IMLebanon

هل أصبحت الأبواب مُوصدة أمام وصول الأقطاب الأربعة؟ كلام السيّد نصرالله يفتح كوّة في جدار لبننة الاستحقاق

هل أصبحت الأبواب مُوصدة أمام وصول الأقطاب الأربعة؟ كلام السيّد نصرالله يفتح كوّة في جدار لبننة الاستحقاق

وبكركي على قناعة بضرورة الانتقال إلى الخطة «ب»

لا تزال الأجواء التشاؤمية توحي بانسداد أفق التوافق السياسي حول امكان انتخاب رئيس جديد للجمهورية من الأقطاب الموارنة الاربعة أي العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجيه والذين يصنفون أنفسهم ضمن خانة الرؤساء الاقوياء. وبحسب مصادر سياسية وسطية فإن اخفاق كل الجهود والمساعي المبذولة على خطوط الاتصالات الداخلية وحتى الخارجية في تأمين وفاق الحد الادنى بين القوى المسيحية على هوية الرئيس العتيد من بين الأقطاب بات يستدعي البحث في خيارات أخرى تؤدي إلى حلول ناجعة من شأنها أن تنهي حالة الشغور في الكرسي الرئاسي ولو أدت هذه الحلول إلى انتخاب رئيس من خارج الأقطاب ولكن من دون أن يعني ذلك بأن لا يحظى الرئيس العتيد على مباركتهم وموافقتهم الذين هم وحدهم القادرون على تأمين الحد الأدنى من الوفاق بين القوى المسيحية على شخص واسم الرئيس الذي لم يعد بالإمكان اختياره من بينهم وهذا أمر تتفهمه بكركي التي ترفض استمرار الشغور وهي ضمن هذا السياق تتباحث مع جميع الأطراف من أجل الإسراع في وضع حد لهذا الشغور مهما كان الثمن.

المصادر الوسطية أشارت الى أن هناك حراكا «ناشطا» في إطار اتجاه القوى المعنية لتلمس مدى قابلية الطرح الذي ينقل الإستحقاق الرئاسي من الخطة «أ» إلى الخطة «ب» والتي يتمحور هدفها حول إيصال رئيس جديد للبنان من خارج الأقطاب، إلا أن هذا الحراك الجاري بهذا الإتجاه لا يزال يصطدم بالعقدة العونية التي لا تزال تراهن على متغيرات اقليمية لن تحصل في القريب العاجل، والتي لا تزال تنتظر جواب من الرئيس سعد الحريري لن يأتي، سيما أن الحريري تعتبر أوساطه بأنه أعطى العماد عون جوابا واضحا بخصوص امكانية دعم تيار المستقبل للعماد عون للوصول إلى سدة الرئاسة الأولى بحيث أن هذا الدعم من قبل الحريري أتى مشروطا بضرورة اقناع العماد عون بقية القوى المسيحية لا سيما القوى المسيحية في 14 آذار وبما أن امكانية وقدرة العماد عون على اقناع بقية القوى المسيحية بدعمه كرئيس وفاقي إلى رئاسة الجمهورية هو أمر مستحيل، ما يعني أنه لم يبقَ أمام القوى السياسية عموما والقوى المسيحية خصوصا سوى الإنتقال إلى الخطة «ب» لإنقاذ رئاسة الجمهورية من الفراغ وهذا الأمر بات مقتنعا به البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الذي لم يعد متحمسا لخوض غمار دعوة الأقطاب الاربعة للأجتماع في بكركي طالما أن نسبة توافق الأقطاب الأربعة على مرشح واحد من بينهم تساوي صفر حتى اشعار آخر.

إلى ذلك، رأت أوساط نيابية متابعة لملف الإستحقاق الرئاسي أن دعوة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كل من يعنيهم الأمر بالإستحقاق الرئاسي إلى ضرورة بذل الجهود لانجاز الاستحقاق الرئاسي وإلى «عدم انتظار العلاقات الايرانية – السعودية ولا المفاوضات بين هذين البلدين»، يشكل فرصة سانحة جديدة أمام إعادة لبننة الإستحقاق الرئاسي. مضيفة أن هناك اتصالات جارية بين القيادات المعنية من أجل الإنتقال إلى مقاربة جديدة من لبننة الإستحقاق الرئاسي، وهذه المقاربة الجديدة تقتضي انسحاب كل من العماد عون والدكتور جعجع من حلبة المنافسة الرئاسية وذلك افساحا في المجال أمام المساعي التوافقية للوصول إلى رئيس توافقي يحظى بدعم وتأييد أوسع شريحة من الأطراف المحلية والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة والمؤثرة بالساحة اللبنانية.

