IMLebanon

كيري لا يستبعد التعاون مع إيران.. والسعودية حمّلت المسؤولية للسياسات الإقصائية والطائفية

كيري لا يستبعد التعاون مع إيران.. والسعودية حمّلت المسؤولية للسياسات الإقصائية والطائفية

الطيران السوري قصف مواقع «داعش» على الحدود وآلاف المتطوعين في الجيش العراقي 

ما زال «الملف العراقي» الشغل الشاغل للعالم، في ظل استمرار تقدم مسلحي «داعش» في بعض المناطق رغم تمكن الجيش العراقي في اليومين الماضيين من تنظيم صفوفه والقيام بهجوم مضاد اذ استمرت العمليات العسكرية الضارية وسط مئات القتلى وعمليات نزوح طائفي واعدامات، فيما استمر توافد الاساطيل الاجنبية الى مياه بحر العرب وفي حين استمرت المواقف السياسية مع تأكيد دولي لخطورة ما يقوم به تنظيم «داعش» على استقرار المنطقة، اذ اشار وزير الخارجية الاميركي الى ان تنظيم «داعش» يلحق الاذى بأميركا واوروبا وليس بسوريا والعراق فقط. فيما كشفت تقارير صحافية اميركية عن نيات بإجراء محادثات مع ايران بشأن الازمة، لكن ايران اتهمت واشنطن بأنها حضّرت البيئة الحاضنة لولادة «داعش» ودعمه بالمال.

على صعيد آخر، اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سياسيين وضباطا بالخيانة والتآمر مع دول خارجية لتسليم الموصل وقال إن الشعب العراقي سيرتكب إثما اذا لم يقضِ عليهم وشدد على أن حشودا من الرجال ستزحف إلى المناطق التي تسيطر عليها داعش لتحريرها.

وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في كلمة امام ضباط الفرقة 17 من الجيش العراقي قرب بغداد الاثنين ان قانون السلامة الوطنية نافذ وليس بحاجة لقانون الطوارئ الذي فشل مجلس النواب العراقي الخميس الماضي في اقراره بسبب عدم حضور النواب الجلسة الاستثنائية للبرلمان.

وشدد بالقول «ان الجيش العراقي لم يكن لتهزمه القاعدة او داعش والارهاب لولا المؤامرة من صفوفنا وسنكشفها ونكشف في اي دولة تمت».. وقال«عرفنا الخونة من السياسيين والضباط الخونة وسنطهر العراق منهم». وأشار إلى أنّه في كل دول العالم حين «تتعرض الاوطان للخطر يلتف السياسيون حول بعضهم الا في العراق فإن سياسييه يشمتون اذا قتل جندي اواذا قتل مواطنون بتفجيرات.. انهم سياسيون حقيرون باعوا انفسهم».

وفي وقت سابق أقر قائد القوات العراقية في منطقة تلعفر الشمالية قرب الموصل اللواء محمد القريشي بأن منطقته سقطت بأيدي مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد اشتباكات جرت منذ الثانية من بعد منتصف ليل السبت. وأضاف أن تلعفر تعرضت للهجوم فجر الأحد من مناطق مختلفة وبحلول الساعة العاشرة صباحا دخلت عشرات السيارات تعلوها أسلحة آلية وسيطرت على القاعدة العسكرية في تلعفر قبل أن تدخل المدينة.

وأشار المالكي إلى أنّ المرجعية الشيعية العليا اصدرت فتوى الجهاد وهذا يعني «اننا اصبحنا ملزمين بأن نقاتل ومن يقتل فهو شهيد وكل الشعب العراقي آثم اذا لم يقضِ على الخونة». واوضح ان هذه الفتوى هي لتوحيد الشعب ولا تستهدف طائفة او قومية وهي لانقاذ العراق من الخونة سواء كانوا شيعة ام سنة.

ويوم امس تصدى المرجع الشيعي الاعلى السيستاني للتصعيد الطائفي الذي يشهده العراق والذي ينذر بحرب شيعية سنية داعيا إلى الابتعاد عن أي تصرف ذي وجه قومي أو طائفي.

