IMLebanon

سقطت التطمينات…”داعش” تذبح الجندي الشهيد عباس مدلج

أعلن قيادي في تنظيم «داعش»، اول امس السبت، أنّ التنظيم أعدم جنديا في الجيش اللبناني بسبب محاولته الهرب، وذلك في تصريح لوكالة «الأناضول» التركية.

وفي بيان، قالت الدولة الإسلامية قاطع – القلمون: «حاول، الجندي اللبناني عباس مدلج الهرب من سجنه، وبعدما حاول إطلاق النار على عناصرنا كان مصيره الذبح».

وحذرت الدولة الإسلامية قاطع – القلمون من المساس بأي نازح سوري، وأعلنت أنّ الردّ سيكون قاسياً وأنّها ستحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن ذبح كافة العسكريين لديها.

في المقابل أعلن مصدر عسكري لبناني طالباً عدم الكشف عن اسمه لوكالة فالصحافة الفرنسية، أنّ الجيش اللبناني يحقّق في صحّة الصور التي وُزّعت وتظهر قيام عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» بذبح جندي لبناني محتجز لديهم، بعد أسبوع على إعلان هذا التنظيم إعدام جندي آخر.

عائلة مدلج: جريمة بحق كل اللبنانيين

بدورها أكدت عائلة العسكري المخطوف عباس مدلج، ان خيارها «هو لبنان بلد العيش المشترك بين كل مكوناته»، داعية إلى «درء الفتنة وعدم السماح للتكفيريين بالتغلغل إلى نسيجنا الوطني ومنعهم من تحقيق أهدافهم».

وجاء في البيان الذي أصدرته العائلة «ان خيارنا لا يزال كما هو، لبنان بلد العيش المشترك بين كل مكوناته. وان الفعل الارهابي الذي أدى إلى استشهاد ابننا عباس هو جريمة بحق كل اللبنانيين، سنة وشيعة ومسيحيين ودروزا، ونحن ندعو إلى درء الفتنة وعدم السماح للتكفيريين بالتغلغل إلى نسيجنا الوطني ومنعهم من تحقيق أهدافهم التقسيمية والفتنوية. ونعلن أن شهيدنا هو شهيد لبنان، ولنا ملء الثقة بالجيش اللبناني الوطني. وندعو إلى التصرف بشكل عاجل من أجل وضع حد لمأساة العسكريين الباقين، كما ندعو جميع أهلنا إلى ضبط النفس والتصرف بشكل يليق بالشهداء الأبطال».

معزون  ودعوات  لدرء الفتنة

وغصت دارة والد الشهيد في الجيش اللبناني عباس مدلج بجموع المعزين الذين أموا منزله في بلدة الانصار البقاعية، وفي مقدمهم وزير الصناعة حسين الحاج حسن، رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك فاعليات سياسية، اجتماعية ونقابيون.

واكد يزبك على «دور المؤسسة العسكرية لانها صمام الأمان للوحدة الوطنية والعيش المشترك ورغم الجراحات نشد على دور هذه المؤسسة ورغم ان قلوبنا تنزف دما على ما حصل، نأمل من الدولة في ان تستمر في العمل على إطلاق سراح الآخرين من العسكريين، واذا كان داعش ومن خلفه يخطط لفتنة في هذا الوطن نحن سنطفىء الفتنة ولا نعتدي على أحد من النازحين السوريين الذين نزحوا الى لبنان واستقبلوا من اللبنانيين، وقدمنا لهم العمل الانساني وهذه هي قيمنا بالا نعتدي على الآخرين، لسنا عاجزين عن مواجهة من يظلمنا لننتقم ممن ليس له حيلة وأي اعتداء على هؤلاء هو بهدف جلب الفتنة للوطن، ومن يريد ان يعبث نقول صوتنا ضد الفتنة وعلى اللبنانيين ان يتوحدوا سنة وشيعة ومسيحيين ودروزا صفا واحدا لمواجهة الاخطار تحت مظلة الدولة التي يتوجب عليها حماية ابنائها، وان تأتي بهم سالمين، واذا ما جدوا فهم قادرون ونحن مع هذه الدولة لن نقبل ان نركع او نذل فطريقنا طريق عزة وكرامة. قاتلنا اسرائيل الى جانب الجيش اللبناني واختلطت دماؤنا وسنبقى نقاتل الظلم والطغيان مهما غلت الأثمان، وسنبقى الى جانب العيش الواحد والسلم الاهلي في لبنان».

والد عباس: انه شهيد الوطن

وطرح علي مدلج والد الشهيد الجندي عباس مدلج نفسه بديلا لأي شهيد من شهداء لبنان، وقال: «انا لست افضل من أي شهيد، فالرقيب علي السيد شهيد لبنان وولدي عباس شهيد الوطن، كنا 3 في سلك الدولة فانا متقاعد لدي الاستعداد اللازم لأكون فداء للدولة والمؤسسة العسكرية وقيادة الجيش لو خيرت ان أكون مكان ولدي الشهيد عباس».