الأوساط أشارت الى ان حصول مثل هذا التوافق المحلي حول اسم الرئيس الجديد للجمهورية سيحظى بقبول ومباركة اقليمية ودولية سيما إذ كان فريقا الإختلاف الأساسيين أي تيار المستقبل وحزب الله موافقين على مثل هذه التسوية التوافقية بخصوص الإستحقاق الرئاسي التي تكرس وتحفظ معادلة اللاغالب ولا مغلوب ، والتي تشكل امتداداً للتوافق الذي سبق أن تم بخصوص تشكيل الحكومة السلامية في الصيغة والتركيبة التي تم التوصل إليها وذلك بمباركة وتسهيل إقليمي من قبل كل من طهران والرياض.

الأوساط أضافت بان الفرصة المتاحة للإستفادة من امكانية لبننة الإستحقاق الرئاسي مجدداً ليست مفتوحة بل هي محدودة جدا ولا تتجاوز نهاية شهر رمضان الذي ينتهي في أواخر شهر تموز المقبل. سيما أن المعطيات الدبلوماسية المحيطة بالحوار السعودي الإيراني ترجح بأن المباحثات الإيرانية السعودية الجدية ستكون بعد شهر تموز، وفي هذا السياق تؤكد المعطيات الدبلوماسية انه وخلافا لكل الأجواء التشاؤمية فإن امكانية أن يحصل تقارب في العلاقة بين طهران والرياض احتمالاتها كبيرة وكبيرة جدا وهذا ما سينعكس حلولاً على جميع الملفات الساخنة والباردة العالقة بين البلدين في المنطقة.

وبطبيعة الحال، تشير الأوساط عينها الى ان هذا التقارب سيفرض حكما على الحلفاء والأصدقاء لإيران والمملكة السعودية في المنطقة تقديم التنازلات المتبادلة التي تصب في خانة ترجمة هذا التقارب على أرض الواقع. من هنا تضيف الأوساط أن فريق المقاومة والممانعة في لبنان يستعجل حسم الإستحقاقات الداخلية في لحظة خالية من الضغوطات التي ستجبر في نهاية المطاف كافة الأفرقاء في لبنان على تقديم التنازلات المتبادلة… ففريق المقاومة والممانعة يرى أن حسم الإستحقاقات في هذه اللحظة التي تشهد ذروة انتصارات محور المقاومة والممانعة في سوريا سواء على الصعيد السياسي بعد تمرير عملية إعادة انتخاب الرئيس السوري لولاية جديدة تمتد لسبع سنوات والتي ترتب عليها اعادة خلط جميع الأوراق السياسية في سوريا، وسواء أيضا على الصعيد العسكري حيث تمكن حزب الله بفعل قوة تدخله العسكرية الساحقة في تحقيق الإنتصارات النوعية على جميع جبهات القتال وذلك على النحو الذي قلب كفة المبادرة العسكرية من يد المعارضة المدعومة من الغرب وعرب الإعتدال لمصلحة محور المقاومة والممانعة. وبالتالي فأنه من مصلحة حزب الله وحلفائه اتمام التسويات بخصوص الإستحقاق الرئاسي وقانون الإنتخاب في لبنان قبل أن تدخل المنطقة برمتها في مرحلة التقارب الإيراني- السعودي مع ما يمكن أن يترتب عليه من تسويات لن تكون حتما على حساب المقاومة إلا أنه سترتب ليونة ومرونة في تقديم التنازلات السياسية على جميع الأطراف ومن بينها المقاومة التي هي أصلا مستعدة دائما لتقديم مثل هذه التنازلات طالما أن هذه التنازلات تصب في خانة تعزيز أمن واستقرار لبنان وحماية سلمه الأهلي وعيشه الوطني المشترك، وطالما أيضا ان هذه التنازلات لا تؤثر على دور المقاومة وحضورها الفاعل ضمن المعادلة الإقليمية، وطالما أنها ستأتي ضمن سياق تكريس وحفظ وجود هذه المقاومة وقوتها المتنامية في لبنان وحماية ظهرها من أي تآمر او عدوان داخلي.