IMLebanon

لا توافق رئاسيا… والصيغ البديلة غير مقبولة

كتب عبد الامير بيضون:
لم تكن فاتحة الاسبوع الحالي، أوفر حظاً من الأسابيع الماضية، فتمددت الأجواء المثقلة بالكثير من الغيوم السوداء المفتوحة على مداها، على العديد من الاحتمالات السلبية، من ملف إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل ليل 24-25 ايار الجاري موعد انتهاء المهلة الدستورية واخفاق كل المساعي العاملة على خطوط التواصل، الخارجي والداخلي في تأمين الحد الأدنى من التوافق على الرئيس العتيد، الى ملف «سلسلة الرتب والرواتب» الذي أخذ أبعاداً تمثلت في توسع خريطة الاضرابات والتوقف عن العمل في العديد من الدوائر، من طرابلس والشمال،  الى بيروت الى الجبل والبقاع والجنوب، عشية انعقاد الجلسة النيابية يوم غد الاربعاء – الذي اعتبرته «هيئة التنسيق» يوم «غضب» – للنظر بتقرير اللجنة المشتركة بشأن السلسلة، الى الوضع الناشىء في الجنوب، والذي يهدد بمضاعفات بالغة الخطورة جراء الاعتداءات الاسرائيلية على أراض لبنانية…

صيغ قيد التداول لمنع الفراغ

على مستوى الاستحقاق الرئاسي، فلم يظهر على خريطة الاتصالات والمشاورات الجارية، والتي بات الصرح البطريركي في بكركي محورها، ما يشير، من قريب او من بعيد الى نقطة مضيئة واحدة باحتمال انعقاد جلسة مجلس النواب، الخميس المقبل، وتوفير النصاب المطلوب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية… او باجتراح صيغة او آلية تمنع حلول الفراغ على كرسي الرئاسة، على رغم اصرار البطريرك بشارة بطرس الراعي على رفض الشغور في رئاسة الجمهورية «مهما كان الثمن» ولو عبر صيغة بقاء الرئيس ميشال سليمان في موقعه، الى ان يصار الى التوافق على الرئيس العتيد… وهو أمر كان حسمه رئيس الجمهورية الذي أكد، في أكثر من مناسبة، انه لن يبقى دقيقة واحدة في القصر، بعد انتهاء ولايته… وهو أمر لم يحظ برضى بكركي التي سألت، عبر مصادرها، «لماذا يكون التمديد جائزاً لمجلس النواب، حين يتعذر اجراء الانتخابات، ولا يجوز في رئاسة الجمهورية، خصوصاً اذا ما تبين ان أخطار الفراغ قد تطيح بكل الانجازات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي تحققت مع تشكيل الحكومة السلامية… وتعرض البلاد الى خضات أمنية باتت قيد التداول الفعلي…؟! لاسيما وان غير مصدر اشار الى ان «العنصر الضاغط الذي حتم تشكيل الحكومة وتطبيق الخطة الأمنية، في طرابلس، والبقاع، وغيرهما، هو الخوف على الاستقرار الأمني والسياسي… وقد يتكرر سيناريو التفجيرات مع الرئاسة الأولى، اذا ما تبين ان الفراغ بمخاطره الكبيرة سيتسلل لضرب الاستقرار السياسي والأمني…»… وهو أمر لم يقف عنده طويلاً مرجع وزاري معني بالشأن الأمني…

موفد الحريري في بكركي… وكذلك الجميل

وازاء هذا الوضع، فقد ظلت بكركي محور الاتصالات واللقاءات، وفي هذا فقد استقبل البطريرك الراعي موفد الرئيس سعد الحريري، مدير مكتبه في بيروت نادر الحريري، في مهمة وصفتها مصادر «المستقبل» بأنها «استكمال للقاء الذي عقد في باريس بين البطريرك الماروني والرئيس الحريري…» ونقلت «المركزية» عن المصادر قولها: «إن الموفد المستقبلي أبلغ الى الراعي رسالة من رئيس الحكومة الأسبق، تجدد التأكيد والرغبة باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ورفض الفراغ في الرئاسة الأولى… وان «تيار المستقبل» لا يشكل عقدة في الاستحقاق، لا بل يقوم بكامل واجباته الدستورية في هذا الاتجاه، بدءاً من حضور جلسات الانتخاب التي يدعو اليها الرئيس نبيه بري، وصولاً الى حث القوى المسيحية على التوافق في ما بينها على هوية الرئيس الذي ترتأيه، للسير به…».

