IMLebanon

موسم الإصطياف الموعود وقرار حظر السفر

لم يكن مفاجئاً موقف دولة الإمارات العربية المتحدة التي دعت رعاياها الى عدم المجيء الى لبنان…وقد ذهبت أبعد فدعت الموجودين في هذا البلد الى مغادرته «فوراً».

نقول لم يكن هذا الموقف مفاجئاً، بل لعلنا نتفهم منطلقاته وإن كنّا نعرف أن الدولة الشقيقة وقفت دائماً الى جانب لبنان ومدّت له يد المساعدة منذ مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حتى اليوم… مع الإقتناع بأن الأمن ممسوك في لبنان.

وفي التقدير أن الحوادث التي عصفت بنا يوم الجمعة الماضي كانت تدعو الى القلق. سواء ما كان منها في الحمراء أم في ضهر البيدر… ولكن لم تكن تدعو الى الرعب لإتخاذ إجراءات «شديدة» كالإجراء الذي يدعو الى حظر السفر الى لبنان.

وفقط نود أن نلفت الأخوة في الإمارات العربية المتحدة الذين نقدر حرصهم على رعاياهم ومصالحهم وطبعاً على أمنهم واستقرارهم… نود أن نلفتهم الى أن الخرق الذي حدث يوم الجمعة الماضي كشف عن حقيقة إيجابية كبيرة (رغم سلبياته كلها). فقد كشف أنّ الأمن في لبنان ممسوك فعلاً، وأنّ إمكان حدوث خروقات تبقى واردة في مختلف بلدان العالم بما فيها الأشدّها دراية والأكثرها تطوراً وثباتاً أمنياً.

ولقد تمكن المسؤولون الأمنيون المعنيون، وفي خلال ساعات قليلة، ليس فقط من ضبط الأمن، بل أيضاً من كشف الخلايا حيثما وجدت، ومن إعتقال مشتبه فيهم (ليسوا لبنانيين في أي حال إنما هم وفدوا الينا من دول معروفة ليس وارداً حظر سفر الرعايا إليها!…) ومن تحديد هويّة الإرهابي الإنتحاري الذي فجّر نفسه في منطقة ضهر البيدر في رتيب من قوى الأمن الداخلي، سقط شهيداً… وهذا الإرهابي هو أيضاً لم يكن لبنانياً…

ثم إنّ الأمن كان طبيعياً بعد ساعات قليلة من الجريمة الإرهابية… واستمعنا الى سياح من دول مجلس التعاون الخليجي يتحدّثون عن إطمئنانهم الى الحال الأمنية، والى أمنهم بالذات وإعلانهم أنهم باقون في البلد لأنهم لم يجدوا مكاناً أفضل يمضون فيه إجازاتهم واصطيافهم…

إن لبنان إنتظر نحو ثلاث سنوات عجاف لحلول هذا الموسم الصيفي ليستعيد إقتصاده حداً من مقوّمات الصمود، ولتعود سياحته الى خريطة السائح الخليجي بالذات. ولقد يكون الإرهابيون يتقصدون، من خلال التوقيت المريب لعملية ضهر البيدر، ضرب هذا الموسم. وبما أن الخليجيين عموماً وبالذات رعايا دولة الإمارات العربية المتحدة، يحبون هذا البلد، فإننا نأمل في أن يكون التدبير المتخذ محدوداً في الزمان. ولا نشك في ذلك لأننا نعرف حرص دولة الإمارات على لبنان ومصالح شعبه.