IMLebanon

… ورؤية مستقبليّة مطابقة: «داعش» خطر على كل المنطقة

يصغر هامش الفوارق بين رؤية كل من حزب الله وتيار المستقبل لخطر «داعش». لكن التيار متفائل بقدرة «المظلة الدولية» على حماية لبنان. المظلة التي لا يمكن الحزب الاعتماد عليها

لا تختلف رؤية تيار المستقبل كثيراً عمّا يراه حزب الله في تنظيم «داعش» من «خطر وجودي». بعيداً عن المواقف العلنية لممثلي التيار ووسائل إعلامه، يبدو الحديث في العمق مع أحد وجوه التيار البارزة والمقربة من الرئيس سعد الحريري، كالحديث مع أحد نواب حزب الله، مع الاختلاف على أصل نشأة «داعش» طبعاً، وتفاصيل أخرى لا تغيّر في المضمون شيئاً.

بالنسبة إلى المسؤول المستقبلي، يشكّل «داعش» وما يمثّل من الفكر التكفيري «خطراً على كلّ المنطقة، من العراق إلى سوريا ولبنان و…». ولا يقف المسؤول المستقبلي عند هذا الحدّ، «داعش يشكّل خطراً على استقرار دول الخليج أيضاً». المصدر لا تغشّه الهَبَّة الغربية المفاجئة للهجوم على «داعش» وتسليح الكرد. «الغارات الأميركية مجرد تحذير، فالأميركيون يريدون أن يرسموا حدوداً لداعش ممنوع اختراقها، ومنها كردستان».

يستغربالمستقبليون عدم توجيه نصرالله إشارات إيجابية تجاه الحريري

وفي معرض ذكر المسؤول تهريب السلاح و«الداعشيين» إلى العراق وسوريا عبر الحدود التركية، يشير إلى «غض نظر تركي واضح عن توسّع داعش، إن لم يكن أكثر. يظنون أنهم سينجون». وإذا كان «داعش» الذي «ستهبّ في وجهه العشائر السنية في العراق» بحسب المسؤول المستقبلي، أحد أطوار الصراع في المنطقة، فإن هذا «الصراع طويل جداً، وستتوسّع حدوده إلى الشرق وشمال أفريقيا بشكل أكبر… ولا تنسى أوكرانيا وأوروبا الشرقية».

الحديث مع المسؤول المستقبلي عن نشأة «داعش» يعني أن يحمّل إيران وحزب الله جزءاً من المسؤولية، «بسبب التدخل والهيمنة الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان، وبسبب تدخل حزب الله واستثارة النعرات الطائفية»، وكذلك النظام السوري، الذي «ترك داعش يكبر وأفرج عن عدد من مسؤوليه من سجونه، ودعم بعض قادته قبل الثورة السورية»، فضلاً عن انتشار الفكر التفكيري. أما عن مصيره، فهو «لدور مرحلي، وهو الفرز المذهبي والتطهير المناطقي»، وبحسب المسؤول: «لا يدرك قادة داعش أنه يتمّ استخدامهم أميركياً وإقليمياً».

وفي سياق الحديث عن التكفير، يشير المسؤول إلى أهمية عودة الرئيس الحريري إلى لبنان. يقول إن «الحريري عاد في الوقت المناسب، في ظلّ موقف سعودي واضح لمحاربة الإرهاب، فمحاربة التكفير تستوجب وجود مرجعية سنية قوية معتدلة، في مقابل خطوات من قبل حزب الله لتخفيف الاحتقان المذهبي». ولا يخفي المصدر تعجبه من عدم إشارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى أي كلام إيجابي عن الحريري في مواقفه الأخيرة.

المسؤول المستقبلي، بالمناسبة، لا يدخل في الإشارة الدائمة لفريق 14 آذار، بالقول إن دخول حزب الله إلى سوريا أحضر «داعش» إلى لبنان، برأيه ربّما «سبب الأمر التفجيرات والعمليات الإرهابية»، إنما «قدوم داعش إلى لبنان سببه حاجة التنظيم إلى منفذ بحري، أي طرابلس وعكار». وفي إطار أطماع «داعش» في لبنان، يصل النقاش إلى أحداث عرسال. بحسب معلومات المسؤول، فإن «مسلحي داعش أرادوا الدخول إلى البقاع الشمالي وارتكاب مجازر مذهبية، بهدف إثارة فتنة كبيرة، وتفجير البلد وإقامة متاريس في بيروت ومناطق أخرى، وخطف مدنيين لمبادلتهم بالموقوفين الإسلاميين، لكنهم خطفوا عسكريين». في تقويم المعركة، يرى المصدر أن «أداء الجيش اللبناني كان جيداً بالنسبة إلى قدراته، لكن الحمد لله أن المعركة لم تطل، لأننا كنا سندخل في حرب استنزاف تمتد لأشهر، وعلى أساسها تتوتر المناطق الأخرى». ويعزو الفضل في توقّف المعارك على هذا النحو إلى «المسار السياسي الذي أطلقناه بالتوازي مع المسار الأمني والعسكري»، متوقعاً أن «يتمّ تجهيز الجيش بمعدات مقبولة لمواجهة الإرهابيين في المدى المنظور بفضل الهبة التي قدمتها المملكة وأتى بها الحريري».

بحسب رأي المسؤول المستقبلي ومعطياته، فإن الخطر على لبنان من الفكر التفكيري أقل بكثير من الخطر على العراق وسوريا. «ستتآكل قدرة الجيش السوري في المستقبل أكثر وأكثر إلى جانب تآكل قوى المعارضة الأخرى لصالح داعش، وخصوصاً في حمص». ويرى المسؤول أن «المعارك ستعود إلى حمص من جديد، حتى إلى منطقة القصير، التي سيبدأون بمهاجمتها في المرحلة المقبلة للعودة إليها». أما عن سبب الطمأنينة على وضع لبنان، فيشير المسؤول إلى أن «لبنان لا يزال يقبع تحت الشمسية الدولية، إذا انفجر لبنان ينفجر كل شيء في المنطقة». وبحسب توصيفه، «لبنان أشبه بطاولة مستديرة أو قاعة اجتماعات، تتحاور فيها أجهزة الاستخبارات الدولية والمحلية، يريدون مكاناً يتحدثون فيه!». علامة فارقة بالنسبة إلى المسؤول، أن لبنان لم يكن يوماً حتى مشاهداً لما يحدث على أرضه، أما اليوم، «فهو يشارك عبر بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية وأطراف أخرى، في هذه اللعبة».