكن تجاهل دوره في هذا الملف والملفات الاخرى. وتضيف المعلومات ان الرئيس فؤاد السنيورة سمع الكلام نفسه من داريل عيسى الذي تركز على محاربة الارهاب «الداعشي» ودعم الجيش اللبناني، اما الاستحقاقات الاخرى فلم يتم التطرق اليها الا من خلال باب محاربة الارهاب الذي يشكل الهم الاساسي لواشنطن وكيفية ترجمة مفاعل التصدي للارهابيين على الارض وبشكل سريع، لان خطر «داعش» يشمل كل بلدان المنطقة مكررا عدم امكانية تجاهل دور «حزب الله» في التصدي للارهاب في لبنان وعلى الحدود السورية – اللبنانية.

قياديو 14 آذار «تسمروا» مدهوشين وهم يستمعون لكلام عيسى ولم يصدقوا ما سمعت اذانهم، حيث اكد عيسى على دعم لبنان بمؤسساته وليس دعم فريق على اخر، وبالتالي غابت المصطلحات الاميركية عن دعم قوى 14 آذار وحركتها لصالح التأكيد على دعم لبنان لكي يكون قادرا على حماية نفسه في مواجهة خطر «داعش» وان المدخل يكون بدعم الجيش اللبناني كونه الوحيد القادر على حماية السيادة اللبنانية وتاليا التوافق مع حزب الله للوقوف في وجه المد «الداعشي».

وكذلك فان قيادات 14 آذار فهمت رسالة عيسى جيدا لجهة التوافق مع «حزب الله» كون الملف الاساسي في المرحلة المقبلة عند اميركا مواجهة التطرف حتى لو تطلب الامر التعاون مع حارة حريك وسوريا وفتح قنوات التواصل معهما وبشكل مباشر ومن دون اي وسيط لبناني مع حزب الله او عربي مع سوريا.