IMLebanon

وفي الجولة الرابعة… «خرج» جعجع

 

لم يكن النائب نوّاف الموسوي يمزح حين أجاب إحدى الصحافيات عن أن سبب زيارته المبكرة للمجلس النيابي صباح أمس هو تقديم واجب العزاء بوالدة الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر. فما إن علم الموسوي بأن ضاهر لا يزال في قريته، حتى هاتفه معزّياً، ثمّ غادر إلى مبنى مكاتب النواب القريب من مبنى القاعة العامة، وانتظر موعد لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي إنجيلينا إيخهورست.

من جهته، فضّل النائب إميل رحمة مقهى فندق «Le Gray» لـ«شفّة اسبريسو» ساخنة مع الوزير السابق يوسف سعادة، قبل أن ينضم إليهما نوّاب آخرون بينهم النائب آلان عون، على «الصبحية» في القاعة العامة للمجلس، مع زملائه في قوى 14 آذار، من المتحمسين لانتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وهم قلّة طبعاً. وكان في إمكان جولة أخرى على المقاهي المحيطة بالمجلس النيابي، حوالى الساعة 12 ظهراً، أي في الموعد المحدد لبدء الجلسة، أن تُظهر أنواع القهوة التي يفضّلها كل نائب من نواب 8 آذار وتكتل التغيير والإصلاح الذين حضروا إلى محيط المجلس من دون الدخول إلى القاعة، لـ«تنغيص عيشة سمير جعجع»، كما يقول أحد نواب التغيير والإصلاح.

بعد الـ12 بدقائق، قرع الرئيس نبيه برّي الجرس، ولم يتعدّ الحضور في القاعة 50 نائباً. لم يكتمل النصاب طبعاً، فأجّل برّي الجلسة إلى 22 من الشهر الجاري، ولم يفاجأ أحد! ثمّ بدأ الخروج إلى الساحة الفسيحة.

في الخارج، أصيب الصحافيون بالملل، حتى المصوّرون. فكيف يمكن الجلسة الرابعة، والمكرّرة، أن تبثّ فيهم حماسة العمل، والنواب أنفسهم لا يجدون ما يقولونه أمام العدسات.

فما إن تنفّس نواب الحزب التقدمي الاشتراكي برفقة النائب بطرس حرب هواء «الداون تاون» خارج القاعة، حتى سارعوا إلى مقهى «etoile». وفيما كان النائب أكرم شهيّب لا يزال يصرّح على شاشة قناة الجزيرة دعماً للمرشّح هنري الحلو، كان الحلو يشتكي من «العجز»، «العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية والعجز عن انعقاد الجلسة…». من جهته، كان النائب سامي الجميّل يتمنى في مؤتمر صحافي على بري «إعلان حالة طوارئ نيابية خلال الأيام العشرة المتبقية للاستحقاق الرئاسي، وأن يوجه الدعوات يومياً لجلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد».

الملتزمون مع جعجع قدّموا أفضل ما عندهم

الملل الذي أصاب المصورين من رتابة «مشهدية» الجلسة اختفى فجأة عند خروج النائبة ستريدا جعجع من الباب العريض للمجلس. تنقّلت المرشّحة لمنصب السيدة الأولى على درج المجلس ببطء، حتى وصل أحد مرافقيها مقدّماً يده لتتكئ عليها، خوفاً من لحظات تخلّي «الكعب العالي». وأمام باب السيارة، منحت النائبة المصوّرين ابتسامة، وأقل من دقيقة لأخذ ما تيسّر من الصور القريبة والبعيدة.

على هامش الصورة، لم تكن «الجولة الرابعة» كسابقاتها، إلا أنها «النهاية غير السعيدة» بالنسبة إلى جعجع، و«المفرحة لغيره في أغلب القوى السياسية»، على ما يقول أكثر من نائب في قوى 8 آذار وغير 8 آذار. يؤكّد هؤلاء أن «الملزمين مع جعجع قدّموا إليه أفضل ما عندهم، ووصل خصومه إلى ما كانوا يسعون إليه»، وفي الجلسة المقبلة، يقول الآذاريون: «إمّا أن يحصل السيناريو ذاته مع الرئيس أمين الجميّل إن قرّر الترشح، وإما أن ننتخب العماد ميشال عون رئيساً».