فقد وجه السيستاني تعليمات برفع صوره التي وضعتها قنوات فضائية عراقية في صدارة شاشاتها واستبدالها بخريطة العراق كما دعا المواطنين إلى الابتعاد عن أي تصرف ذات توجه قومي أو طائفي يسيء إلى وحدة النسيج الوطني. ناشد السيستاني في بيان جميع المواطنين ولا سيما في المناطق المختلطة بان يكونوا «بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة».

وكان السيستاني دعا على لسان معتمده في كربلاء الجمعة الماضي العراقيين إلى حمل السلاح وقتال الارهابيين دفاعًا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، والتطوع للانخراط في القوات الأمنية في دعوة وصفت بأنها إعلان للجهاد.

في غضون ذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الضربات العسكرية باستخدام الطائرات بدون طيار قد تكون خيارا لوقف تقدم مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال كيري ، أن «على الحكومة العراقية التواصل بشكل أفضل مع كافة الفرقاء السياسيين في العراق»، مؤكدا أن «العراق شريك استراتيجي للولايات المتحدة وأساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها». وأضاف أن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع ايران بشأن العراق ولم يستبعد التعاون معها، لافتا الى أن تنظيم داعش «ينوي إلحاق الأذى بالولايات المتحدة وأوروبا وليس بسورية والعراق فحسب». من جانبه أكد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن المحادثات بين واشنطن وطهران حول العراق ممكنة، ولكن لا يوجد خطط لتنسيق أنشطة عسكرية محتملة مع إيران. وأضاف «من المحتمل أنه على هامش تلك المحادثات أن تجري مناقشات بخصوص الوضع في العراق»، مشيرا إلى المحادثات في فيينا هذا الاسبوع بين القوى العالمية وايران بشأن البرنامج النووي الايراني.

وكشفت تقارير صحفية عن نوايا أميركية بإجراء محادثات مع إيران بشأن الأزمة الأمنية المتصاعدة، فيما سيعد تغيرا كبيرا في مسار العلاقات بين البلدين. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير اشترط عدم نشر اسمه قوله «إن الولايات المتحدة تفكر في إجراء محادثات مع إيران بشأن العراق حيث تسعى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لصد تقدم مفاجئ لمتشددين سنة استولوا على عدة مدن». من جانبها ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأحد إن الولايات المتحدة تعد لفتح حوار مباشر مع إيران خصمها منذ فترة طويلة بشأن الوضع الأمني في العراق وسبل صد متشددين سيطروا على مساحات واسعة من العراق. يأتي ذلك بعد أن نفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف يوم الجمعة الماضي أي محادثات بين واشنطن وطهران مؤكدة أن المحادثات الأميركية الإيرانية تقتصر على ملف طهران النووي، وأن واشنطن لا تناقش مع الأخيرة تطورات الوضع في العراق.

من جهتها أفادت وكالة فارس للأنباء أن ايران رفضت التعاون مع الولايات المتحدة في مسألة تسوية الوضع في العراق. ونفى الأمين العام لمجلس الأمن الايراني علي شامخاني الأنباء التي ظهرت في وسائل الاعلام الغربية بأن طهران مستعدة للتعاون مع واشنطن في مجال تسوية الأزمة العراقية، معتبرا أن «مثل هذه الانباء جزء من الحرب النفسية الغربية ضد ايران، وهي معلومات غير صحيحة مطلقاً». كما اتهم شامخاني الولايات المتحدة بأنها حضرت البيئة لظهور منظمة ارهابية مثل «داعش»، مشيرا إلى أن الدعم المالي والمادي يتلقاه المتطرفون من قبل حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأضاف شامخاني «نحن ننظر في مسألة مساعدة العراق في إطار القانون الدولي وفقط في حال تلقينا طلباً رسمياً من بغداد.. وهذه العملية ستحمل طابعاً ثنائياً دون تدخل أي طرف ثالث».

الى ذلك طالبت السعودية بضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني في العراق، منددة بسياسة «الإقصاء والطائفية»، في حين أكد وزير الخارجية القطري في وقت سابق امس أن ما يحصل هو في أحد أوجهه نتيجة عوامل سلبية تراكمت على مدى سنوات. وفي بيان لمجلس الوزراء السعودي تلاه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة عقب الجلسة، حملت الرياض السياسات «الطائفية والإقصائية» مسؤولية الأزمة في العراق، وحثّ البيان على «الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني» في العراق.

