IMLebanon

لا تعديل في الترشحات…والجلسة متعذرة الاربعاء

 

كتب عبد الامير بيضون:

احتلت احتفالية تطويب البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين، في الفاتيكان أمس، حيزاً واسعاً من متابعة اللبنانيين، وأضافت نكهة جديدة على «الفضائيات» و«الأرضيات»، بعيداً عن الأجواء السياسية البالغة الغموض ازاء ما يمكن ان تؤول اليه الجلسة الثانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمقررة بعد غد الاربعاء… حيث لا معطيات جديدة حول هذه الجلسة… وما يمكن ان تؤول اليه، وما اذا كانت مضمونة الانعقاد وسط سيناريوات عديدة لم تسقط احتمال تعطيل النصاب، والدعوة من جديد لجلسة أخرى، بهدف شراء الوقت والمزيد من الاتصالات والمشاورات، وامكانية خلط الأوراق… فقد شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والسيدة الأولى وفاء سليمان على رأس الوفد اللبناني الرسمي الى الفاتيكان في احتفال اعلان قداسة البابوين… وفي ختام الاحتفال صافح الحبر الأعظم فرنسيس رئيس الجمهورية والسيدة شاكراً لهما مشاركتهما فيه، متمنياً للبنان «دوام السلام والاخاء بين مختلف أبنائه…».

بلبلة خيارات وتماسك 14 آذار

وبحسب ما توافر لـ«الشرق» من معلومات ومعطيات، من مصادر في 14 آذار، فإن هذه قوى بدأت تعيد قراءة المشهد الانتخابي الذي حصل الاربعاء الماضي، وتدرس الخيارات أمامها للعملية الانتخابية برمتها… من خلال ما أسمته هذه المصادر بـ«الادارة المشتركة لقوى 14 آذار لادارة الانتخابات الرئاسية…».

ولا تخفي المصادر وجود أجواء من البلبلة داخل القوى السياسية كافة، حيال الاستحقاق الرئاسي، مع التشديد علىوجوب ان «تبقى قوى 14 آذار متماسكة للحؤول دون أي خرق، مهما كان صغيراً… وإلا تكون هذه القوى وفرت بيديها للفريق الآخر فرصة ايصال رئيس من مكوناته، في وقت ان قوى 14 آذار تصر على ان يكون الرئيس المقبل منها…».

الخشية من فراغ رئاسي

وفي هذا، فقد أكدت مصادر من كلا فريقي 8 و 14 آذار لـ«الشرق»، أنه وفي ظل تماسك الاصطفافات، ومن دون أي خرق أساسي، فإن أياً من الفريقين غير قادر على إيصال رئيس جمهورية من فريقه، الأمر الذي عزز من هواجس كثيرين حصول فراغ في موقع رئاسة الجمهورية… لاسيما وأن مخاوف تطيير النصاب قائمة في جلسة الاربعاء المقبلة.

واذا كانت قوى الرابع عشر من آذار (باستثناء «الكتائب») متمسكة بمرشحها رئيس الهيئة التنفيذية لـ«حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، فإن أفرقاء 8 آذار، لايزالون عند عتبة الضياع والخيارات الغامضة، ما يعزز احتمال تعطيل نصاب جلسة الاربعاء… وهي مسألة لا يرى فيها عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النائب آلان عون سوى أنها «حق سياسي للكتل النيابية…» لافتاً الى ان الكتلة ستعلن قرارها النهائي حول حضور الجلسة او لا حضورها، بعد اجتماع الكتلة مساء غد الثلاثاء..

التوافق يؤمن الثلثين… واللعبة تطيير النصاب

وإذ كان نواب «المستقبل» يؤكدون ان ما جرى يوم الاربعاء الماضي كان نوعاً من تحديد الأحجام وكشف جميع الأوراق… فإنهم في المقابل أكدوا على ان «ما بعد الاربعاء بدأت رحلة البحث الجدي عن رئيس للجمهورية…» لافتين الى «وجوب ان يحضر النواب الجلسة مع العلم أنها «لعبة ديموقراطية» على ما قال عضو الكتلة جان اوغاسبيان الذي رأى ان «الكلام عن ان النائب وليد جنبلاط من الممكن ان يكون هو بيضة القبان، ليس صحيحاً، لأنه يؤمن فقط النصاب ولكن لا يمكن ان يؤمن ثلثي الأصوات للمرشح…» مشدداً على ان «التوافق على شخص الرئيس هو الذي يؤمن الثلثين…» مؤكداً ان «العمل جار لتأمين 65 صوتاً للدكتور سمير جعجع، ولكن أرى ان هذا الموضوع أصبح وراءنا لاسيما ان اللعبة هي تطيير النصاب الى حين التوصل الى تسوية ما…». ليخلص الى القول معتبراً ان النائب (الجنرال) ميشال عون «اخترق في الجلسة الأولى لأنه كان سيحصل على عدد الأوراق البيضاء عينها التي كانت في الصندوق لعدم وجود توافق على رئيس الجمهورية…».

