IMLebanon

عرسال وهواجس ما بعد المعركة

 

لا يمكن فصل ما يجري في عرسال وعلى حدودها وفي جرودها عن معارك القلمون، رغم كل التطورات الدراماتيكية التي حصلت ومحاولات ترقيع الأمور وعدم «إفلات الملق» في ظل فخ إعلامي متواصل ينتهز أي حدث مهما كان صغيراً من أجل تكبير الأمور وتعظيم نتائجها بهدف واحد هو خدمة «حزب الله» ومساعدته على فرض سلطته على عرسال من أجل حسم معركة القلمون لصالحه قبل حلول موسم الشتاء، وجرّ الأوضاع إلى صدامات يدفع ثمنها الجيش اللبناني في دفاعه عن عرسال وأهلها وفي إحباط مخطط الفتنة المذهبي والصمود أمام محاولات جرّه إلى تنسيق أمني مع النظام السوري الذي لم يعد خافياً على أحد إذ هذا ما يعلنه جهاراً سفير بشار الأسد في لبنان.

الأحداث المريبة تدفع أهالي عرسال إلى أن يكونوا متيقظين، يحتضنون الجيش اللبناني وعيونهم على ما يسعى إليه بعض المرتهنين الغرباء لتهديد أمنهم واستقرارهم والعمل على تلافي مخطط الفتنة الداخلي ومواجهة الإرهابيين من خارج الحدود والوعي لمحاولات توريط الجيش في معارك عبر افتعال أحداث وقضايا غامضة، لا تغيب عنها أيدي الأجهزة المخابراتية المعروفة.

أهالي عرسال واعون وهم يؤكدون وقوفهم وراء الجيش ضد الإرهابيين ويرفضون أن يكون لهم موطئ قدم في شوارع ومنازل بلدتهم وهم يريدون الدولة بأجهزتها العسكرية والإنمائية والإدارية وليس غيرها، وإقفال كل الثغرات على الحدود مع سوريا ومنع التنقلات العسكرية من أي جهة جاءت، حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بالقوات الدولية وفقاً للقرار الدولي 1701.

يرى الناشط السياسي عيسى الحجيري أن المطلوب من الدولة السعي إلى إبقاء أهل عرسال في بلدتهم، لأن الشر المستطير سيكون بتهجير الأهالي والنازحين السوريين وسيحولهم ليس إلى حالة مأسوية فقط بل قد يجعلهم قنبلة موقوتة».

ويشدد على ضرورة تكثيف الاتصالات في سبيل إطلاق العسكريين المختطفين لدى المجموعات السورية المسلحة من «النصرة» و«داعش» من خلال نظرة موضوعية للأمور، والهدف الأساسي يجب ان يظل العمل الحثيث لاخراج الأسرى العسكريين سالمين. صحيح أن «الدواعش» و«النصرة» لا دين لهم ولا عقيدة ولا مبدأ كما قال رئيس الحكومة تمام سلام ولكن نحن بحاجة إلى إطلاق العسكريين سالمين واستدراج الإرهابيين إلى اتخاذ هذا القرار».

ويعكس مسعود عزالدين صورة عن الواقع الحالي في عرسال، مشدداً على أن «البلدة عاشت تجربة قاسية، وخلال أحداث الأمس نزحت بعض العائلات ليس بسبب الوضع الأمني حصراً، فلا مسلحين داخل البلدة كما تروّج بعض الوسائل الإعلامية والحياة شبه طبيعية ولكن هناك خوف من ضياع السنة الدراسية على أولادها فماذا سيحصل في عرسال وهل سيتمكن التلاميذ من الذهاب إلى مدارسهم من دون خوف، وإذا حصلت معركة أو مواجهة أخرى كيف سيتم تدبير الأمور؟ ثم إن النازحين السوريين ما زالوا في المدارس ولم ينتقلوا منها من أجل إعادة تأهيلها».

ويؤكد انه «يجب عدم التعاطي بمزاجية مع أهل عرسال يجب أن تدرس الأمور ويكون هناك عقلية جديدة في التعامل، الناس تريد أن تعرف إلى أين ستذهب الأحداث، المسلحون انسحبوا ولا بد من خطة لإنماء عرسال وحل المشكلات القائمة، ومسؤولية الجيش حماية أهل عرسال من أي خطر».

ويشدد على أن عودة «الحياة الى دورتها الطبيعية تتطلب تكثيف الجهود من قبل المعنيين كلهم، فالوضع المعيشي تعيس والوضع الاقتصادي يحتاج إلى الأمن وتحصينه بقطع دابر الأكاذيب والمبالغات في بعض الإعلام الذي يقدم صورا غير مريحة تخيف الأهالي وتقلق بالهم».