وقال مصدر رسمي إن مجلس الوزراء طالب بضرورة «الإسراع» في تشكيل حكومة وفاق وطني تعمل على إعادة الأمن والاستقرار و«تجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق».

ودعا مجلس الوزراء السعودي إلى اتخاذ الإجراءات التي «تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب (…) والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة».

وأكد المجلس على ضرورة المحافظة على سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، ورفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، ودعوة كافة أطياف الشعب العراقي إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب العراقي في تحديد مستقبل العراق.

كما دعا المجلس إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب ومحاربته حيث أصبحت ظاهرة الإرهاب أخطر التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.

وكان وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية قد أعرب في اجتماع لـ«مجموعة 77+ الصين» -الذي يعقد في بوليفيا- عن قلق بلاده الشديد من الأحداث والتطورات الأمنية الجارية في العراق والمسار الذي آلت إليه الأمور. وأكد الوزير القطري أن بلاده تدين الإرهاب، وتذكر بأن التهميش والإقصاء أوصلا العراق إلى ما وصل إليه.

مصر أدانت الأحداث التي تشهدها الساحة العراقية ومنها القتل العشوائي.

من جانبه دعا الأردن على لسان وزير خارجيته ناصر جودة إلى «عملية سياسية شاملة» في العراق بموازاة التوجه الأمني، مؤكدا في الوقت ذاته استعداد الأجهزة الأمنية الأردنية على حماية حدود المملكة.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن دعا إلى الإفراج الفوري عن أفراد الطاقم الدبلوماسي والأمني التركي الذين يحتجزهم مسلحون منذ الأربعاء بعد سيطرتهم على مدينة الموصل، وسط إدانات دولية.وقال راسموسن لدى زيارته أنقرة.

ميدانيا قال شهود عيان من مدينة القائم بمحافظة الأنبار على الحدود العراقية السورية إن المسلحين سيطروا على عدد من البلدات التابعة للمدينة بعد ساعات من سيطرتهم على مدينة تلعفر. وفي الوقت الذي يستمر فيه تدفق المئات استجابة لنداء مرجعيات شيعية، دخلت سفينة أميركية مياه الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية.

وقد سيطر مسلحون من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ومن العشائر على مدينة تلعفر بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية والمليشيات منذ السبت.

وقالت مصادر في مدينة تلعفر غربي الموصل إن المسلحين بسطوا سيطرتهم على كامل المدينة الليلة الماضية، وذلك بعد انسحاب القوات الحكومية ومسلحي جماعة عصائب أهل الحق إثر اشتباكات عنيفة سقط خلالها عشرة قتلى و43 مصابا، بحسب مصادر أمنية.

وأضافت المصادر أن المدينة تشهد حاليا موجة نزوح جماعية، وأن نحو ألف عائلة فرت منها. وقد عثر على نحو سبعين جثة لسجناء أعدمتهم القوات الحكومية قبل انسحابها.

وسيطر المسلحون على المدينة التي تقطنها أغلبية من التركمان الشيعة، وستكون أول منطقة تقطنها أغلبية شيعية تخضع لهيمنة المسلحين.

واتهم سكان مناطق سنية داخل تلعفر الشرطة وقوات الجيش بإطلاق قذائف هاون على أحيائهم، مما دفع المسلحين المتمركزين خارج البلدة إلى التدخل.

وفي تكريت بث ناشطون صورا أخرى لمقر الفرقة الرابعة للمشاة التابعة للجيش العراقي بعد سيطرة المسلحين عليه.

وتظهر الصور مقر الفرقة الذي غادره الضباط على عجل بعد هجوم المسلحين، وقد ترك الضباط والجنود بطاقات هوياتهم العسكرية في مقر الفرقة عند مغادرتهم حتى لا يعرفهم المسلحون إن صادفوهم.

وبثت قنوات تلفزة عراقية صورا لجنود عراقيين فروا من مدينة الموصل إلى مدينة كركوك يروون شهادتهم عن أسباب انهيار الجيش العراقي في الموصل.

