IMLebanon

فيلتمان لـ”النهار”: أيار 2008 لن يتكرر / 14 آذار: عون يُقرّ بتهديد الحريري!

جلسة سابعة ولا نصاب ولا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية ولا افق لاي احتمالات جديدة من شأنها وضع حد للفراغ الرئاسي. بل ان الظاهرة النافرة التي باتت تتكرر مع كل “لا جلسة” انتخابية تتمثل في طغيان الملف “المستدام” الآخر لسلسلة الرتب والرواتب ضاربة عرض الحائط حتى الشكليات في ايلاء الازمة الرئاسية الاولوية التي تستحقها.

ومع ان المعطيات الداخلية المتصلة بالازمة الرئاسية تدور بمجملها في حلقة مفرغة، فان ذلك لم يقلل اهمية مواقف جديدة لنائب الامين العام للامم المتحدة السفير الاميركي سابقا في لبنان جيفري فيلتمان في حديث خص به “النهار” على هامش المؤتمر الدولي لدعم الجيش الذي انعقد أول من أمس في روما وتناول فيه الوضع في لبنان والازمتين السورية والعراقية. وغلب على حديث فيلتمان ابرازه نقاطاً ايجابية قائمة حاليا في الوضع اللبناني “من غير ان اقلل شأن التحديات التي يواجهها لبنان او شأن العبء الذي ينوء تحته في ظل كرم اللبنانيين في استضافة مئات الالوف من اللاجئين السوريين”، معتبرا ان “الفضل يعود الى الشعب اللبناني في المحافظة على استقرار لبنان وامنه ووحدته على رغم كل شيء”. وفي موضوع الازمة الرئاسية قال فيلتمان: “انا قلق وكلنا قلقون من الفراغ الحاصل في موقع الرئاسة الاولى”، لكنه استبعد “ان يواجه لبنان ثانية” ما واجهه في تجربة الفراغ السابقة عام 2008. واضاف: “اعتقد ان الجميع في لبنان تعلموا اولا من درس ايار 2008 وثانيا يدرك الجميع مدى الخطورة اذا جرت محاولة فرض قرار بالقوة في لبنان اليوم… لا اعلم كيف سيتم حل مسألة الفراغ في رئاسة الجمهورية ولكن لا اعتقد انه سيشهد حلا مماثلا لما حصل في ايار 2008 ولا اعتقد ان اي فريق لبناني يرغب في تعريض لبنان لخطر من هذا النوع”.

ردود على عون

في غضون ذلك، صدرت على هامش الجلسة السابعة للانتخابات الرئاسية أمس ردود فعل واسعة من نواب قوى 14 آذار على الموقف الذي عبر عنه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون مساء اول من امس في حديث الى قناة “OTV” وفيه انه أبلغ الرئيس سعد الحريري أنه يستطيع أن “يضمن له أمنه السياسي في لبنان، غير أنني أكدت له عدم قدرتي على ضمان أمنه إذا لم أكن في سدة المسؤولية”. وقد اعتبرت اوساط في تيار “المستقبل” ان كلام عون يمثل “إقرارا غير مباشر بكون حلفائه، ولا سيما منهم “حزب الله” من غير أن يسميه، هم من يهددون أمن الرئيس سعد الحريري”. وفي هذا، الاطار استند وزير الاتصالات بطرس حرب الى ما قاله العماد عون في هذا الصدد فطالب النيابة العامة التمييزية “الآن وفورا ان تتوجه الى العماد عون وتأخذ افادته لتحصل على المعلومات التي لديه حول من قتل رفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل ومن حاول قتل بطرس حرب، واذا كان لدى الجنرال عون هذه المعلومات اتمنى عليه تزويدها للقضاء اللبناني كي لا يفهم من كلامه انها عملية تهويل”.

