IMLebanon

كيري في بيروت اليوم… وموفد فرنسي قريبا

كتب عبد الامير بيضون:

لم يشهد الوضع في لبنان جديداً أمس، على مستوى الملفات المأزومة الضاغطة سياسياً واجتماعياً ومعيشياً ومطلبياً والمفتوحة على العديد من الاحتمالات… فلم يسجل أي تقدم يذكر على خط الاستحقاق الرئاسي يشي بأن جلسة مجلس النواب في التاسع من حزيران الجاري، والمخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ستكون مختلفة عن سابقاتها… وقد أفصح غالبية الافرقاء عن «السر» برمي كرة الحل في ملعب الخارج الدولي والاقليمي والعربي… ولا جلسة المجلس في العاشر منه مضمونة الانعقاد من أجل حل عقدة سلسلة الرتب والرواتب،التي تجاوزت حد الاحتمالات كافة مع تمسك هيئة التنسيق والنقابات المختصة بمطالبيها كافة… هذا في وقت كان مجلس الوزراء ينعقد بعد ظهر أمس في السراي الحكومي برئاسة الرئيس تمام سلام لاستكمال النقاش في آلية عمل الحكومة في ظل «الشغور» الرئاسي… وسط معلومات متضاربة يتحدث بعضها عن ان المشاورات والاتصالات التي أجراها الرئيس سلام مع مختلف القوى المشاركة في الحكومة لم تصل الى النتيجة الرجوة…

الأنظار الى الخارج في ثلاثفي هذا الوقت كانت الأنظار تتجه الى الخارج، وتحديداً الى ثلاث:

– الأول: الى المشهد الانتخابي السوري، وانتقال العديد من السوريين المقيمين في لبنان الى منطقة جديدة يابوس (على الحدود مع لبنان) للادلاء بأصواتهم في وقت توجه الى هناك المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بعدما كان حضر اجتماع «مجلس الأمن الداخلي المركزي» الذي عقد قبل ظهر أمس، برئاسة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الذي شدد بدوره على «أهمية التدبير الصادر عن وزارة الداخلية والمتعلق بنزع صفة النازح عن أي مواطن سوري يدخل الى سوريا..». نافياً ان يكون هذا التدبير «يرتبط بالانتخابات الرئاسية السورية تحديدا… بل هو خطوة أولى جدية لتنظيم وجود النازحين السوريين في لبنان…» وكان المشهد في جديدة يابوس حاشداً، وان تعرهض بعد الظهر الى طلقات نارية من الجبال الشرقية المحيطة (وتحديداً تلال الزبداني) على ما قالت المعلومات الصحافية…

– الثاني: اللقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجية المملكة العربية السعودية سعود الفيصل، في سوشي الروسية أمس… بالنظر الى الملفات الاقليمية الدقيقة التي جرى بحثها – وما يمكن ان ينتج عن هذا اللقاء…

– الثالث: نتائج لقاء أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مع القيادة الايرانية وتحديداً مرشد الثورة علي خامنئي والرئيس حسن روحاني… وتأثير هذا اللقاء ليس على العلاقات الايرانية – الخليجية وحسب، بل على وضع المنطقة عموماً بفعل التدخل الايراني في أزمات اليمن والعراق وسوريا ولبنان…

كيري في بيروت اليوم

في غضون ذلك، فلم يبرز جديد يذكر، على خط الاستحقاق الرئاسي، وبقيت الامور تراوح، ما عزز شعور الاحباط لدى كثيرين ومن غياب أي أمل في احتمال احداث خرق على مستوى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ضوء انسداد المسارب الدولية والاقليمية والعربية، وفي ضوء تمترس الافرقاء السياسيين، كل خلف مواقفه، لا يتزحزح قيد أنملة عنها…

وفي هذا، فقد نقلت «المركزية» عن «أوساط ديبلوماسية» معلومات عن احتمال ايفاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أحد مستشاريه الى بيروت في اطار مسعى يرمي الى اخراج الازمة الرئاسية من عنق الزجاجة، بعدما أظهرت المعطيات المتجمعة من حصيلة ما آلت اليه الأمور لبنانياً، وجود عجز داخلي عن انجاز هذا الاستحقاق، ان من المسيحيين الذين يلعبون دوراً رئيسياً في «الاستحقاق المارون» او من القوى السياسية الأخرى  التي توظف الخلاف المسيحي حول هوية الرئيس العتيد لمصالحها التي تخدم جهات إقليمية…».

