IMLebanon

«دعاء لبناني».. في ليلة القدر

يتوجه المسلمون في أصقاع الأرض الليلة إما إلى المساجد أو يجتمعون في منازلهم يحيّيون في إطار عائلي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، هي ليلة رحمانيّة «تنزّل الملائكة والرّوح فيها»، ليلة ينزل فيها أهل السماء إلى الأرض فيلتقي عالمان وتنفتح أبواب وترتفع حجب، نسأل الله أن يرزقنا فيها القيام والصلاة وأن يفتح لنا أبواب السماء ويرزقنا الدعاء وأن يجعلنا موقنين بالاستجابة في عاجل أو آجل أمره، إنه قريب سميع مجيب الدعوات…

وكأيّ مواطنة لبنانيّة مسلمة، أترقّب هذه الليلة، وأطلبها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان المبارك، الذي يُغادرنا من دون أن نعلم إن كان في العمر بقيّة نستقبل فيها شهر رمضان العام المقبل، يعزّ عليّ فراق الشهر الكريم العظيم، وأترقّبُ إيابه ليظلنا في عامنا المقبل، وحال لبنان على غير هذا الحال، وحال العالم العربي على غير هذا الحال، وحال العالم الإسلامي على غير هذا الحال، ففي لبنان حالنا يسرُّ العدوّ ولا يسرّ الصديق، وما أقلّهم في هذه الأيام العسيرة التي يتجاهل فيها العالم حال الفراغ الرئاسي في لبنان، ومنع نظام بشار الأسد وإيران وحزب الله مجتمعين ومن وراء قناع مملّ انتخاب رئيس للبنان، ويريدون أن يسير البلد باستمرار التشريع فيعتاد اللبنانيين الفراغ وعدم وجود رئيس وهذا ظاهر المشهد أما ما وراءه فأخطر وأدهى وأمرّ فآخر هذا الفراغ «مؤتمر تأسيسي» يقود إلى قضم ما تبقّى من حقوق المسيحيين اللبنانيين، في وقتٍ شهدنا فيه بألم وحزنٍ منذ أشهر عدة إخراج وتهجير أخواتنا راهبات دير معلولا التاريخي بعد اختطاف مشين لسيدات نذرن حياتهن للعبادة ومساعدة الآخرين، وإخراج وتهجير مسيحيي الموصل من ديارهم وبيوتهم وكنائسهم، نسأل الله لهم في هذه الليلة المباركة عودة منتصرة مؤزّرة إلى ديارهم، وأن يكشف الله عنهم وعنّا بلاء الإرهاب والتطرف وأن نشهد وإياهم انكسار «داعش» وانكشافها عن بلادنا وخروجاً ذليلاً لإيران من منطقتنا.

وإن رفع اللبنانيّون في هذه الليلة أكفّهم صوب السماء يسألون الله فرجاً قريباً عاماً شاملاً، فإننا نسأل الله أن يكشف عن لبنان ومسيحييه من تسلّط على أمنهم وأرواحهم منذ عقدٍ ونصف من الزمن، ولم «تنكشح» غمّته، ولم تنكسر «شهوته» ولم يُغيّر ما بنفسه من جشع وطمع وأنانيّة ولو على حساب لبنان كلّه!!

وإن رفع اللبنانيّون في هذه الليلة أكفّهم صوب السماء في هذه الليلة المباركة، فسيسألون الله أن يرفع عن لبنان بلاءات ثلاث، بلاء نظام بشار الأسد المجرم وتابعيه في لبنان، وبلاء إيران وإفسادها في المنطقة العربية، فيمزّق ملكها ويكفينا شرّ أذاها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفي غزة، وفي مصر كنانة الله في أرضه، وأن يرفع ويدفع عنا بلاء سلاح حزب الله وأجنداته الإيرانية الممتدة من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى أذربيجان…

وإن رفع اللبنانيّون في هذه الليلة أكفّهم صوب السماء في هذه الليلة المباركة، فلأن»الدعاء» وسيلة المؤمن لا وسيلة العاجز، وكلّنا إيمان بأن الله حافظٌ لبنان وشعبه بطوائفه ومذاهبه، بمسيحييه ومسلميه، وإذا سألنا الله فإننا نسأله برحمته ولطفه أن يصرف عن دار الفتوى من عاث فيها إفساداً وفساداً فمرّ عليها أعوام عجاف، وأن يوفقهم لاختيار رجل عفاف وتُقى وعلم وورع واعتدال، وأن يجمع كلمة «أهل السُنّة» في لبنان على حفظِ هذه الدار من المؤامرات التي تحاك لها ضرباً للاعتدال السُنّي وأهله، وتكريساً للمتطرفين والمتشددين الذين يتربصون شراً بلبنان وشعبه وجيشه!!

اللهم؛ في هذه الليلة المباركة نسألك من فضلك العميم وجودك الواسع، وفيض رزقك يا من لا تنفد خزائنه،اللهمّ ارحمنا فإنك بنا راحم، اكشف عنا وعن لبنان من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم إنك أنت الأعزّ الأكرم، واختم لنا بالعفو والمغفرة واجعلنا من عتقاء شهر رمضان، اللهمّ إنّك عفوّ كريم ٌ تُحبّ العفو فاعفُ عنّا يا كريم، اللهم آمين… برحمتك يا أرحم الراحمين.