IMLebanon

هل سقطت المظلّة الإقليمية الراعية لأمن لبنان؟

هل سقطت المظلّة الإقليمية الراعية لأمن لبنان؟

«داعش» يُخطّط وينتظر الأوامر.. والأجهزة الأمنيّة بالمرصاد

ما تزال تداعيات يوم «الجمعة الامني» تخيم على الاجواء السياسية وفي كواليس اروقة السياسيين خصوصا ان الوضع الامني ابتلع كل الملفات من معضلة الفراغ الى ازمة سلسلة الرتب والرواتب وخصوصا ان معلومات امنية وصلت الى الاجهز الامنية كافة تؤكد تجنيد انتحاريين لاغتيال شخصيات سياسية بارزة من فريقي 8 و14 اذار بهدف اشعال لبنان.

وتفيد المعلومات المستقاة من اجهزة امنية لبنانية وعربية ودولية بأن هناك لوائح ادرجت عليها اسماء شخصيات تلقوا تحذيرات بضرورة توخي الحيطة وعدم التنقل ابدا.

وتؤكد المعلومات الامنية ان التعاون الامني والاستخباراتي العالي المستوى الذي جرى بين الجيش اللبناني وجهاز امن المقاومة وسائر الاجهزة الامنية وبعض الاجهزة الامنية والاستخباراتية الدولية والاقليمية، ساهم في احباط المخطط الاجرامي الارهابي الذي كان يستهدف لبنان في الايام الماضية، حيث تشير مصادر سياسية متابعة ان هذا المخطط كان يهدف الى استدراج واسقاط نموذج «العرقنة الداعشي» على لبنان ليتحول الى ساحة مفتوحة لعمليات «داعش» وارهابه، شأنه شأن سوريا والعراق.

واشارت المصادر الى ان التحقيقات الاولية التي اجريت مع الذين تم القبض عليهم يوم الجمعة، تؤكد ان هؤلاء كانوا جزءاً من مسلسل عمل ارهابي كبير كان يتم الاعداد لتنفيذه في لبنان بتخطيط واشراف «داعش» بالتعاون والتنسيق مع العناصر الارهابية التكفيرية اللبنانية والفلسطينية الموجودة في لبنان.

وسألت المصادر: هل سقطت المظلة الاقليمية الراعية لامن واستقرار لبنان؟ مصادر ديبلوماسية تؤكد ان ما حصل وسيحصل يؤكد ان الملف الامني عاد الى الواجهة بوجود اخطر الارهابيين على الاراضي اللبنانية والذين يعملون بأوامر خارجية على تفجير الوضع بهدف اغراق الساحة اللبنانية بالفوضى، واعتبرت ان ما يحصل ينذر بأن الهدنة التي نعم بها لبنان في ظل المظلة الامنية الاقليمية ستتهاوى، مما يعني ان لبنان ذاهب نحو مرحلة سوداوية عنوانها الاساسي ضرب امنه واستقراره.

وتؤكد المصادر الديبلوماسية ان الانظار الامنية تتجه مجددا الى المخيمات الفلسطينية التي تحولت الى بؤر امنية وملاذ للجماعات الاسلامية السلفية المتشددة، مما رفع من وتيرة التنسيق والاتصالات بين المراجع والقيادات الامنية والسياسية وبين قيادات الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية لمنع اي محاولة توتير امنية قد تكون الشرارة لاي انفجار موسع.

وتؤكد المعلومات الامنية ان مجموعات كتائب عبدالله عزام في مخيم عين الحلوة تحضر لعمل ارهابي، مما استدعى الجيش الى اتخاذ سلسلة اجراءات ميدانية في المخيم ومحيطه للحفاظ على الاستقرار ومنع الجماعات التكفيرية من القيام بأي عمل تخريبي. كما اشارت المعلومات الى ان انصار الشيخ الفار احمد الاسير هم في دائرة الرصد والمراقبة بعد التحركات الاخيرة التي قاموا بها ومنها قطع طرقات في مدينة صيدا.

الا ان مصادر فلسطينية اكدت ان كل الترتيبات والتحضيرات والاستعدادات باتت جاهزة لاطــلاق الخطــة الامنية التي تنفذها القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة وساعة الصفر تبدأ يوم الاربعاء.

ولفتت مصادر متابعة للملف الامني، ان فريقي 8 و14رغم كل ما يحصل في المنطقة يتساجلون حول جنس الملائكة، 14 اذار تتهم حزب الله ان دخوله الى سوريا هو من جر الارهاب الى لبنان. بدوره يؤكد الحزب انه لولا ذهابه الى سوريا لكان الارهاب «اكل الاخضر واليابس» في لبنان.

