IMLebanon

نصرالله ـ مشعل ـ شلّح: غزة تلمّ شمل المقاومة

ماذا سمع بلامبلي من فياض؟

نصرالله ـ مشعل ـ شلّح: غزة تلمّ شمل المقاومة

انطوى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله مع كل من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والامين العام لـ«حركة الجهاد الاسلامي» رمضان عبدالله شلّح، على أكثر من رسالة ودلالة في هذه اللحظة المفصلية من المواجهة مع اسرائيل، لا سيما لجهة تأكيده الاستعداد لـ«التعاون والتكامل».

وفي انتظار المزيد من المواقف التي سيطلقها السيد نصر الله حول الحرب على غزة وانجازات المقاومة الفلسطينية في مواجهتها، خلال خطابه في مهرجان يوم القدس العالمي، الجمعة المقبل، يؤكد القريبون من دائرة النقاشات الداخلية في الحزب، ان «حزب الله» يعتبر ان أهمية ملحمة غزة تكمن في انها اعادت التذكير بأن فلسطين هي القضية المركزية والأصلية، وان اسرائيل هي التي تشكل التهديد الاكبر والحقيقي في المنطقة، وبالتالي فان كل ما يحصل من افتعال لصراعات وعداوات اخرى، إنما يتعارض مع وجهة السير المفترضة نحو فلسطين.

من وجهة نظر الحزب، أيقظت الحرب على غزة، من جديد، الشعور بالانتماء الى قضية جامعة وعادلة، بعدما انخفضت حرارة هذا الانتماء تحت وطأة العصبيات المذهبية التي أطلقت العنان لمشاعر التعصب والتطرف، ولذلك فان ما يجري في فلسطين يمكن ان يشكل فرصة لإعادة تصويب الاولويات وتوسيع رقعة القواسم المشتركة بين السنّة والشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين.

ولعل نجاح غزة في دفع «حزب الله» و«تيار المستقبل»، على سبيل المثال، الى توحيد نشرتي أخبار شاشتيهما التلفزيونيتين، ولو لبضع دقائق فقط، كرمى لعيون فلسطين وتقديرا لتضحيات أبنائها، إنما يعطي إشارة، وإن تكن رمزية، الى القدرة على الجمع التي لا تزال تتحلى بها القضية الفلسطينية في زمن القسمة.

وعلى أساس هذه القاعدة، يرى «حزب الله» انه من البديهي ان يقف الى جانب «حماس» وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي، برغم التعارض في الرؤى مع «حماس» إزاء الازمة السورية، منطلقا من ان الصراع مع الاحتلال يشكل مساحة رئيسية، ليس فقط للتلاقي وإنما للتعاون أيضا.

ويؤكد الحزب تمسكه بهذه المساحة وسعيه الى توسيعها وتعزيزها باستمرار، مشددا على انه كان ولا يزال يدعم كل من يقاوم اسرائيل، بمعزل عن اي خلافات جانبية.

وامتدادا لهذه المقاربة، يرى «حزب الله» ان المعركة مع «داعش» و«النصرة» هي مفروضة عليه، وانه اضطر الى خوضها دفاعا عن الوجود والمقاومة، بعدما أصبح خطر الجماعات التكفيرية داهما، ولم يعد ممكنا تجاهله والتغاضي عنه، او التقليل من فداحة الآثار والتداعيات المترتبة عليه.

بالنسبة الى الحزب، المواجهة الوحيدة التي يخوضها بـ«شغف»، ويسعى اليها هو، بمعنى انه يُقبل عليها بكل جوارحه، هي المواجهة مع العدو الاسرائيلي، اما اي معارك خارج هذا الإطار، فهي من النوع الذي يُفرض عليه قسرا.

وإذا كان «حزب الله» يحافظ على أقصى جهوزية، في إطار التحسب لكل الاحتمالات، فان حوادث إطلاق صواريخ الكاتيوشا من الجنوب نحو شمال فسطين المحتلة أثارت قلق ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي التقى بعد عودته من نيويورك عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، وبحث معه في التطورات الجنوبية التي استحوذت على الحيز الاكبر من مداخلات المسؤول الاممي.

خلال اللقاء، لم يُخف بلامبلي قلقه الشديد على مسار الوضع في الجنوب، بفعل تكرار عمليات إطلاق الصواريخ، مبديا تخوفه من ان تفلت الامور من السيطرة، ومتمنيا على الحزب المساهمة في ضبط الموقف.

استمع بلامبلي باهتمام الى مقاربة «حزب الله» للمشهد العام في الجنوب، حيث أكد له فياض ان «حزب الله» حريص على الاستقرار في هذه المنطقة، محمّلا اسرائيل المسؤولية عن تهديد هذا الاستقرار، بفعل المجازر التي ترتكبها في غزة.

وانتقد فياض طريقة تعامل المجتمع الدولي مع الحرب الاسرائيلية على غزة، معتبرا ان الموقف الدولي غير كاف ولا يتناسب مع حجم العدوان، وهو الامر الذي وافقه عليه بلامبلي.

وتوقف ممثل الامين العام للامم المتحدة عند الاجراءات الإضافية التي اتخذها مؤخرا الجيش في الجنوب، مستوضحا رأي «حزب الله» فيها، فأبلغه فياض بان الحزب يؤيد هذه التدابير المطلوبة.