تماماً كما تحدثت معلومات عن وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى بيروت اليوم…

الراعي يتهيأ لتفعيلالحراك المسيحي

وسط هذه الأجواء، فقد توقعت مصادر كنسية ان يبادر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى تفعيل الحراك المسيحي على خط منع الفراغ من خلال مجموعة خطوات يعتزم القيام بها… ولفتت هذه المصادر الى «مواقف مهمة ستصدر عن مجمع سينودوس الأساقفة الموارنة في بكركي على مدى خمسة أيام يتناول الاستحقاق الرئاسي وزيارة البطريرك الراعي الى «الاراضي المقدسة» وقضايا وطنية عامة، على ان تسبقه (مطلع الاسبوع المقبل) خلوة روحية لخمسة أيام يشارك فيها مطارنة الانتشار عموماً…

عبء النازحينلا يحتمله لبنان

إلى ذلك، فقد حضرت أزمة النازحين السوريين الى لبنان بقوة في اللقاء الذي تم بين الرئيس سلام وسفراء الدول المانحة، ورئيس البنك الدولي الدكتور جيم يونغ جيم، حيث أقر رئيس الحكومة اننا «غير قادرين على تحمل هذا العبء وحدنا… وان لبنان غير قادر على تلبية الاحتياجات الملحة والمتزايدة يومياً في مجالات الصحة والتربية والكهرباء والمياه والبنى التحتية والخدمات العامة والأمن…» ليخلص الى «ان لبنان اليوم في حاجة ماسة وملحة الى دعم كبير وسريع وفاعل من قبل الاسرة الدولية لكي يتمكن، من ناحية، من منع انهيار الهيكل الاقتصادي… ومن ناحية أخرى في اعادة المستويات المعيشية والخدماتية الى ما كانت عليه…».

الحملة على البطريرك

وبالتوازي مع كل ذلك، فقد تواصلت أمس المواقف الرافضة الحملة على البطريرك الراعي بعد الذي أعلنه في خلال زيارته الاراضي المقدسة… وفي هذا قال عضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني، ان «حزب الله وحلفاءه في 8 آذار، ارتاحوا بعدما أوقعوا الرئاسة في الفراغ، واليوم يقومون بحملة على بكركي عشوائية… ويا جبل ما يهزك ريح».

من جهته قال عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب فريد الخازن، «ان الحملة غير مقبولة وخرجت عن نطاق الزيارة من أساسه… ومرفوض التهجم الشخصي الذي يصل الى حد الاتهام الشخصي…» مستبعداً ان يكون «حزب الله» وراء هذه الحملة…

بدوره قال وزير الاتصالات بطرس حرب «ان أي اعتداء يستهدف البطريرك هو بمثابة استهداف للكنيسة وللمسيحيين عموماً، وهو ضد الموارنة بنوع خاص…».

الاضراب العام ينتظرالجمعيات العمومية

أما على المستوى المطلبي والتهديد بمقاطعة الامتحانات، فقد قال رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب: نحن في انتظار ما ستقرره الجمعيات العمومية حول توصية الهيئة لتنفيذ الاضراب العام والشامل يوم السبت المقبل في الوزارات والادارات والسراي الحكومي في المحافظات والأقضية والبلديات، بما في ذلك مقاطعة الامتحانات…

أضاف «المرحلة لاتزال ضبابية رمادية، ولا جواب واضحاً سوى ما تقرره الجمعيات العمومية». كاشفاً عن ان «الخطوط مفتوحة مع وزير التربية الذي وعد بتقديم تعزيز خطي حول مذكرة هيئة التنسيق، وهو سبق ان أعلن منذ ما قبل تسلمه وزارة التربية أنه الى جانب الاساتذة…».