وتطورت ردود الفعل بحيث اعلن عن قطع عدد من الطرق في مختلف المناطق، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين وعناصر من «حزب الله» في منطقة وادي الرعيان في جرود عرسال، فيما سجل ظهور مسلح كثيف في بلدة اللبوة ترافق مع معلومات غير مؤكدة عن عمليات خطف. وشهدت شوارع في العاصمة ولا سيما على تقاطع غاليري سمعان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت قطعا للطرق وحرقا للدواليب استنكارا لإعدام مدلج.

لا موقف رسميا

وفيما لم يصدر أي موقف رسمي عن الحكومة أو قيادة الجيش وإذا كانت الحكومة تبلغت رسميا عملية الإعدام، أفادت اوساط السراي ان رئيس الحكومة تابع مع الأجهزة الأمنية التطورات وأجرى سلسلة من الاتصالات للوقوف على حقيقة الأوضاع، فيما ألغى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الى قطر المقررة اليوم لمتابعة الوضع الأمني . ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري ان الجيش يحقق في صحة الصور التي وزعت عن عملية الإعدام.

سوريون يتخوفون

كذلك قطعت طريق جديتا- شتورا، أمام مطعم هاشم، بالسيارات، احتجاجاً على استمرار خطف العسكريين، كما ان  مجموعة من الشباب تدعى OMEGA TEAM اقفلت الطريق المؤدي الى سجن رومية، تضامنا مع العسكريين المخطوفين.

وتحسبا فان بعض السوريين الذين يقطنون في مخيم على اوتوستراد رياق بعلبك – حوش الغنم، وضبوا أمتعتهم، وهم يحضرون انفسهم للرحيل، متوجهين الى البقاع الغربي.

وقفة تضامنية

الى ذلك نظم أهالي بلدة القبيات وجوارها وأهل الرقيب المخطوف جورج خوري، وقفة تضامنية معه ومع جميع العسكريين المخطوفين، في ساحة بلدة القبيات، حيث قطعت الطريق العام التي تربط حلبا بالقبيات والقبيات بالهرمل، في حضور النائبين هادي حبيش ونضال طعمة، رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو، عضو المكتب السياسي ل»تيار المستقبل» محمد المراد، القيادي في «التيار الوطني الحر» جيمي جبور، رئيس «حركة شباب عكار» خالد عبود المرعبي، وفاعليات حزبية ودينية وحشد من أهالي المنطقة جاؤوا متضامنين مع الجيش وأهالي العسكريين.

وألقت ماري خوري، شقيقة الرقيب المخطوف، كلمة شكرت فيها كل الذين جاؤوا للتضامن مع قضيتهم. كما شكرت الشيخ مصطفى الحجيري المعروف بـ»ابو طاقية» الذي أتاح للرقيب خوري الاتصال بذويه وطمأنتهم إلى صحته.

وقالت: «نحن لسنا مجبرين على تحمل ما يحدث في سوريا»، متوجهة الى «حزب الله»: «لا تدخل لبنان في ما يحدث في سوريا، فلبنان بحاجة لك اليوم، ضم عناصرك الى الجيش اللبناني بما انك تدعي محبة لبنان».

وأكدت انه «حتى الساعة لم تثمر جهود الدولة عن شي، ولم نأخذ أي نتيجة»، وانتقدت بشدة ما أسمته «صمت المسؤولين في الدولة» وطريقة التعاطي مع ملف العسكريين المخطوفين، مطالبة بـ»الاسراع بالتفاوض مع الجهات الخاطفة اليوم قبل الغد، لأن عائلات الأسرى ليست مستعدة لتقبل العزاء بأبنائها من قبل المسؤولين في الدولة، في حال نفذت المجموعات المسلحة تهديداتها».

كذلك تحدث رئيس البلدية عبدو عبدو، فطالب أيضا المسؤولين بـ»ضرورة التحرك السريع والتفاوض مع الجهات الخاطفة حفاظا على أرواح الأسرى الباقين ومن أجل اطلاق سراحهم، مع عدم المس بهيبة الدولة، لأن المس بهيبة المؤسسة العسكرية هو مس بكرامة كل اللبنانيين»، شاكرا «كل من تضامن مع هذه القضية الانسانية». وناشد كل المسؤولين واللبنانيين جميعا «مد يد المصافحة لبعضهم البعض في هذه المرحلة الدقيقة لخلاص لبنان من هذه المعمعة».

أما والدة الرقيب المخطوف، التي لم تتوقف عن ذرف الدموع، فاكتفت وفي كلمة موجزة، بمطالبة الجهات الخاطفة باطلاق سراح كل العسكريين «رحمة بأمهاتهم وأهاليهم».