IMLebanon

ما رأي “الشجعان”؟

لا نريد الاعتقاد والظن في عزّ استحقاق رئاسي يفترض انه محطة لانعاش ديموقراطيتنا العليلة، ان أحدا لا يعود في أيامنا هذه الى صلب “تعاليم” غسان تويني. عن طبائع الطغاة والاستبداديين كتب المعلم ما يرقى الى دستور في فلسفة الانظمة الديكتاتورية ولم يوفر امراض الديموقراطية اللبنانية نفسها .

نعود اليه اليوم ونحن امام انفجار ازدواجية المعايير باسوأ ما يمكن ان يتصوره عقل في تزامن الاستحقاق اللبناني مع استحقاقات اخرى متعاقبة في المنطقة العربية ولا سيما منها الاقرب اي سوريا.
قد لا نبالغ في القول ان التقزز كان سمة شعور الديموقراطيين الحقيقيين لرؤية الرئيس الجزائري يناهض مرضه حتى الثمالة بالتمسك بكرسي الولاية الرابعة اسوة بقعوده على كرسي المرض. ولكن بماذا يمكن وصف مشاعر المتنورين حيال اعلان “المواطن الدكتور بشار الاسد ” ترشحه للولاية الثالثة على ركام سوريا ؟
لنقل ان المبدأ الصارم الذي يمنع التدخل في الشؤون الداخلية والسيادية للدول يجب ان يمنع اللبنانيين من اقحام انفسهم في الاستحقاق السوري. ولكن السفير السوري في لبنان لا يدع بنفسه اللبنانيين يرتدعون عن اقحام أنوفهم في بلاده بدليل انه يخرج مزهوا من الرابية معلنا فرح العماد ميشال عون بانتصارات النظام السوري، عشية تجديد ولاية الاسد وكذلك عشية بت مفترض لترشح العماد عون للرئاسة. ومن قال ان دمشق تتدخل اذا في استحقاقنا؟ انها وجهة نظر فقط !
تبعا لذلك ترانا مساقين بسؤال بسيط نضعه برسم المرشحين وكل القوى السياسية الحليفة للنظام وايضا برسم بعض قوى المجتمع المتنورة التي تسير في مواسم التعبير الحر والانتصار للحريات في هذه الايام: ما هو موقفكم من انتخاب الرئيس الاسد للمرة الثالثة على ركام سوريا واكثر من ٢٥٠ الف ضحية واكثر من اربعة ملايين لاجئ الى خارج سوريا؟ وهل ترونه فعلا ديموقراطيا حرا وانتصارا للديموقراطية في سوريا؟ ثم ماذا يعني لكم ان يصار الى تجديد ولاية الاسد ولبنان الضحية الاسطورية للجوء مليون ونصف مليون سوري اليه ممنوعون من الانتخاب بفعل كونهم ضحية مزدوجة للتهجير ولقرار النظام بمنع الذين غادروا سوريا “بطرق غير شرعية” من الانتخاب؟
لن نظن ايضا ان المقصودين بالسؤال سيلتزمون فجأة واجب التحفظ عن عدم التدخل في الشأن السوري فيما تسود ثقافة تخوين شركاء لهم في الوطن على خلفية مناهضة هؤلاء للنظام. لذا نقول على هدى تعاليم غسان تويني ان لا ديموقراطية بلا ديموقراطيين ولا حرية بلا احرار وتاليا فان دمار سوريا ذاهب الى ما يفوق كل الاهوال التي حلت بها حتى الآن مع التجديد للنظام في مهزلة انتخابية ممسوخة. فما رأي المتنورين الشجعان عندنا؟