IMLebanon

كيري: لبنان يستحق رئيساً.. وانتخابات الأسد «Zero»

التقى بري والراعي وأكد لسلام دعم الحكومة في «إدارة البلاد وتوفير الاستقرار»

كيري: لبنان يستحق رئيساً.. وانتخابات الأسد «Zero»

 

في زيارة مكوكية دامت ساعات قال خلالها كلمة بلاده ومشى.. «لبنان يحتاج ويستحق حكومةً كاملة الصلاحيات وتعمل بكل طاقتها بعيداً عن التأثير الخارجي، ورئيساً كامل الصلاحيات»، هذا ما حرص وزير الخارجية الأميركية جون كيري على التشديد عليه من السرايا الحكومية التي آثر تحديد موقف إدارة الرئيس باراك أوباما من على منبرها قبل أن يكمل جولته على مطرانية بيروت للموارنة حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، ثم عين التينة مختتماً زيارته بيروت بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وكشفت أوساط رئيس الحكومة لـ«المستقبل» أنّ كيري أكد لسلام «دعم واشنطن لحكومته وتشديدها على ضرورة أن يلعب مجلس الوزراء دوره كاملاً في إدارة البلاد وتوفير الأمن والاستقرار والطمأنينة للمواطنين في هذه المرحلة»، معرباً في الوقت عينه عن أمل بلاده في أن يصار إلى «الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت». وأوضحت أوساط سلام أنّ «كيري لم يتناول لا خطة ولا مبادرة ولا مرشحاً رئاسياً» خلال مباحثاته في السرايا الحكومية، مشيرةً إلى أنّ هذه المباحثات تناولت «بالتفصيل ملف النازحين السوريين بحيث أعرب كيري عن استعداد وجهوزية الإدارة الأميركية لتقديم الدعم الذي تحتاجه الدولة اللبنانية في هذا الملف، بالإضافة إلى تأكيد عزم بلاده على مساعدة الجيش والقوى الأمنية».

وكان وزير الخارجية الأميركي قد شدد خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد لقاء رئيس الحكومة على أنّ «الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بأمن لبنان واستقراره وسيادته»، باعتبار ذلك «أمراً مهماً جداً لأمن المنطقة». ولفت إلى أنّ «لبنان يشعر بتداعيات الحرب السورية أكثر من أية دولة أخرى»، معلناً «باسم الرئيس أوباما تقديم 290 مليون دولار كمساعدات لكل من طالته الأزمة السورية والمجتمعات التي تستقبل النازحين (…) 51 مليون دولار منها تذهب للاجئين في لبنان»، مع دعوته «داعمي نظام بشار الأسد روسيا وإيران و»حزب الله» إلى العمل لوضع حد لهذه الحرب». ورداً على سؤال صحافي أكد كيري أنّ «ما سمّي إنتخابات رئاسية في سوريا هو في حقيقة الأمر «great big zero» صفر كبير»، مشدداً على أنّ هذه الانتخابات «عديمة المعنى لأنه لا يمكن إجراء انتخابات بينما ملايين السوريين لا يملكون القدرة والخيار على التصويت وخوض العملية الإنتخابية، فالصراع لا يزال هو نفسه والرعب نفسه والقتل نفسه والمشاكل بالنسبة للنازحين هي نفسها بعد هذه الانتخابات كما قبلها».

وعن الشغور الرئاسي الذي وصفه بـ«الخطير جداً»، شدد كيري على أن «مواجهته تكون بملء الفراغ الدستوري»، وقال: «جئت الى هنا بطلب من الرئيس أوباما لكي أشجع الحكومة على المضي قدماً، وليس لدي أي مرشح ولا نريد أن نتدخل في هذا الأمر ولا أن نقدم أي إقتراح. ما نحاول القيام به هو رسم صورة تعبّر عن أن الفراغ الرئاسي سيعقّد الأمور بالنسبة للبنان والدول المجاورة، وسيؤثر على النسيج السياسي اللبناني».

عين التينة

ومساءً، إستقبل الرئيس بري كيري في عين التينة حيث إكتفى الضيف الأميركي بعد اللقاء بوصفه بـ«الجيد جداً»، مجيباً الصحافيين بالقول: «ما أردت ان أقوله كنت قد قلته من السرايا الحكومية». أما بري فأصدر بياناً إعلامياً أوضح فيه أنّ كيري أكد خلال اللقاء أنّ «الولايات المتحدة ليس لديها مرشح ولا تضع فيتو على أحد في الاستحقاق الرئاسي»، مشدداً في هذا السياق على «الدور اللبناني في الانتخابات الرئاسية». كما ركّز على أنّ «الإدارة الأميركية يهمها الاستقرار في لبنان، متطرقاً إلى قضية النازحين السوريين وتداعياتها على لبنان». في حين لفت بيان عين التينة إلى أنّ بري تناول في سياق حديثه «عن الوضع في المنطقة أهمية الحل السياسي في سوريا»، معتبراً أنّ «جوهر ما يجري في المنطقة ناجم عن استمرار المشكلة الفلسطينية».

وفي سياق منفصل، برز على المستوى المحلي أمس زيارة رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى عين التينة حيث بحث مع بري، على مدى ساعتين تخللها غداء بحضور نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، في «المواضيع الشائكة: الإنتخابات الرئاسية وعمل الحكومة المتعثر وعمل مجلس النواب» حسبما أوضح عون بعد اللقاء، وأردف: «أعتقد أننا أحسنّا العمل اليوم، وإن شاء الله يساعد هذا اللقاء على انتظام الأمور في القريب العاجل».

ورداً على أسئلة الصحافيين، لم يؤكد عون المشاركة في الجلسة التشريعية المقبلة في 10 حزيران باعتباره «موضوعاً قيد الدرس»، مشيراً إلى أنه تناول مع بري «كل الحلول المتاحة». وعما إذا كان بري أبلغه أنه يدعم ترشّحه للرئاسة، أجاب: «لا أتكلم نيابة عنه بل هو» عليه أن يجيب عن هذا السؤال. وعن الحوار مع تيار «المستقبل»، قال عون: «لا زلنا نتعاون والحوار مستمر بيننا».

فرنجية: الفراغ أفضل

في الغضون، واصل وفد المؤسسات المارونية جولاته على القيادات المسيحية فالتقى أمس رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي، حيث ناشد النقيب سمير أبي اللمع بعد اللقاء باسم المؤسسات المارونية «كل المخلصين إنقاذ الجمهورية، والقيادات اللبنانية خصوصاً المسيحية منها والمارونية على وجه التحديد تحمّل مسؤولياتها تجاه اللبنانيين والتاريخ». وكشفت مصادر المجتمعين لـ«المستقبل» أنّ فرنجية قال للوفد: «لا يجب أن يخيف الفراغ المسيحيين لأنه أفضل من الرئيس الضعيف»، داعياً في هذا السياق إلى التريث في الاستحقاق الرئاسي «حتى يتبيّن وضع لبنان الجديد في ظل التطورات الإقليمية والدولية». ونقلت المصادر عن فرنجية قوله في معرض اعتباره أنّ «التريث يتيح انتخاب رئيس قوي» للجمهورية: «عامل الوقت لمصلحتنا، فبشار الأسد يستعيد الأرض و«حزب الله» ينتصر» في الحرب الدائرة في سوريا.