IMLebanon

وصيّة الرئيس سليمان وخطاب صاحب السماحة

عندما استمعت للكلمة التي ودّع بها الرئيس ميشال سليمان من قصر بعبدا اللبنانيين كانت رسالة مؤثرة وأعتبرها وصيّة لمستقبل لبنان.

بعض الذين اعترضوا على الرئيس سائلين: لماذا لم يطرح هذه الملاحظات أو التعديلات الدستورية بينما هو على كرسي الرئاسة؟! أُجيب هؤلاء: لو رجعنا الى خطابات الرئيس سليمان وهي قليلة إلاّ في المناسبات الوطنية أو عند وقوع حدث كبير نرى أنّ جميع اعتراضاته والملاحظات قالها غير مرّة وفي غير مناسبة.

فقد اقترح فخامته التعديلات الدستورية الآتية:

1- حق سحب الثقة من الحكومة بمبادرة من رئيس الجمهورية.

2- إعطاء رئيس الجمهورية حق إعادة الإستشارات النيابية بتأليف الحكومة بعد مرور أكثر من شهرين على صدور مرسوم التكليف من دون تمكن الرئيس المكلف من تأليف الحكومة.

3- وضع مشاريع القوانين المعجّلة والقوانين المعادة الى المجلس النيابي على جدول أعمال أوّل جلسة يعقدها المجلس النيابي(…)

4- تحديد مهلة دستورية واضحة لرئيس الحكومة والوزراء لتوقيع المراسيم(…) اسوة بالمهل الدستورية لرئيس الجمهورية(…)

5و6  – تعديل الأكثرية الواجب اعتمادها في مجلس الوزراء وفي مجلس النواب لاحقاً، عند إعادة النظر في أي قرار بناء على طلب رئيس الجمهورية…) لتصبح أكثرية الثلثين(…)

7 – إعطاء رئيس الجمهورية حق دعوة مجلس الوزراء الى الإنعقاد استثنائياً(…)

8 – تحديد الحالات التي يفقد فيها كل من مجلس النواب ومجلس الوزراء شرعيته(…)

وفي اقتناع فخامته أنّ الغاية من هذه التعديلات إستقامة الحكم في ضوء الثغرات الدستورية التي ظهرت من خلال الممارسة.

لست في وارد إجراء مقارنة بين الشعور العام عند معظم اللبنانيين بين نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان ونهاية عهد الرئيس السابق إميل لحود… في الأولى ترى الحزن واضحاً كل الوضوح في وجوه وشعور وتصريحات المسؤولين وعند عامة الناس.

بينما ترى أنّ معظم اللبنانيين كانوا ينتظرون دقيقة بدقيقة نهاية عهد إميل لحود الممدّد له والجميع كانوا ينتظرون غير متأسفين على رحيله وبفارغ الصبر ليس لأنّهم مدّدوا له بالقوّة طبعاً نظراً لعهد الوصاية بل بسبب أنّه أسوأ وأظلم عهد مر في تاريخ لبنان، إذ لم يكره اللبنانيون رئيساً كما كرهوا لحود…

من ناحية ثانية، أطلّ علينا سماحة السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» في عيد المقاومة والتحرير الذي يقدّسه اللبنانيون ويفاخرون به وأطلق ما اعتبره سراً وهو أنّ الرئيس ميشال سليمان كان يسعى للتمديد… طبعاً وهنا التقى سماحته مع كلام للجنرال عون عن التمديد للرئيس سليمان، علماً أنّه ولا يوم من الأيام برزت إشارة من الرئيس سليمان الى أنّه يرغب أو يعمل على التمديد، بل العكس هو الصحيح، لأنّه في مناسبة ومن دون مناسبة كان يقول إنّه مصرّ على أن تأخذ العملية الديموقراطية مجراها وأنّه متمسّك بتداول السلطة.

وللدفاع عن أنّ «حزب الله» لم يعطّل الانتخابات الرئاسية قال سماحته إنّ مواصفات الرئيس أن يكون مع المقاومة والمقاومة ليست بحاجة الى رئيس يطعنها في الظهر… كما أنّها لا تحتاج الى حماية أحد، وشعار الجيش والشعب والمقاومة أنقذته اللغة العربية لأنّه موجود في مضمون البيان الوزاري.

أمّا بالنسبة لموضوع تطوير قدرات المقاومة فكنت أفضّل أن يبقى هذا الكلام سرّياً خصوصاً وأنّ رئيس جهاز الطيران الإسرائيلي أعلن أنّه خلال 24 ساعة، وليس 48 ساعة، يستطيع أن يدمّر مراكز «حزب الله» في لبنان كلها، فكان (وأكرّر) الأفضل لسماحته لو أبقى هذا الموضوع سرّياً…

أمّا خوف إسرائيل من «حزب الله» فلا أظن أنّه كلام جدّي، ولكن السيّد يقول مثل هذا الكلام ليرفع معنويات جماعته خصوصاً بعد كلام رئيس جهاز الطيران الإسرائيلي.

وبالنسبة لانتصار محور المقاومة لا أعلم على مَن ينتصرون… هل انتصار «حزب الله» و«فيلق أبو الفضل العباس» و«الجيش العلوي» على الشعب السوري هو انتصار؟!.

كفى استهتاراً بعقول الناس وكفى دفاعاً عن تورّط «حزب الله» في سوريا…

وكفى تورّطاً في اللعبة المذهبية بين الشيعة والسنّة لأنّ الجميع، في النهاية، سيكونون خاسرين.

عوني الكعكي