وكان البطريرك الراعي عرض الأوضاع مع الرئيس أمين الجميل، الذي أكد بعد اللقاء أنه «لا يمكن ابقاء الموقع الخاص بالمسيحيين شاغراً، لأنه سيشكل خللاً كبيراً في التوازن الوطني، وستكون انعكاساته خطيرة جداً…» لافتاً الى ان«المسؤولية هي مسيحية بالطبع، ولكنها أيضاً مسؤولية وطنية لكل القيادات اللبنانية…».

وفي السياق ذاته رأى النائب خضر حبيب، ان قوى 14 آذار تحاول جاهدة منع الفراغ في سدة الرئاسة… وقد قدمت مرشحها ونزلت الى المجلس النيابي… لكن فريق 8 آذار هو من يعطل… لافتاً الى ان جعجع «غير متمسك بترشحه في حال تمّ الاتفاق على مرشح آخر…».

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت فاستغرب طرح التمديد للرئيس سليمان… معرباً عن اعتقاده ان رئيس الجمهورية »ليس بوارد قبول مثل هذا الموضوع». مستبعداً إمكانية التوافق مع ميشال عون…

بلامبلي: الاستحقاق شأن لبناني

دولياً: كان الاستحقاق الرئاسي في صلب الاجتماع الذي عقد أمس، بين الرئيس نبيه بري، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، ديريك بلامبلي، الذي شدد على «الأهمية الحاسمة للثقة والاستقرار في لبنان، بانعقاد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعديهما…» لافتاً الى ان عملية الانتخابات الرئاسية «تدخل الآن مرحلة مهمة وان أصدقاء لبنان في المجتمع الدولي لديهم اهتمام كبير باتمام الاستحقاق بنجاح في الموعد المحدد…» مذكراً بأن الاستحقاق «هو عملية لبنانية بحتة، ويجب ابقاؤها خالية من التدخل الخارجي…».

وفي هذا، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» جميل حايك ان «التوافق على اختيار رئيس للجمهورية، قبل ان يكون توافقاً إقليمياً يجب ان يكون توافقاً لبنانياً…».

الخروقات الاسرائيلية…ةلبنان يهدد بالانسحاب

أمنياً – جنوبياً، فقد استحوذت الخروقات الاسرائيلية الأخيرة على اهتمامات ومتابعة العديد من المسؤولين، السياسيين والعسكريين… وفي هذا فقد عرض الرئيس بري مع ديريك بلامبلي الأوضاع والتطورات واستمرار التعديات والخروقات الاسرائيلية الأخيرة، على الحدود الجنوبية، من الوزاني الى الناقورة، محذراً من ان «هذا التصعيد يهدد عمل اللجنة الثلاثية (اللبنانية – الدولية – الاسرائيلية)، ومهمة قوات اليونيفيل، والاستقرار في المنطقة، ما قد يدفع لبنان الى تجميد مشاركته في اجتماعات هذه اللجنة، لعدم جدواها في ردع إسرائيل عن هذه الأعمال العدوانية، لاسيما ان المراجعات والشكاوى  المتكررة لمجلس الأمن دائماً برداً وسلاماً على إسرائيل…».

بدوره قال بلامبلي، انه «بالنسبة الى القرار 1701، دولة الرئيس وأنا اتفقنا على حماية الحدود على الخط الازرق، واستمرار الحفاظ على هذا الخط، واليونيفيل تبذل كل الجهود لتحقيق ذلك…».

من جهته طالب النائب هنري حلو، بعد لقائه بري «بتحرك ديبلوماسي لمعالجة الأمر… واستكمال تعزيز الجيش اللبناني…».

«يوم الغضب» النقابي

نقابياً: تستعد «هيئة التنسيق النقابية» ليوم «الغضب الكبير» يوم غد الاربعاء، مع انعقاد جلسة مجلس النواب للبحث في مشروع سلسلة الرتب والرواتب، من خلال تنفيذ جولة اعتصامات وتحركات تصعيدية في بيروت وباقي المناطق، مؤكدة ان مطلبها واحد هو اقرار السلسلة كما أعلنتها بنسبة 121 في المئة من دون تجزئة ولا تقسيط ومع مفعول رجعي منذ 1-7-2012…

وكانت الهيئة نفذت «اعتصاماً مركزياً» قبل ظهر أمس أمام وزارة الشؤون الاجتماعية في بدارو على ان تستكمله اليوم باعتصام أمام وزارتي الاعلام والسياحة، وقد شهدت مناطق الهرمل والبقاع الشمالي، كما جبل لبنان وطرابلس وزحلة وبعلبك والنبطية وعالية اعتصامات نفذها المعلمون في المدارس والثانويات الرسمية والموظفون الاداريون والمتعاقدون.

وقد عقد في مكتب وزير المال علي حسن خليل اجتماع مطول ضمه ووفدا من اللجنة النيابية المكلفة درس مشروع السلسلة… من غير ان يصدر عن الاجتماع أية قرارات.