منفتحون على التوافق

وفي هذا، نوه عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد زهرمان بـ«الجهد الذي يقوم به النائب وليد جنبلاط من أجل تقريب وجهات النظر» لافتاً الى «وجود عامل خارجي في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، الذي يعتبر تأثيره أكبر بكثير من تأثير العامل الداخلي في الظروف التي نمر بها راهناً… مشيراً الى اننا «منفتحون على إمكانية التوافق على اسم رئيس الجمهورية… فلبنان ليس بلداً ديموقراطياً كالدول الغربية، بل بلد توافقي، لا بل هو بلد التسوية…».

الجميل الى الواجهة من جديد…أرقام أكثر

أما منسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد فأكد «ان طبيعة المعركة التي نخوضها اليوم في مواجهة التيار الآخر، تفرض علينا ان يكون مرشح هذه المرحلة، وكل المراحل اللاحقة سمير جعجع…» وهو كلام ردّ عليه (الوزير السابق) الكتائبي سليم الصايغ، الذي رأى ان «سمير جعجع مرشح قوي بشخصه وثوابته، لكن السؤال، هو حول مدى ترجمة هذه القوة الى قدرة فعلية للحكم في لبنان وان هذا ما يميز الرئيس أمين الجميل… الذي لم يقدم ترشيحه، وأنه لن يترشح بطريقة فعلية تترجم في صندوق الاقتراع، إن لم يتأكد أنه سيصل الى خواتيم هذه المعركة…» مشيراً الى ان لـ«الكتائب قناعة مستندة الى الأرقام والوقائع، تفيد بأن الجميل، لديه القدرة على الحصول على نسبة أرقام أكثر من أي مرشح آخر في 14 آذار… وأكثر بكثير من 55 صوتاً».

لا توافق بين الحريري وعون

من جهته أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف، ان «ليس هناك أي توافق بين الرئيس سعد الحريري والنائب ميشال عون…» وقال «لانزال وسنبقى متحدين وراء مرشح واحد يمثل 14 آذار وسنحاول ان نوصله الى سدة الرئاسة، واذا لم نستطع إيصال مرشح من فريقنا السياسي، وكان هناك فراغ او تعطيل فاعتقد أنه على القوى السياسية الاتفاق على مرشح توافقي، وبالتأكيد لا يمكن ان يكون عون…».

أسئلة من «حزب الله» الى المرشحين

أما على الجانب الآخر، فمازال الصمت يشكل العامل المشترك، وتبقى سيرة المواصفات هي الغالبة… وفي هذا، فقد اثار «حزب الله» بلسان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي ستة أسئلة – شروط وجهها الى المرشحين كامتحان كفاءة وجدارة وهي:

– ما هي خطتك لتحرير ما تبقى محتلاً من الأراضي اللبنانية وللدفاع عن لبنان في مواجهة العدوان؟

– ما هو موقفك من المقاومة؟

– ما هو موقفك من شريحة أساسية من اللبنانيين تتبنى المقاومة وتؤيدها؟

– كيف ستتعامل مع المقاومة بوصفها شعباً ومجتمعاً وقوة ودفاعية؟

– هل أنت قادر بالفعل على بناء الدولة العادلة والقوية؟

– هل بوسعك ان تكون النموذج الصالح من دولة قوية تستطيع رد العدوان الاسرائيلي عنها؟…

حلو لن ينسحب

وقطعاً لأي احتمال بأن يعيد رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط حساباته ويسحب مرشحه النائب هنري الحلو، فقد أكد عضو الكتلة النائب علاء الدين ترو ان انسحاب النائب هنري الحلو من الاستحقاق الرئاسي غير وارد حالياً…» وبدوره أعلن النائب الحلو ان ترشحه لرئاسة الجمهورية جاء من خلال كتلة جبهة النضال، وذلك بعد حوار وتشاور…» ولفت الى «أنه لا يرى دعم وليد جنبلاط يشكل ضعفاً له…».