IMLebanon

هل تعود نغمة الاغتيالات والتفجيرات مع تعذّر انتخاب رئيس الجمهوريّة؟

هل تعود نغمة الاغتيالات والتفجيرات مع تعذّر انتخاب رئيس الجمهوريّة؟ «النصرة» وأخواتها لم ينكفئوا بالكامل عن الساحة اللبنانيّة بعد ضرب وتفكيك شبكاتهم زعزعة الأمن من أجل خلط الأوراق

والضغط في اتجاه الإستحقاق الرئاسي

لا يمكن الركون الى الهدوء السائد على الساحة اللبنانية منذ تشكيل حكومة تمام سلام التي ضمت الأخصام في السياسة وجمعت حزب الله الى جوار المستقبل على الطاولة نفسها فأنجزت خطة عرسال وطرابلس وتم ضبط الوضع الأمني بكل تعقيداته، للبناء على ان الوضع الأمني صار مضبوطاً الى ما لا نهاية وان التفجيرات او الاغتيالات السياسية ولت الى غير رجعة.

ولا يمكن ايضاً التعويل فقط على الجهود الكثيرة التي قامت بها الأجهزة الأمنية اللبنانية بالتعاون مع أجهزة خارجية والتي أدت الى تفكيك شبكات أمنية خطيرة وتوقيف أبرز المطلوبين والإرهابيين الدوليين للجزم بأن الساحة اللبنانية اصبحت آمنة بالكامل، وان مناطق حزب الله التي استعادت حياتها الطبيعية صارت بمنأى عن اي استهداف مفاجىء او ان المؤسسة العسكرية التي استهدفتها النصرة واخواتها بعدة تفجيرات كان آخرها تفجير الهرمل الذي اوقع شهداء وجرحى للمؤسسة العسكرية لم تعد تشكل هدفاً للعمليات الأمنية للإرهاببين خصوصاً وان الجيش ومخابراته تصدى بقوة وتعامل بحزم مع الظاهرة التكفيرية التي ضربت البيئة اللبنانية في الأشهر الماضية.

كما ان لا احد يضمن ان لا يتم استهداف سفارات اجنبية او عربية او وقوع اغتيالات سياسية تعيد خلط الأوراق من جديد تقول الاوساط على الساحة السياسية.

بالطبع فان معركة يبرود شكلت عاملاً حاسماً في منع تسلل الإرهابيين الى الداخل اللبناني والخطة الأمنية في عرسال وضبط الحدود أدا دورهما في ضبط تسلل السيارات المفخخة الى الربوع اللبنانية، وكشفت التحقيقات مع المطلوبين الخطيرين ما كان يتم إعداده من عمليات وتفجيرات لمواقع بالغة الحساسية والدقة، فالموقوف نعيم عباس الذي كان فاتحة التوقيفات التي ادت الى انهيار ابرز الشبكات الإرهابية كان حلقة الوصل والربط بين الجماعات التكفيرية والداخل اللبناني وتوقيف عمر الأطرش وجمال دفتردار كان له اثره في وقف الكثير من العمليات كون توقيف هؤلاء الأشخاص كشف الكثير من المعلومات والمخططات الإرهابية وادى الى فكفكة الشبكة التي كانت تشبه الأخطبوط الذي جرى تقطيع أرجله وبات غير قادر على الحركة ولو أنه بقي على قيد الحياة، وترجمة ذلك كما تقول أوساط سياسية ان التوقيفات ادت الى لجم العمليات وتوقفها لبعض الوقت ريثما تعيد المجموعات التكفيرية التقاط أنفاسها وايجاد البديل عن هؤلاء الموقوفين الخطيرين..

وتؤكد الأوساط ان موضوع العمليات الانتحارية الذي توقف بعد تشكيل الحكومة بفعل توافق واجماع كل القوى الأسياسية على ضبط الفلتان الأمني يمر حالياً بمرحلة الهدوء قبل هبوب العاصفة، وحيث تتوقع الأوساط ان يكون وقع العاصفة هذه المرة قوياً، فالجماعات التكفيرية تلقت ضربات قوية في سوريا وجرى توقيف عدد من عملائها الأقوياء على الساحة اللبنانية فيما وضع المشتبه بهم ايضاً في دائرة المراقبة المستمرة وشلت حركتهم الى حد ما، وبالتالي فان هذه المجموعات سوف ترد على الضربات التي تلقتها في سوريا او لبنان بضربات مؤلمة، كما ان المعلومات المستقاة من خلال التحقيقات مع الموقوفين او من تقارير غربية تكشف عن بنك اهداف واسع للمجموعات خارج نطاق مناطق حزب الله ويشمل عدداً من السفارات العربية والأوروبية ومواقع عسكرية مهمة ومراكز للجيش اللبناني وربما يتم التوسع اكثر والتمدد نحو مناطق واهداف جديدة. ووفق المعلومات التي يتم التداول بها في الكواليس الأمنية فان كتائب عبدالله عزام التي تلقت ضربات مؤلمة واصيبت مخططاتها الإرهابية بانتكاسات كثيرة عمدت الى اعادة تنظيم نفسها وتشكيل قيادة جديدة لها فضلاً عن المعلومات التي يتم التداول بها والتي تؤكد دخول اصوليين خطيرين ينتمون الى النصرة وداعش الى مخيم عين الحلوة والرشيدية وتنامي المجموعات الأصولية في المخيمات الفلسطينية.

وعليه فان التفجيرات التي توقفت لبعض الوقت بعد انتاج الحكومة ربما ستكون مرشحة للعودة من جديد تقول المصادر مع التعقيدات التي تواجه موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وهي ستشكل عامل ضغط في هذا الاتجاه وستعيد خلط الأوراق على الساحة تماماً كما حصل مع اغتيال الوزير السابق محمد شطح الذي ادى الى توسيع ولادة حكومة تمام سلام واطلاق آلية عملها. لكن الإجراءات وسهر الأجهزة الأمنية يعيق قدرات هذه التنظيمات بالعمل براحة ومن دون قلق لافتضاح امرها، فضلاً عن المعلومات والتقارير التي ترد الى لبنان من بعض الدول والتي وفرت وقوع احداث وتفجيرات كارثية، خصوصاً ان بعض الدول الغربية اسقطت الفيتوات التي كانت تضعها على تزويد لبنان بالمعلومات الأمنية بعدما تبين لهذه الدول صعوبة اللحاق بهذه التنظيمات التي تنمو كالطفيليات وتتوسع بسرعة، وخطر هذه المجموعات وإمكانية إرتدادها الى الغرب في مرحلة لاحقة. ومن جهة أخرى تبين ان هذه الدول عمدت في الفترة الاخيرة الى زيادة في ضخ المعلومات والتحذيرات الى الجهات المختصة، وهي تسعى لتسليح الجيش اللبناني وإبقائه في حالة جهوزية لمواجهة الحالات التكفيرية من جهة وإبقاء الساحة اللبنانية تحت السيطرة.