IMLebanon

نازحون سوريون في لبنان يقترعون بكثافة عند نقطة المصنع

نازحون سوريون في لبنان يقترعون بكثافة عند نقطة المصنع

متحدثة من «مفوضية اللاجئين»: سندقق في كل حالة قبل إسقاط صفة لاجئ عن أي سوري

بيروت: بولا أسطيح

مرّ اليوم الانتخابي السوري الطويل بخير في لبنان، تماما كما مرت العملية الانتخابية في السفارة السورية نهاية الشهر الماضي دون تسجيل حوادث أمنية تُذكر. وفيما رُصدت حركة كثيفة عند نقطة المصنع الحدودية شرقا، بقيت طبيعية وهادئة عند المعابر شمال البلاد، حيث إن معظم اللاجئين هناك معارضون للرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت مصادر رفيعة في الأمن العام اللبناني لـ«الشرق الأوسط»، إنّه جرى تسجيل «حركة طبيعية عند كل المعابر الحدودية، وقد كانت الإجراءات الأمنية المتخذة ممتازة مما حال دون تسجيل أي حادث أمني يُذكر». وأشارت المصادر إلى أن كل المواطنين السوريين الذين توجهوا للاقتراع في سوريا التزموا بالتوجيهات الرسمية اللبنانية. وأضافت: «سجلنا أسماء السوريين المسجلين كلاجئين لدى مفوضية الأمم المتحدة وسنرفع هذه الأسماء لوزارة الداخلية لاتخاذ التدابير التي تراها مناسبة».

وشدد وزير الداخلية نهاد المشنوق على أهمية الالتزام بالتدبير الصادر عن الوزارة والمتعلق بنزع صفة النازح في لبنان عن أي مواطن سوري يعود إلى بلاده، مؤكدا بعد اجتماع مجلس الأمن الداخلي المركزي أمس، أن هذا التدبير «لا يرتبط بالانتخابات الرئاسية السورية تحديدا، إنما هو خطوة أولى جدية منذ بداية الأزمة السورية في (آذار) 2011 بتنظيم وجود النازحين السوريين في لبنان».

وذكّر المشنوق بالتدبير السابق الذي اتخذته الوزارة لجهة منع اللقاءات والنشاطات السياسية العلنية تفاديا لأي احتكاك أو إشكال أمني أو تعكير العلاقات بين النازحين السورين والبيئات الحاضنة في مختلف المناطق اللبنانية.. «وهذا ما بدأ يتبين من جراء بعض الحوادث الأمنية التي حصلت هذا الأسبوع، لا سيما حرق تجمع سكني للنازحين في منطقة البقاع».

وأوضحت الناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان دانا سليمان، أن «المفوضية تتفهم تماما القرارات اللبنانية الأخيرة والتي تندرج بإطار الحرص على الأمن والاستقرار اللبنانيين»، مضيفة: «إننا وبما يتعلق بقرار إسقاط صفة اللاجئ عمن يغادر الأراضي اللبنانية عائدا لسوريا، اعتدنا التدقيق بأسماء اللاجئين المسجلين عبر أكثر من آلية لنتأكد أن المسجلين هم حقيقة موجودون في لبنان وبحاجة للمساعدة والحماية».

وقالت سليمان لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أبلغنا الجهات المعنية بأنه ليس كل من يغادر لبنان عائدا إلى سوريا هو بالحقيقة غير معرض للتهديد لنسقط عنه صفة اللاجئ، إذ إن هناك الكثير من السوريين الذي يعودون للاطمئنان إلى أحوال منازلهم أو للعلاج من بعض الأمراض التي لا نستطيع أن نغطي تكلفتها». وعمّا إذا كان سيجري إسقاط صفة اللاجئ عن كل من غادر لبنان للمشاركة في الانتخابات الرئاسية في سوريا، أوضحت سليمان أنّه «سيجري التدقيق بكل حالة على حدة للتأكد إذا ما كانوا خضعوا للتهديد مثلا للمشاركة في هذه الانتخابات»، لافتة إلى أن عملية تطبيق القرارات اللبنانية الأخيرة لم تبدأ بعد. وأضافت: «من مصلحتنا تماما كما من مصلحة الدولة اللبنانية حصر اللاجئين بمن هم حقيقة معرضون للأخطار وبحاجة للمساعدة». وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي عد أن القرار الذي اتخذه لبنان أخيرا لجهة إسقاط صفة اللاجئ عمن يغادر الأراضي اللبنانية متجها إلى سوريا سيمنع نحو نصف مليون سوري في لبنان من المشاركة في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أنّه «قرار غير صالح قانونا».

وشهد معبر المصنع الحدودي والذي يُعرف أيضا باسم جديدة يابوس والواقع شرق البلاد منذ ساعات الصباح الأولى حركة كثيفة من المواطنين السوريين الذين توجهوا للانتخاب في سوريا مما تسبب بزحمة سير صباحا جراء الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها القوى الأمنية اللبنانية.

وبقيت الحركة عند المعابر الحدودية شمال البلاد وبالتحديد في العبودية وتلكلخ – البقيعة، والعريضة خجولة جدا، فيما اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية مشددة على طول الطريق الممتد من العبدة حتى نقطتي الحدود البرية الشرعيتين مع سوريا في العبودية والعريضة وأقام حواجز ثابتة له عند مداخل النقطتين المذكورتين كما سير دوريات مؤللة.

وأوضحت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّه وبعد نحو التسع ساعات على بدء الانتخابات الرئاسية في سوريا، بلغ عدد السوريين الداخلين إلى سوريا من لبنان عبر المعابر الحدودية الشمالية الشرعية نحو الـ1600 شخص فقط.

يُذكر أن المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا هي تحت سيطرة النظام السوري، ويبلغ عدد تلك الرسمية منها خمسة، وهي: المصنع، العبودية، القاع، وتلكلخ – البقيعة، والعريضة. كما توجد على طول الحدود اللبنانية – السورية معابر عدة «غير قانونية»، معظمها في مناطق جبلية وعرة، كانت تستخدم قبل الحرب السورية لأغراض التهريب، يسلكها حاليا السوريون الهاربون من بلادهم، كما الناشطون والمقاتلون المعارضون.

وشهدت مدينة الهرمل (أحد معاقل «حزب الله») الواقعة شرق البلاد أمس (الثلاثاء)، تجمعات حاشدة للسوريين المقيمين في قرى وبلدات المنطقة والمؤيدين بمعظمهم للأسد. وأشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى أن الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش اللبناني حالت دون وصول النازحين إلى المراكز الانتخابية التي أقيمت على الحدود المشتركة المجاورة لبلدات القصر وحوش السيد علي، ومحلة المشرفة.. «إلا أن العشرات منهم تمكنوا من الوصول عبر الطرق الفرعية والبساتين المجاورة سيرا على الأقدام، فيما كان البعض منهم وصل مع ساعات الفجر الأولى وأمضى آخرون ليلتهم في العراء بانتظار فتح مراكز الاقتراع».