IMLebanon

«ما رُسم قد رُسم في الاستحقاق الرئاسي».. والمسيحيّون يتلون «فعل الندامة»

لم «يقصر» البطريرك الماروني في ما ينقل عنه في السر وفي العلن من تعبيره عن نقمته على الزعماء الموارنة الذين أوصلوا الاستحقاق الرئاسي الى النتيجة الأليمة والتي تهدد مصير ومستقبل الرئاسة الأولى مع الترجيحات وما يتردد عن أشهر طوال ستمر بها الكرسي الأولى شاغرة وبدون رئيس ماروني يدير البلاد، فالراعي يشعر بالمرارة والأسف كما يقول المقربون منه لما آلت اليه مسار الأمور وهو الذي أطلق صرخته التحذيرية للأقطاب قبل فترة وكان السباق في فتح البازار الرئاسي على مصراعيه ليتفق الموارنة قبل ان يحين موعد الاستحقاق، وسيد بكركي يأسف وهو يرى «موارنة رعيته» الأقوياء يحاولون الاستفاقة متأخرين على صلاحيات الرئاسة، وما الكباش الذي يخوضه رئيس الاصلاح والتغيير حول مجلس الوزراء لحصر صلاحيات مجلس الوزارء وعدم تمددها الى صلاحيات الرئاسة والتي يلاقيه بها سمير جعجع إلا وجه واضح وتعبير عن إحباط القادة الموارنة واستفاقتهم المتأخرة من الصراع على الكرسي فيما المياه تجري من تحت الأقدام والآخرون يأكلون الحصرم والموارنة «يضرسون» بالتعبير الشعبي.

وبعدما بات واضحاً ان لا رئيس في الوقت الحالي بانتظار التفاهمات الإقليمية وما ستقرره الدول المعنية بالشأن اللبناني مع الأخذ بعين الاعتبار بالتفاهمات الداخلية ، فان الواضح تقول مصادر مسيحية والمؤكد ايضاً ان فرص المرشحين الأقوياء الى رئاسة الجمهورية باتت أضعف عما كانت عليه. الثابت ايضاً ايضاً ان القيادات المسيحية من معسكري 8 و14 آذار بدأت تشعر وتدرك ان الفراغ الرئاسي واقع عليها وحدها وان شركائها غير المسيحيين هم الأقل تضرراً وخسارة، فلا المستقبل يبدو متأثراً وتحت وطأة الفراغ مثل المسيحيين ولا شركاء الرابية في 8 آذار يشعرون بالضغوط نفسها لزعيم الرابية. فحتى الساعة لم تفقه بعض القيادات المارونية ان ثمة فيتوات تقف حائلاً ولم تسقط على مشروع ترشيحها وان ثمة من يعمل ولا يزال في الظلام والكواليس لقطع الطريق على الأقوياء قبل بلوغ قصر بعبدا، وعلى قاعدة ان ما رسم قد رسم وان الاستحقاق ينتظر السيناريو الذي اعده صناع القرار والفاعلون في الاستحقاق الرئاسي. على الساحة المسيحية ثمة تبادل اتهام وتحميل مسؤولية بين الأفرقاء المسيحيين تضيف المصادر، حيث يتهم اخصام سمير جعجع زعيم معراب بإيصال الاستحقاق الرئاسي الى ما وصل اليه، ويكاد يتسرب الانتقاد ايضاً من اهل البيت الآذاري فلو أفسح جعجع المجال لشخصية آذارية لما كانت تعقدت الأمور على هذا النحو ولكان الاستحقاق الرئاسي سلك طريقاً مختلفاً، فرئيس القوات متهم في السر من حلفائه قبل اخصامه وهؤلاء يرون ان ترشيح جعجع واصراره على الترشح رغم انه لا يمتلك الفرص اوصل البلاد الى الفراغ وساهم في تفاقم الأمور ، فهو من جهة أحرق مراكب عون الرئاسية و«زرك» حلفاءه المسيحيين وحشرهم في الزاوية، في حين ان الشريك المسلم لـ 14 آذار ليس لديه ما يخسره في معركة الاستحقاق الرئاسي، فالأمور تسير بأحسن احوالها بالنسبة الى المستقبل في الملف الرئاسي، ولا شيىء يخسره المستقبل على غرار المسيحيين من الدخول في الفراغ الرئاسي، وبالعكس فان المستقبل ادى واجبه تجاه حليفه المسيحي في 14 آذار بدعم معركة جعجع من دون ان ينكس الحريري بتحالفه ووعوده الكلامية وما سلكته تفاهماته مع التيار الوطني الحر الذي لا يزال ينتظر حدوث شيىء ما من المستقبل، فزعيم المستقبل احسن الأداء في الاستحقاق الرئاسي ورمى الطابة على المسيحيين عندما اوصل الرسالة الى الرابية لإقناع مسيحيي 14 آذار بتبني ترشيح عون قبلاً.

بالمقابل تضيف المصادر يتهم اخصام عون الجنرال بتعطيل النصاب الرئاسي، وباستمرار التمسك بالرهانات الخاسرة على ضمانات إقليمية لن تأتي وعلى تفاهمات داخلية لن تثمر، وعدم استعداده حتى الساعة للدخول في تسوية حول مرشح توافقي، في حين يرى المتابعون «ان لا شيء يخسره حلفاء الرابية بالمقابل، فحزب الله تخلص من حقبة ميشال سليمان التي انهكته سياسياً ومن ثقل خطابه السياسي الموجه ضد المقاومة وهو يفضل في الوقت المستقطع لوصول رئيس للجمهورية المراوحة بانتظار ان يرسو الخيار على رئيس للجمهورية تنطبق عليه مواصفات عون الرئاسية، خصوصاً ان العلاقة مع الرابية منذ تفاهم مار مخايل رست على تفاهمات وخيارات صائبة، وثبت ان حزب الله كان مرتاحاً في تجربته السياسية مع التيار الوطني الحر، وبالمؤكد فان حزب الله كما تيار المستقبل ليسا محرجين في عدم بلوغ الاستحقاق الرئاسي خواتيمه على غرار الرابية ومعراب اللذين يتم تحميلهما كل يوم مسؤولية الفراغ الرئاسي ويدفعان ثمن التعطيل من رصيدهما السياسي والشعبي، فهو ترك إدراة المعركة الرئاسية لحليفه في الرابية، ومنحه مطلق الصلاحية في إجراء الاتصالات وادارة المفاوضات مع المستقبل. وعليه ومن هذا المنطلق يبدو ان المسيحيين دخلوا في لعبة الوقت الضائع لاستلحاق الملف الرئاسي، وربما عليهم ان يدركوا كما تقول المصادر المسيحية ان الحسابات الرئاسية تختلف عن اي حسابات اخرى ، وان تلاوة «فعل الندامة» على الخطأ المرتكب بحق الرئاسة الأولى قد لا تنفع معه كل المحاولات الأخرى لحشر مجلس الوزراء وجعله لا يتعدى على صلاحيات الرئاسة الأولى.