IMLebanon

مسيحيّو البقاع الشمالي «مُقاومون مدنيّون» لا تخيفهم «الدواعش» وأخواتها

إحياء مهرجانات عيــد انتقال السيّدة العذراء كان خير ردّ من مسيحيّي البقاع الشمالي على تهـــديدات «داعــش»، بعد ان كان المشاركون بأعداد هائلـة من كل ابناء المنطقة وحتى من اهالـيها الذين يقـطنــون العاصمة بيروت يحيون هذه المهرجانات، حيث عمّت الاحـتفالات بالعيد بمنـطق اوسع واكبر من الســنوات الماضية، خصوصاً في بلدات القاع ورأس بعلبك ودير الاحمر والجوار، بالتزامن مع انتهاء معارك عرسال.

في هذا الاطار يشير مصدر ديني من المنطقة لـ «الديار» الى ان هذا التواجد الكثيف يحمل رسائل عدة، ابرزها اننا باقون هنا مهما حصل ولا تخيفنا «الدواعش واخواتها»، فنحن متجذرّون في هذه الارض ولن يُخرجنا منها الغرباء، كما اصبح معروفاً عنا بأننا لا نبيع جزءاً ولو بسيطاً من ارضنا، لاننا نعتاش من هذه الارض وهي كنز من اجدادنا لن نفرّط به مهما كانت الاغراءات، ويلفت الى ان شباب المنطقة خصوصاً في بلدتيّ القاع ورأس بعلبك المسيحيتين باتوا مقاومين مدنيين، يساعدون القوى الامنيـة وبالتنـسيق معهم لمراقبة وضع البلدتين في الليل، خوفاً من دخول اي غريب او ارهابي، علماً ان عناصر الجيش يقومون بأقصى واجباتهم تجاهنا ، فهم يستشهدون لأجلنا واقله ان نساعدهم في جزء ولو بسيط جداً، واصفاً عملهم بالمقاومة المدنية الشعبية، اذ يتوّزعون على نقاط عدة على الخط الحدودي لبلداتهم مع جبال السـلسلة الشرقية للمراقبة.

ولا يخفي المصدر الديني من وجود اسلحة فردية خلال الحراسة لكنها مسموحة حين يهددنا «داعش» بالقتل والذبح في بيوتنا، لذا لن نقف مكتوفي الايدي بل سندافع عن اعراضنا وارزاقنا، خصوصاً بعد الذي شاهدناه في عرسال وسوريا والعراق من قيام هؤلاء المجرمين بهذا الكم الهائل من الارهاب. مشيراً الى ان عناصر البلديات يقومون ايضاً بجولات حراسة على الحدود ليلا، وذلك خوفاً من تكرار ما حصل في عرسال، معتبراً ان كل هذا يعطي الاطمئنان للاهالي من منطلق ان الدفاع عن النفس حق مشروع في هذه الظروف الخطرة.

ويرى المصدر الديني بأن الحذر من النازحين السوريين موجود، لان متطرّفي المعارضة السورية لم يردّوا الجميل لأهالي عرسال، فإنظروا ماذا فعلوا بمن حضنهم وقدم لهم كل ما يحتاجونه، لقد إجتاحوا البلدة التي حمتهم وقاتلوا عناصر الجيش اللبناني وهاجموا مواقعه العسكرية، لذا نسأل: «ما الذي سيردعهم من مهاجمة بلدتي رأس بعلبك والقاع للانتقام من مسيحييّها؟، معلناً تأييده لفكرة راعي ابرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال لتشكيل جيش مدني في القرى المتوترة الحدودية مع سوريا بهدف مواجهة التــطرّف، مع إشـارته بتواجد الجيش بشكل كثيف في ارجاء المنطقة، اذ يوجد في مرتفعات بلدة رأس بعلبك وحدها خمسة مراكز عسكرية، ثلاثة منها لفوج المجوقل، وواحد للفوج الثامن وأخر لفوج الحدود.

وحول إعتبار مناطقهم خط الدفاع الاول عن المسيحيين والقدوة لهم في هذه الظروف، اعتبر المصدر عينه بأنه في حال سقط هذا الخط سينتقل الخطر الى كل مسيحيي البقاع وصولاً الى زحلة، لكن بإذن الله لن يحصل هذا، لان مقاومة ابناء الكنيسة نابعة من الايمان، مستعيناً بكلمات للسيّد المسيح: «لا تخافوا سيكون لكم ضيق من العالم لكن ثقوا بأني غلبت العالم»، ومّن معه المسيح لا يخاف من احد خصوصاً من المجرمين، ولفت الى ما حصل في الموصل من تهجير للمسيحيين، معتبراً انها وصمة عار لا يجوز السكوت عنها. وختم موجهاً التحية للكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد الخطوة المشرّفة التي قام بها ووفد من البطاركة الى اربيل للوقوف الى جانب النازحين العراقيين، معتبراً ان خطوته أراحت المسيحيين بشكل عام في هذه الظروف الخطرة، خصوصاً انهم يحتاجون الى وقفة انسانية تضامنية معهم، مثنياً على طرح البطريرك لهذه القضية الانسانية قريباً في الفاتيكان والامم المتحدة لانها ستلاقي بالتأكيد الصدى الايجابي.