}بري}

على صعيد آخر، نقل الزوار عن الرئيس نبيه بري لـ«الديار» تأكيده ان «المطلوب اليوم الاستثمار على الامن، داعيا الى تعزيز الجيش والقوى الامنية بالعدة والعدد، وتطويع ما يقارب الـ5 آلاف عسكري، 3 الاف في الجيش والف في الامن الداخلي والف في الامن العام». وقال: «ان هذا الاستثمار حتى لو كلفنا مالا يظل افضل واقل مما نخسره من الموسم السياحي في ظل تهديد الاستقرار والامن» واكد ان «هذا الدعم للجيش والقوى الامنية ومساندتها سيجعل الجماعات الارهابية تفكر الف مرة قبل ان تقدم على جرائمها واعمالها الارهابية على طريقة «هز عصايتك».

واشار الى ان المعلومات الامنية التي جرى تداولها في الساعات الـ48 الماضية والتحديات الامنية ليس مبالغا بها، ولا بد من تشديد هذه الاجراءات في وجه الارهاب، واكد ان الذي يحصل في العراق ينعكس على لبنان واول ما ينعكس على الاستحقاق الرئاسي، وكشف ان هناك 4 او 5 موقوفين الذين تم احتجازهم في الحمرا يوم الجمعة الماضي، بينهم فرنسي اصله من جزر القمر.

}سلام}

واكد رئيس الحكومة تمام سلام من الكويت، ان الوضع الامني في لبنان منذ زمن بعيد لم يكن مستقرا كما هو اليوم، كاشفا انه ليس هناك مجموعات ارهابية في لبنان بل خلايا ونحن نواجهها ونضع حدا لها.

واكد ان «الاجهزة الامنية في اعلى جهوزية والاستقرار والامان في البلد متوافران على مدى واسع جدا، لكن موضوع العمليات الارهابية لا دين لها ولا وقت ولا لون ولا مكان، وطالما ان البلد متماسك امنيا على مختلف مستوياته نتمكن من حده».

}حزب الله}

واكد مسؤولو حزب الله، ان الذي حصل في ضهر البيدر هو من بقايا ما يمكن ان يتسلل ويستقر في مناطقنا واحيائنا وبلداتنا، لان رأس السهم لهؤلاء الارهابيين التكفيريين قد انكسر، فهم يتحركون الان وفق اوامر تعطى لهم ويستخدمون من اجل مصالح غيرهم.

واكدوا ان لبنان تجاوز مرحلة الخطر الاستراتيجي على الامن، وشددوا على ان الوضع لا يزال تحت دائرة السيطرة، فالامور تتابع بدقة وبجهوزية عالية وبحكمة، واكدوا ان «الارهابيين التكفيريين مرتهنون لارادة اسيادهم الاقليميين الذين يعبثون في كل شيء ويسقطون كل المحرمات من اجل ان يستعيدوا سوريا والعراق ومصر وكل الدول التي قد خرجت عن سياساتهم الى حضنهم وحضن سياساتهم الرعناء».

ولفتوا الى ان الاجهزة الامنية تعرف تواجد بقايا وفلول الارهاب في المناطق اللبنانية وليست بحاجة الى من يرشدهم اليها.

}«المستقبل»}

اعتبر عضو «كتلة المستقبل» النائب جمال الجراح، ان نظرية التدخل في سوريا هي التي حمت لبنان، ما هي الا نظرية تبريرية لما حصل من استهداف للبنان بالتفجيرات. وقال «كفى اختباء وراء ما يسمى داعش»، وراى ان دخول مجموعات ارهابية يستدعي من كل القيادات اخذ الحيطة والحذر.

ولفت الى ان المنطقة التي تفصل عرسال عن سوريا فيها عدد من المسلحين وضبط هذه المنطقة يستلزم من الجيش اللبناني الانتشار على كل الحدود وضبطها. ورأى ان انهاء هذه الازمة يكون باخراج حزب الله من سوريا.

}الشعار}

واكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ان طرابلس لا تحتضن واحدا لا من «داعش» ولا من القاعدة، وشدد على ان ليس لداعش اي وكر او اي متر ولا اي فتر في طرابلس.

}التوقيفات}

من جهته، اشار مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص خلال تفقده حاجز ضهر البيد الى ان «التوقيفات التي حصلت في بيروت يوم الجمعة، لا علاقة لها بتفجير الحاجز»، لافتا الى انه «سيتم تعزيز حاجز ضهر البيدر»، مضيفا «اذا كان لدينا ارهابي واحد، فلدينا الاف المواطنين ويجب علينا حمايتهم ولو كان ذلك على حسابنا».

وعما اذا كان الانفجار يستهدف شخــصية امنــية، اكــد بصبوص اننا «بانتظار نتائج التحقيقات النــهائية».