IMLebanon

لا خلاف بين حزب الله والتيار حول القانون وتوافق على عدم الغاء احد

ثمة من يشدد في هذا الظرف على مسألة تبدو إلى حد كبير مفتعلة بحجمها وبعدها، تتجلى بالخلاف في وجهات النظر بين التيار الوطني الحر وحزب الله حول قانون الانتخابات. الفريقان المعنيان بالأمر يريان وبحسب مصادرهما أن التضخيم لهذا لاختلاف أخذ مدى كبيرا من الافتعال فيما التصميم قائم عند الفريقين لإنتاج قانون تتوفر فيه الشروط الميثاقية والوطنية وتلك كانت في الأساس فلسفة التيار الوطني الحر والتي من رحمها ولد العهد برئاسة العماد ميشال عون وقد محضه الحزب وبحسب مصادره ثقته الكاملة وليس من التباس في هذا الشأن.

وتشير مصادر الفريقين أن التصميم تتجسد فيه معايير التزخيم المتوازن. والاتفاق واضح ومضيء بين التيار والحزب على النسبية منطلقا جوهريا تقود البلد بمؤسساته إلى المزيد من التفاعل الخلاق والإحياء الموزون والمتدرج لدور الدولة في التنمية والإنماء وهذا ما يخدم بدوره فلسفة العهد ومنطلقاته بمكافحة الفساد كما قال الرئيس عون فتنشط أجهزة الدولة على العمل بنظافة وأخلاقية راقية.

وترى مصادر مقربة من حزب الله بأن بعضهم وبعيد توقيع ورقة النيات بين التيار الوطني الحر القوات اللبنانية ظن بأن العهد المنبعث من ورقة التفاهم بين التيار والحزب سيمس وسيهتز وسيصيبه الوهن والعطب وتبطل مفاعيل العلاقة العميقة بين الفريقين. وأمام ذلك أعلن الحزب غير مرة بأنه متفهم للخصوصية المسيحية بآفاقها وأبعادها ومتطلباتها وحاجاتها ولم يعترض البتة على التفاهم والتحالف بين التيار والقوات. غير أن الحزب غير متفق مع القوات وغير ملزم بدعم فريق لم يتوصل معه إلى اتفاق بعد وثمة ما يبعد بينهما. وفي الوقت نفسه لا يتفق مع التيار الوطني الحر على قضم حيثية حليف الحزب سليمان فرنجية على الرغم من الخطأ الذي ارتكبه في الاستمرار بالترشيح للرئاسة وعدم الانفتاح على العهد. ومع تفهم الحزب لحساسية موقف التيار من فرنجية وسلوكه ولكنه لا يتوافق معه على معاقبته إذا كان يشاء ذلك. بالمرحلة لا تستوجب العقاب من أحد لأحد بل هي مرحلة العقل الراجح الممتص للنقمات من هنا وهناك وفتح صفحة جديدة تحفظ للجميع حقوقهم ومواقفهم وأدوارهم وتحصن موقع المسيحيين في المعادلة كما تحسن ظروف المواجهة في ظل اتجاه المنطقة وبخاصة سوريا إلى مرحلة جديدة في السباق ما بين الحسم والتسوية.

مصدر من التيار الوطني الحر اعتبر في قراءته لعنوان الاختلاف مع الحزب بأنه غير وارد على الإطلاق إلغاء أحد ولا سيما الوزير فرنجية، وهو في الأساس سعى غير مرة بكل قوته وإخلاص لحل الخلاف معه، وتبادل معه رسائل عديدة من خلال أصدقاء مشتركين كان الحاج وفيق صفا من بينهم. وتوقع منه التجاوب الإيجابي أقله أن يقوم بزيارة رئيس الجمهورية كما زار الرئيسين بري والحريري ولم يقم بذلك. لماذا لم ينفتح على العهد فينا التيار لم يغلق الأبواب دونه. وعلى الرغم كان لرئيس التيار جبران باسيل موقف واضح في عشاء التيار حين اعتبر بأن قانون الانتخابات سيلحظ موقع فرنجية في زغرتا.

ويكمل هذا المصدر، المسألة ليست هنا بل هي في أن التيار باقتراحه يحاول مراعاة الجميع ومن دون إقصاء أو إلغاء هذا هو هدفه من المشروع. والتيار في فلسفته لا يشتهي ولا يشاء في الجبل إقصاء وليد جنبلاط وفي زغرتا فرنجية بل ينطلق من نوف يشده لكي يتكامل مع كل الأفرقاء المؤثرين على الأرض اللبنانية والممثلين للوجدانات الطائفية في سبيل رسم الخريطة السياسية للمرحلة المقبلة في هذا العهد. وهو عاكف على إنهاء ورقة التفاهم مع حركة أمل وقد بلغت مراحلها الأخيرة. تفاهم مع الرئيس الحريري وتفاهم مع الجميع والتيار ضنين بالوحدة الداخلية.

وفي تقييم للاختلاف بين التيار والحزب يصر الفريقان على أنه اختلاف بين إخوة متحابين. لقد اختلفا غير مرة في مسائل وملفات داخلية كالتمديد المجلس النيابي الحالي ولم تقم القيامة. ويتبين بأن ثمة إمعانا بأخذ العلاقة نحو البؤر المتوترة بسبب وجود متضررين في الداخل والخارج، والسيناريو عينه يتكرر في ملف الانتخابات ولم يفلحوا إذ إن الخلاف ليس في الجوهر بل في الشكل المحدود القانون.

ويصر الفريقان بأنهما سيتفقان في نهاية المطاف فلأمين عام الحزب حصة كبيرة في التيار كما لرئيس الجمهورية العماد عون حصة كبرى في قواعد الحزب وكادراته وهذا واضح على وسائل التواصل الاجتماعي لكن لمن شاء التدقيق.

ويؤكد الفريقان أي الحزب والتيار بأن إصدار القانون وإقراره بات وشيكا جدا والانتخابات ستحصل في أواخر آب أو بداية شهر أيلول ما لم يطرأ طارئ كبير ولكن تم الاتفاق على ذلك. وما هو جوهر القانون؟ على هذا يجيب المصدر من التيار بأن النسبية ستكون متبعة ولكن المسألة هل يتم الدمج بين النسبي والأكثري أو يتم الذهاب إلى النسبية مع الدوائر الوسطى التيار متمسك بالمشروع الأرثوذكسي في الأصل ولكنه ينتظر أجوبة حول ماهية التلاقي وكيفيتها بين الميثاقية والنسبية هل تتم بناء على المختلط مع الصوت التفضيلي أو يتم الذهاب إلى المشروع الذي اقترحه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ويتلاقى فيه مع العماد عون؟ النقاش يتم هنا والتيار والحزب على وفاق طيب وصال متين والخلاف لا يفسد في الود قضية وقريبا سيخرج الدخان الأبيض منذرا بالحل الجذري والرصين.