IMLebanon

مُشتقّات «القاعدة» تُهدّد لبنان في فترة الفراغ زيارة مورفي أعادت عقارب الساعة الى الوراء؟!

الزيارة التي قام بها المبعوث الاميركي السابق الى لبنان ريتشارد مورفي، اعادت عقارب الذاكرة الى الوراء لتحيي في الاذهان مقولة «الضاهر او الفوضى»، ولعل اللافت ان اللاعبين الاساسيين في نهاية الثمانينات لا زالوا اسياد الخشبة السياسية في لعبة الاستحقاق الرئاسي وفق الاوساط المواكبة للمرحلة التي تشير الى ان اتفاق مورفي ـ الاسد تم اسقاطه من قبل لاعبين اساسيين في الثمانينات وفي المرحلة الراهنة اي العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع المتنافسان الرئيسيان لاشغال المقعد الاول في الدولة، حيث لا يزال فريق 14 آذار وعلى رأسه «تيار المستقبل» يدعمون جعجع في مرمح السباق الرئاسي، بينما فريق 8 آذار يضفي شيئاً من الغموض على مرشحه للرئاسة، فهو يدعم وصول الجنرال دون ان يسميه او يعلن ذلك ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام والاسئلة حول الامر فهل فعلاً كل فريق 8 آذار يدعم جنرال الرابية كون العلاقة بينه وبين شريك شريكه تفتقر الى الكيمياء، لا سيما وان بداية الخلاف بين عون والرئيس نبيه بري تمثل في الصراع حول دائرة جزين الانتخابية التي كانت تستظل عباءة بري طيلة ايام الوصاية لينتزعها عون في الوقت الذي وقف فيه «حزب الله» على الحياد.

وتقول اوساط في 14 آذار ان فريق 8 آذار لو اراد وصول عون الى القصر الجمهوري لاستطاع تأمين النصاب خصوصاً وان النائب وليد جنبلاط كان من المرجح ان يؤمن الاصوات اللازمة الا ان واقع الحال اثبت ان ثمة خلل ما دفع بالزعيم الاشتراكي الى ترشيح هنري حلو على خلفية عدم الغرق في حسابات رئاسية يشوبها الكثير من الغموض، فبعض من فريق 8 آذار ينظر بحذر الى وصول الجنرال الى بعبدا على قاعدة ان العماد ميشال عون كرئيس للجمهورية سيختلف كثيراً عن ميشال عون رئيس تكتل «التغيير والاصلاح»، اضافة الى ان هذا البعض يقلق من دهائه الفلاحي.

وتشير اوساط المواكبة للاستحقاق الرئاسي الى ان انفتاح الجنرال على الرئيس سعد الحريري واللقاء الذي جمعهما في باريس يبقى في خانة الغموض المطلق، فماذا بحث الرجلان وعلام يمكن ان يتفقا، وعلى الرغم من ترشيح «تيار المستقبل» لجعجع رئيساً للجمهورية الا ان الخيط السري الذي يجمع عون بالحريري لم ينقطع وربما هذا الامر دفع برئيس حزب «القوات اللبنانية» لزيارة باريس ولقاء الحريري ليقف على حقيقة العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» لاسيما وان مسائل اساسية تضع الفريقان على طرفي نقيض من سلاح «حزب الله» وصولاً الى الاوضاع في سوريا.

وتضيف الاوساط ان اللافت في الاستحقاق الرئاسي ما قاله مورفي في زيارته الى بيروت حول ذلك معتبراً ان اتفاق الموارنة هو من يصنع الرئيس حتى ولو حدث هناك تدخل خارجي، ولكن المشكلة تكمن في الساحة المسيحية وتناقضاتها وديوكها، وان هناك عادة لبنانية غالباً ما تحمل الآخرين مسؤولية فشلهم ويبدو ان الفراغ الذي دخلته البلاد غير محكوم بمدة زمنية بعدما افلتت الاوراق من ايدي اللاعبين المحليين وباتت في حقائب السفراء الغربيين ما يجعل من الاستحقاق الرئاسي وانجازه مسألة تتعلق اولاً واخيراً بمصالح الدول الكبرى التي لا تضع لبنان في اولوياتها وكل ما تريده ان يبقى الاستقرار يسود الساحة ولو كان نسبياً لا سيما وان انتشار مشتقات «القاعدة» من التيارات الاسلامية المتطرفة تهدد الساحة المحلية وما التهديد الذي اطلقه سراج الدين زريقات بتحرير «اسراهم» في سجن رومية ووزارة الدفاع الا دليل على ذلك، ما يقلق المراقبين من ان يتحرك فالق «عين الحلوة» المتخم بالتيارات الاسلامية المتطرفة من «فتح الاسلام» و«جند الشام» و«جبهة النصرة»، خصوصاً وان الساحة المحلية تعيش فائضاً من الفوضى السياسية بشغور المقعد الرئاسي حيث انتقلت الخلافات الى مجلس الوزراء على خلفية من يوقع المراسيم وطريقة اعداد جدول الاعمال اضافة الى الفوضى الاجتماعية، ما يشكل خطراً عند اول كوع حكومي وسط الخلافات بين وزرائها.