IMLebanon

ما الذي يمنع جعجع والحريري من لقاء «حزب الله» لمواجهة «داعش»؟

لا صوت يعلو على صوت المعركة، الشعار مرفوع الآن بقوة داخل الساحة السياسية، واي امر آخر معلّق حتى اشعار آخر، هكذا وصف المصدر الوسطي الوضع اللبناني حالياً، وقد شدد هذا المصدر ان المرحلة اليوم تفرض على الجميع رص الصفوف خلف القوات المسلحة المقاتلة، فـ «داعش» على الابواب يطرق بعنف. وهو سيحاول مجدداً ومجدداً اختراقها خصوصاً ان اكثر من منطقة رخوة على الحدود المترامية، وما الانتشار لعناصر «داعش» و«النصرة» والانكفاء الموقت عن عرسال سوى استراحة الارهابي. فهو لا يكل ولن يهدأ الا بعد تحقيق اهدافه الخطيرة التي تبدأ بازالة الحدود كما حصل على الحدود السورية العراقية ولا تنتهي بفرض الشريعة واحكامها بالسكين والسيف والسوط.

الكلام المخيف الذي اطلقه المصدر الوسطي اضاف اليه خريطة طريق مليئة بالنصائح وفيها يستنفر السياسيون كافة طاقاتهم والعمل بطريقة غير مألوفة، وتمنى على الجميع وضع طموحاتهم واحلامهم الوردية جانباً، والانضمام قلباً وعقلا، في مشروع موحد مشترك خلف القوى العسكرية الشرعية وخلف القوى الفاعلة، فالزمن الحالي هو لقتال العدو المشترك، علماً انه لو توحد الجميع، فلا ضمانة بدحر «داعش» الذي لا يؤمن بأية أكثرية شعبية كانت ام برلمانية، فالسكين جاهزة باليد لحز رقاب الجميع.

ويسأل المصدر الوسطي عن اي خطر يفوق خطر «الدولة الاسلامية» كي يتوحد اللبنانيون يداً بيد للدفاع عن الوطن المهدد، كما يسأل ما الذي يمنع الدكتور سمير جعجع من زيارة الحارة ليجتمع مع قادة «حزب الله»، او يجتمع وفد قواتي رفيع المستوى برئاسة النائب جورج عدوان مع وفد «حزب الله» برئاسة النائب محمد رعد لاقامة حوار مفتوح، فالمكان والزمان لن يشكلا عائقاً طالما ان النوايا صافية، وطالما اغلق الاثنان الماضي الثقيل بينهما، لكن مجرد اللقاء يكفي لخلق بيئة صالحة لاهداف مشتركة، والامر ذاته مع «تيار المستقبل» خصوصاً المتطرفين منهم، لان الصدق في النوايا هو البداية للنجاح في دحر «داعش» وابعادها عن لبنان، خصوصاً ان الدول الاقليمية وضعت خلافاتها جانباً واجتمعت فيما بينها بعيداً عن البروتوكول المعتمد.

فزيارة نائب وزير الحارجية الايرانية امير حسين عبد اللهيان الى السعودية يضيف المصدر هي تعبير عن مدى القلق الذي يجتاح الخليج والدول المجاورة، ويجب ان تشكل هذه الزيارة حافزاً في الداخل اللبناني لاعادة النظر بكل العلاقات القائمة حالياً، واعتبر ان ما بعد عرسال ليس كما قبله، والتضحية تؤمن الانفراج بين اللبنانيين وبالتالي على الجميع الانسحاب من المعركة الرئاسية خصوصاً ان المرشحين الحاليين يشكلون عامل تفرقة لا يؤمن الوحدة الوطنية المطلوبة في الحرب على الارهاب، كما على الجميع الاتفاق سريعاً على شخص الرئيس العتيد، فالحرب ضد «داعش» تبدأ بانتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة التي بدأ الداعشيون بتهجير المسيحيين منها.

ويسأل المصدر الوسطي، لماذا لا يسارع الجميع الى طاولة حوار يكون على جدول اعمالها بند وحيد وهو محاربة الخطر الذي يهدد الجميع، وان تتحول اجتماعاتها الى مؤتمر دائم بجلسات مفتوحة تؤمن الغطاء السياسي الدائم للجيش اللبناني والمقاتلين اللبنانيين انصار القوات المسلحة مع التسليم من جميع القوى السياسية بضرورة اشراك مقاتلي «حزب الله» لما لهذه العناصر من خبرة قتالية عالية، فالوقت الحالي ليس للخلاف والمماحكة، وبالتالي هل تدرك القيادات ماذا يعني ان تحسم «الدولة الاسلامية» الحرب في سوريا، حينها سيمزق «الداعشيون» دستورنا اللبناني، ويدوسون على الصيغة وينحرون الاعتدال السني بعد ان نحروا سائر المذاهب والطوائف.