IMLebanon

لبنان وسط مشهد الصواريخ

في وقت ٍ توحي أجواء المنطقة الملبّدة بالصواريخ من غزّة إلى سوريا إلى الجنوب إلى سيناء بأن انفجاراً ضخماً يوشك أن يقع وعلى الجبهات الإسرائيليّة الأربع، فيما المفاوضات الإيرانية النووية المتعثرة تبدو كظلٍ خلفي لمشهد انفجار الوضع في غزّة!!

وفيما يتأمّل كثيرون في المشهد الجديد ويرَوْن أن «إخوان مصر» الذين غادروا السلطة والمشهد فيها إلى غير رجعة وهم كانوا الراعي الرسمي لصفقة «جلعاد شاليط» ولاتفاق هدنة وقعته حماس في 22 تشرين الثاني  2012، ذهب الاتفاق بسقوط محمد مرسي والإخوان إلى غير رجعة وأنّ قواعد لعبة جديدة آخذة في فرض نفسها على وقع صواريخ حماس التي  سارع بالأمس رأسها في قطر خالد مشعل بحسب ما تم تداوله من أخبار إلى تركيا ليستنجد بأردوغان، فيما تبدو صواريخ  الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري سرايا القدس تطلق من ڤيينا وعن منصة المفاوضات النووية الإيرانية لا من غزة!!

أما رائحة الصواريخ التي تطلق من لبنان، فعلى الرغم من ظاهر استدراجها لفتح جبهة جديدة عبر الجنوب اللبناني، إلا أن اللبنانيين مدركين لواقع حزب الله الذي تبعثرت قوته وسقط قتلاه من سوريا إلى العراق وربما إلى «عمران» اليمنيّة، التي احتلها الحوثيون واضطروا إلى الانسحاب منها إلى صعدة تحت وطأة تهديد بإجماع الدول الخمس عشرة في مجلس الأمن، فقواعد اللعبة والحدود المذهبيّة للدويلات المقبلة مرسومة بدقّة وتجاوزها ممنوع!!

ومن قلب مشهد الصواريخ التي تطير في أجواء المنطقة، يعيشُ لبنان على وقع أزمة داخليّة في وقت تحتاج الحكومة اللبنانية إلى العمل بكلّ طاقة توافقها الوزاريّة التي تُشير إلى أنّ الاجتماع الذي سيُعقد اليوم في السراي الحكومي ويضمّ إضافة إلى رئيس الحكومة تمام سلام وزير الاقتصاد الكتائبي آلان حكيم ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب إلى خواتيم قد تقود إلى انعقاد مجلس الوزراء الخميس المقبل وإلى عودة الهدوء ليخيّم على جلسات الحكومة التوافقيّة، بعدما انفجر المشهد الحكومي الخميس الماضي، بحيث يُبدّد التوافق اليوم الاحتقان الجزئي عن المشهد اللبناني المتوتر من بيروت إلى الشمال إلى الجنوب إلى البقاع.

على الأقلّ يبدو حتى الآن أنّ ما سُرّب الأحد الماضي عن أجواء دولة الرئيس تمام سلام أنه لن يدعو إلى انعقاد مجلس الوزراء هذا الأسبوع وأنه: «إذا كانت القوى السياسية لا تعي أننا عبر آلية التوافق على المواضيع أعطينا فرصة حتى يساعد الجميع في تذليل العقبات، فإن الصعوبات ستزداد وسنشلّ المؤسسات، وهل أدعو إلى جلسة لنعود ونختلف؟»، فهل يتفقّون؟!

2 ـ ردّ على ردّ النائب محمّد كبّارة

قرأتُ صباح أمس الردّ الصادر عن النائب محمد كبارة أو مكتبه، على مقالتي يوم الجمعة الماضي والتي حملت عنوان «أبو العبد كبارة والتهديد بالطائفة السُنيّة»، بدايةً أؤكّد للنائب كبّارة أنني لم أكن في وارد الردّ على ردّه خصوصاً وأنه «شَربَكَ» مناطق لبنان وفرزها تحت عنوان «الصمود السُنّي»، وقناعتي التّامة أنّ هذا المنطق يُعزّز الغرائزيّة حتى بين «أهل السُنّة» أنفسهم من طرابلس إلى الطريق الجديدة إلى عرسال، وهكذا… ولكن؛ كان لإدارة «الشرق» رأيٌ آخر في الردّ على ما أورده النائب كبارة، والتزاماً بهذا الرأي، نقول: أولاً: «نشكر حضرة النائب الذي «عرّفنا» ما الفرق بين التصريح والبيان، فقد علمنا أمراً جديداً، لم نكن نعلمه!!

ثانياً؛ نقول لحضرته أنّ أهل بيروت الذين صمدوا مائة يوم في وجه الحصار الإسرائيلي عام 1982 لم يتوقعوا من شركاء الوطن أن يسحبوا السلاح في وجهها وعليها وعلى أهلها، ولا نريد أن ندخل في هذه التفاصيل لأن قضيتنا اكبر بكثير من الزواريب والشوارع!!

ثالثاً: ولأننا من الأشخاص الذين نعرف أنّ لديهم شعبيّة في الفيحاء عاصمة الشمال طرابلس، ولأننا لا نريد لشعبيته أن «تهتزّ»، تمنيّنا لو أنّه حدّثنا بلغة العقل لا بلغة الغريزة!!

رابعاً: نتمنّى أن تظل يا سعادة النائب محافظاً على شعبيّتك لا أن تترك «الخائن» يُزايد عليك، لأنك نظيف، لذا لا تدخل في بازاره القائم على «الخيانة والمال»!!

والحمد لله وكفى، وسلام وصلاة على رسوله المصطفى.