اما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجعـ فاكتفى بالتعليق على كلام عون بقوله: “لا احد يحمل الجنرال عون مسؤولية امن الرئيس الحريري الذي لم يطلب منه ذلك”. واسف لقول البعض ان لقاء عون وجعجع ينهي الازمة الرئاسية، مؤكدا استعداده للقاء عون “ولكن ما الجدوى؟”.

وافادت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ان رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط التقى أمس في العاصمة الفرنسية الرئيس ميشال سليمان في حضور وزير الصحة وائل ابو فاعور وجرى خلال اللقاء عرض للتطورات الاخيرة في لبنان والمنطقة.

مجلس الوزراء

الى ذلك، علمت “النهار” ان الاتصالات التي يجريها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام تحضيرا لدعوة المجلس الى الانعقاد، أحزرت تقدما في انتظار جواب نهائي من فريق وزراء حركة”أمل” و”حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. وكان الرئيس سلام اجرى امس مشاورات هاتفية مع رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة واجتمع في السرايا مع الوزير سجعان قزي ممثلا الكتائب والوزيرين علي حسن خليل ومحمد فنيش ممثليّ “امل” و”حزب الله” والوزير جبران باسيل ممثلا “التيار الوطني الحر”. وفي ضوء هذه المشاورات والاجوبة المنتظرة سيتخذ سلام موقفا بعد جلسة مجلس النواب اليوم بناء على المنهجية المقترحة لعمل مجلس الوزراء.

دوامة السلسلة

وعشية الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة سلسلة الرتب والرواتب اليوم، تكثفت اللقاءات والمحاولات للتوصل الى حل بالتوافق بين مختلف الافرقاء من شأنه ان يؤمن صيغة متوازنة بين تكاليف السلسلة والواردات التي تمولها وكان ابرز هذه التحركات اللقاء الموسع الذي عقد في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري وضمه الى الرئيس السنيورة والوزيرين علي حسن خليل والياس بوصعب والنواب بهية الحريري وابرهيم كنعان وجورج عدوان وجمال الجراح. وقال النائب كنعان لـ”النهار” ان الاجتماع عرض “التوازن بين الواردات والنفقات وتوزعت الواردات بين الـ 1300 مليار ليرة التي اقرها المجلس سابقا تضاف اليها مبالغ من الكهرباء (350 مليارا) ورسم الاشغال للاملاك البحرية (65 مليارا) والرسم المقطوع على الشركات (85 مليارا) والبناء الاخضر (400 مليار). واشار الى ان 850 مليارا دفعت سابقا كغلاء معيشة واحتسبت في الموازنة المقدمة من وزارة المال”، مما يعني ان العجز تمكن من استيعاب نحو نصف المبلغ من دون تأثير سلبي على الاقتصاد” واعتبر ان “رفض السلسلة يصبح سياسيا”.

في المقابل، قالت مصادر نيابية في قوى 14 آذار لـ”النهار” مساء امس ان الاتجاه هو الى عدم المشاركة في الجلسة النيابية اليوم بعد رفض الفريق الآخر التوصل الى تصور مشترك للواردات. واشارت الى ان تمسك قوى 8 آذار بالدرجات الست للمعلمين من شأنه إيجاد هوة بين الاسلاك ويضرب توازنها فضلا عن ان عدم الوضوح في ارقام الموارد من شأنه ان يضيف الى عجز مشروع الموازنة الذي قدمه الوزير علي حسن خليل والمقدّر بـ 7700 مليار ليرة عجزا جديدا مقداره نصف مليار دولار. وأكدت ان 14 آذار مصرّة على انجاز سلسلة تحقق العدالة بين الاسلاك والتوازن بين الواردات والنفقات بما لا يؤدي الى ضرب المالية العامة والاقتصاد الوطني وتجاوز الخط الاحمر المتعلق بالاستقرار النقدي.

وقال وزير العمل سجعان قزي ان مقاطعة نواب حزب الكتائب جلسة اليوم مرده الى عدم الاعتراف بدستورية الجلسات باعتبار ان المجلس حاليا هيئة ناخبة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.