IMLebanon

سولانا يرث فشل الإبرهيمي؟

فشل الأول سواء اعلن الأخضر الإبرهيمي إستقالته ام تروّى في انتظار قبول خافيير سولانا وراثة فشلين اي فشله وفشل كوفي انان من قبله، يبقى من الواضح ان النظام السوري نجح في تدمير الحل السياسي، فهو لم يكتفِ بإلقاء براميله المتفجرة على مؤتمر جنيف، بل تعمّد اتهام اميركا والابرهيمي بإفشال هذا المؤتمر الذي كان سيرغي لافروف قد تولى هندسة فشله منذ البداية.
الابرهيمي سيذهب الى الامم المتحدة في ١٣ ايار الجاري لابلاغها بفشل “جنيف -٢” الذي بات من النسيان، فها هو الرئيس بشار الاسد يترشح للرئاسة، وسبق للابرهيمي ان اعلن ان إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا سيضرّ العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل الى حل سياسي، وها هو جون كيري يبلغ بان كي – مون ان لا وقت الآن لسوريا فالاهتمام منصبّ على اوكرانيا، ولهذا فشل الأمين العام للأمم المتحدة في ترتيب لقاء مع كيري ولافروف والابرهيمي للبحث في امكان الدعوة الى “جنيف – ٣”!
الحديث عن استقالة الابرهيمي منذ اشهر هدفه التخويف من الفراغ الديبلوماسي في مواجهة ازمة سوريا المستفحلة، لكن الامم المتحدة كررت في الاسابيع الأخيرة ان الابرهيمي لم يقدم استقالته وهو ما يؤكّد انه يعتمد على التسريبات عن الاستقالة لحض الروس والاميركيين على تحريك مياه جنيف، لكن الغريب انه يقطع اتصالاته مع الجامعة العربية، مع انه منتدب منها أيضاً في مهمته المستحيلة والفاشلة!
كواليس الامم المتحدة تتحدث عن اتصالات لاختيار بديل من الابرهيمي، بدأت اولاً مع التونسي كمال مرجان لكنها توقفت على خلفية انه سبق له ان تولى وزارتي الدفاع والخارجية ايام زين العابدين بن علي، ثم انتقلت الى خافيير سولانا الامين العام السابق لحلف شمال الاطلسي الذي لا يبدي حماسة للوقوع في فشل مؤكد.
وفي ضوء هذا الواقع الذي يشكّل اعلاناً صريحاً لفشل العملية السياسية في سوريا، حتى قبل الذهاب الى الانتخابات الرئاسية، سارع وليد المعلم في آذار الماضي الى نعي جنيف بالقول: “في حال استقال الابرهيمي ولم توجّه الدعوة الى جنيف فالمنطق يقود الى الاستمرار في الحل العسكري والى مواصلة الحوار مع مكوّنات المجتمع السوري”، ولكأن الحل العسكري لم يكن منذ البداية رهان النظام وحلفائه الروس والإيرانيين!
وداعاً الأخضر الابرهيمي الذي سيعلن فشله واستقالته بعد اطلاعه الامم المتحدة ولو متأخراً جداً على فشل جنيف في مرحلتيه، والذي لن يذهب الى التقاعد بل ليرأس “لجنة المشاورات السياسية” التي وعد عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين بتشكيلها لتضع اسس عملية الاصلاح… وهذا يعني ان الابرهيمي سينتقل من مهمة مستحيلة في سوريا الى مهمة مستحيلة في بلده الجزائر!