واللافت امس قيام الطيران الحربي السوري بقصف عنيف لمواقع داعش ومقارها على الحدود السورية – العراقية والمعلوم ان هذه هي المرة الاولى التي يقصف فيها الطيران السوري مواقع داعش بهذا العنف حسبما ذكر المصدر السوري لحقوق الانسان.

من جانبه قال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن إن القوات الحكومية قتلت 56 مسلحا في عمليات مختلفة في أطراف المدينة. وطالب معن في مؤتمر صحفي ببغداد العراقيين بعدم تصديق ما وصفها بالإشاعات التي تبثها بعض المحطات الإعلامية.

حشود واتهامات

من جانب آخر يستمر في عدد من المدن العراقية تدفق عشرات للتطوّع في صفوف الجيش العراقي. ففي العاصمة بغداد تجمع المتطوعون في مركز قيادة الشرطة. وقال أحد الضباط المسؤولين عن التجنيد إن المتطوعين زُوّدوا بالعتاد المناسب ونقلوا إلى مدرسة القتال، تمهيداً للمشاركة في المعارك إلى جانب الجيش العراقي. وقال عدد من المتطوعين إنهم جاؤوا تلبية لنداء المرجعية الدينية الشيعية.

من جانبه قال أحد كبار مساعدي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر إن الأخير أمر بإقامة استعراض عسكري لمليشياته السبت القادم في عدد من المحافظات العراقية.

ويستمر توافد آلاف من الشيعة -خاصة في المحافظات الجنوبية- للتطوع للقتال في المناطق التي تشهد عمليات مسلحة. وأقامت السلطات العراقية لهذا الغرض مراكز تطوع في مناطق مختلفة من المحافظات الجنوبية.

وكان المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني أفتى بما سماه الجهاد الكفائي، داعيا الشباب إلى التطوع لمؤازرة القوات الحكومية في قتالها الجماعات المسلحة, خاصة في المدن التي انسحبت منها قوات الجيش العراقي.

في المقابل اتهم رئيس مجلس علماء العراق وعضو الهيئة العليا في المجمع الفقهي العراقي الشيخ محمود عبد العزيز العاني الحكومة العراقية بإطلاق يد «المليشيات الطائفية» لاستهداف من اسماهم العراقيين الآمنين. كما اتهم العاني الجيش بارتكاب فظائع وعمليات إعدام جماعية في مدينة سامراء قال إنها شملت 14 شخصا.

قوات أميركية

من ناحية أخرى دخلت السفينة الأميركية ميسا فيردي مياه الخليج وعلى متنها 550 من مشاة البحرية لدعم أي نشاط أميركي محتمل لمساعدة الحكومة العراقية في محاربة المسلحين. وتنضم السفينة إلى حاملة الطائرات جورج أتش دبليو بوش التي أمرتها وزارة الدفاع الأميركية بأن تتحرك إلى الخليج.

بالتزامن مع الحرب العسكرية على الارض بين القوات العراقية والمسلحين المنتمين لداعش والعشائر وحزب البعث فان حربًا إعلامية تدور على أشدها بين الطرفين ففي حين أكد الاعلام المضاد تزاحم المسؤولين في مطار بغداد الدولي للهرب إلى الخارج عزت السلطات ذلك إلى العطلة الصيفية وعدم جاهزية المطار.

وقال إعلام حزب البعث «المحظور» ان المسؤولين العراقيين يتزاحمون حاليا في مطار بغداد الدولي «للسفر والهروب خارج العراق وهم الان يتدافعون على ابواب الطائرات قبل فوات الاوان مع قرب دخول ثوار العشائر إلى بغداد» بحسب بيان تلقته «أيلاف».

ومن جهته نفى المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن امس التقارير التي أشارت إلى مهاجمة مطار بغداد مؤكدا أن حركة الطيران في المطار طبيعية.

وقد اعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي ان تنظيم داعش احرق عدة كنائس في الموصل، فيما رأى مفتي العراق الشيخ رافع الرفاعي ان دعوة المرجع السيد علي السيستاني للقتال دعوة طائفية.