IMLebanon

سوريا ولبنان والعراق وليبيا دول فاشلة!

عن سؤال: كيف يمكن مواجهة الإرهابيين ؟ أجاب الموظف الرفيع السابق في إدارة أميركية مهمة والمستمر في متابعة الشأن العام في بلاده وخارجها، قال: “لا بد من توفير المساعدات اللازمة للاجئين وللثوار السوريين “المعتدلين”. ولا بد من توجيه ضربات مباشرة للإرهابيين بواسطة القوات الخاصة أو بوسائل أخرى. في كل الأحوال ستكون سوريا خلال السنوات الخمس المقبلة دولة فاشلة وكذلك لبنان وليبيا والعراق. وستشهد السعودية عمليات إرهابية ينفذها إرهابيون وكذلك الكويت والبحرين. ستبقى الصراعات في المنطقة بعد الإتفاق النووي مع إيران. هناك الصراع التركي – الإيراني، والفلسطيني – الإسرائيلي، والسعودي – الإيراني. من زمان قلتُ لك إن حرباً سنّية – شيعية في المنطقة ستقع. بدأت وقد تستمر. طبعاً “الهلال الشيعي” الإيراني صار منطقة حرب. كان منطقة سلام ونفوذ لإيران. لكنها لا تزال قوية فيه وتقاتل. الدول الأخرى ومنها السعودية ليست بقوتها. طبعاً تركيا دولة مهمة وقوية. لكنها خسرت الكثير لأنها لم تنفِّذ مواقفها السورية. وهي تعاني مشكلة كردية من زمان. إلا أنها تحاول دائماً أن لا تصل مع إيران إلى المواجهة المباشرة، وهذا ما تحاوله إيران أيضاً. ولذلك هناك تعايش بينهما. بعد الحرب العالمية الاولى انهارت السلطنة العثمانية. ثم وضع سايكس وبيكو نظاماً إقليمياً للمنطقة عمَّر نحو مئة سنة. لكنه ينتهي الآن. سيولد نظام جديد. وربما يقوم على دول صغيرة لأن الدول الكبيرة تكون طموحاتها ورغبتها في السيطرة على الدول الأصغر منها كبيرة. كردستان العراق ستصبح دولة مستقلة. وهذا حقٌ لها. ربما تختلف إيران وتركيا على العراق. لكنهما لن تتحاربا بسبب ذلك، وهناك احتمال أن يتكوّن محور عربي من دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، يكون قادراً على مواجهة الإسلاميين المتشددين والإرهابيين.
كيف ترى الإسلاميين بانقساماتهم الحادة أحياناً؟ سألتُ. أجاب: “هناك نوعان من الإسلاميين. إسلاميون سياسيون مثل “الأخوان المسلمين” وإسلاميون جهاديون مثل “القاعدة” وشبيهاتها. كاد الإسلاميون السياسيون أن يسيطروا على مصر وسوريا وليبيا وتونس، ولهم نفوذ واسع في دول أخرى. وما كان وقف تمددهم مُمكِناً. ومن شأن ذلك أن يجعلهم حكاماً للمنطقة أو لمعظمها. السعودية والإمارات العربية المتحدة تكرهان “الأخوان المسلمين”.
ماذا عن مصر؟ سألتُ. أجاب: “الرئيس محمد مرسي “الأخواني” ارتكب أخطاء كثيرة وكبيرة، وكان لا بد من وقف “أخونة” مصر. تحتاج مصر إلى خمس سنوات لترتيب أوضاعها. الجيش سيوفر الأمن فيها. وهو يحاول في شبه جزيرة سيناء ضرب الإرهابيين. وتعاونه في ذلك جهات عدة منها إسرائيل. والمشكلة في هذه الأثناء هي الإقتصاد والنقد. ربما تحصل مصر، في عهد رئيسها المرتقب السيسي، على مساعدات مهمة. مصر الكبيرة كانت دائماً صاحبة دور عربي، وهي لن تتعرّض إلى اي تقسيم. الحكم الذي سيخلف حكم “الأخوان” سيؤمِّن حداً أدنى من الإستقرار والحقوق والحريات. وسيكون له دور إقليمي”.
ماذا عن الأردن؟ سألتُ. أجاب: “تحسَّن وضعه عن السابق. مشكلات “الأخوان المسلمين” خفَّت قليلاً. لكنهم يبقون مصدر خطر على النظام. الملك عبدالله الثاني مرتاح أكثر من السابق. طبعاً عنده مشكلات كثيرة مثل اللاجئين السوريين إلى بلاده و”القاعدة” والإرهابيين والإسلاميين. وهو في حاجة إلى المال لكي يعالج مشكلة اللاجئين. طبعاً في الأردن لاجئون عراقيون كثيرون. لكن مشكلاتهم أقل لأنهم يمتلكون المال في صورة عامة. يتلقى الأردن دعماً مستمراً من أميركا وإسرائيل”. ماذا عن إسرائيل والفلسطينيين؟ ألا يشملهما التقسيم الذي تحدثت عنه؟ سألتُ. أجاب: “قد تُقسَّم فلسطين. تبقى غزة تحت سيطرة حركة “حماس” إلى أن تنتهي هذه الحركة. وتبقى تحت نفوذ مصر. الضفة الغربية ستتصرف فيها إسرائيل كما تصرّف أرييل شارون مع غزة. أي انسحاب آحادي منها مع بعض الاضافات. جدار الفصل سيبقى وسيحكمها الفلسطينيون. لكن إسرائيل لن تترك حدود الضفة مع الأردن (الأغوار). أساساً عدد الفلسطينيين قليل في تلك المنطقة ولا يتجاوز الـ20 ألفاً. وعدد المستوطنين ستة آلاف. وقد يبقى هؤلاء مع فلسطينيي الضفة بعد انسحاب دولتهم منها”.
هل من حل نهائي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي؟ سألتُ.