IMLebanon

وليد جنبلاط.. الرئاسة وخليفة «داعش»!

من ضمن الواقع السياسي «بزرَميط» الذي يعيشه اللبنانيّون الموقف الأسبوعي المتقلّب للنائب وليد جنبلاط، وإن كان اللبنانيّون لم يعودوا يأخذون هذه التقلبات على محمل الجدّ ـ فالرجل يميل كلّما مالت الرّيح، ويتحدّث بلغة «الحفاظ على الطائفة»، ومنطق حماية الأقليّة القليلة، ولكنّ للمفارقة أنّ المنطق الجنبلاطي «المتهافت» جاء بالأمس ليتساءل بسخرية ومن على ضفة المشهد العراقي: «هل المطلوب أن يتقدّم الجمهور اللبناني بمبايعة الخليفة الجديد مع تطبيق ما قد يرافق تلك المبايعة من طقوسٍ وسلوكيّاتٍ؟»!! ليُردف بعضها ربطاً بالمشهد اللبناني: «هل يمكن أن نترك لبنان في مهب العواصف الاقليميّة فقط كي لا يتنازل هذا أو ذاك عن الترشح للرئاسة الأولى؟ ثم، ألا تساهم هذه المواقف في إضعاف الموقع المسيحي الأول في الدولة؟»!!

واستطراداً تساءل جنبلاط على ضفة «النهر» و»انتظار أن يتواضع ويتنازل كبار القادة والفرقاء بهدف التوصل إلى تسوية رئاسيّة لا بُدّ لنا من التساؤل و»يا للمفارقة الجنبلاطيّة» التي تدّعي الحديث عن «تسوية رئاسيّة»، وعن تنازل «كبار القادة والفرقاء»، فيما هو عطّل انتخابات الرئاسة بترشيحه «هنري حلو»، أليس من هزليّة الحديث عن «إضعاف» موقع الرئاسة أن يكون زعيم الأقليّة الدُرزيّة يريد أن يختار للموارنة خصوصاً والمسيحيين عموماً رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة، إلا إذا كان جنبلاط يُصدّق مقولة «زُلْ فزال وكُن فكان»!!

لماذا لا يسحب جنبلاط مرشّحه الرئاسي خصوصاً وأنّ عدد الأرقام التي حصدها في الدورة الانتخابيّة الأولى «هزليّ جداً» فـ»الوسطيّة» لا تكون بعددٍ هزيل لم يبلغ أصابع إنسان واحد متوزّعة على يديه ورجليْه، ثمّ ألا يكون الأجدى أن يحترم رأي ناخبيه من «السُنّة» ومن «المسيحيين» الذين أعطوه نيابته ونيابة كتلته، ألم يكتفِ من الانقلاب على هؤلاء الناخبين منذ ليلة إعلان النتائج عندما خرج معلناً أن لا رابح في الانتخابات زارعاً روح «الهزيمة» مع أن الانتخابات كانت «اقتراعاً» سلمياً ضد 7 أيار العار!!

وسطيّة النائب وليد جنبلاط، وسطيّة وهميّة، على الأقلّ وبالممارسة الرّجل انقلبَ على حليفه الأقرب سعد الحريري، وانقلب على وسطيّته المدّعاة بعد مناورة القمصان السود فسلّم بأصواته لبنان إلى حكومة حزب الله التي شلّته على مدار ثلاث سنوات، ورأينا المتواضع أنّ تجنّب فريق «القوات اللبنانيّة»، وفريق «تيّار المستقبل» توجيه الانتقاد لوليد جنبلاط، بل وتجاهل إعلامهم كلّ انتقادٍ له لن يُغيّر شيئاً من واقع أن الرّجل يسعى خلف مصالحه الشخصيّة…

إن كان هناك بعض ما زال يصدّق «تنبؤات» وليد جنبلاط و»رادارته» ، لابُدّ أنه لم يتنبّه أن الرجل لم تكشف «لواقطه» اتجاه المنطقة نحو الثورات ضد الديكتاتوريات التي ابتهج جنبلاط نفسه بسقوط بعضها مطلقاً النيران في الهواء، ومع هذا فهو يشبهها كلّها يسعى إلى توريث الحزب والطائفة لـ»تيمور»…

الحديث عن تسوية رئاسيّة بات مضجراً ومملاً خصوصاً إذا أسفر عن سنوات ست من المراوحة والتعطيل، يرفض جنبلاط علناً إنتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية وهو في هذه يوافق أكثر من نصف الشعب اللبناني ولكن لأسباب مختلفة نتفق فيها مائة بالمائة مع جنبلاط، ولكن ما لا نتفق فيه معه هو تعطيله انتخاب رئيس للجمهورية «رافضاً» ضمناً انتخاب مرشح فريق الرابع عشر من آذار سمير جعجع، مع فارق بسيط أن ناخبي وليد جنبلاط الحقيقيّون هم جمهور 14 آذار من المسيحيين والمسلمين، وأن هذه الأزمة مهما طالت فإنها ستسفر عن انتخاب رئيس للجمهوريّة بصرف النظر عمّن سيكون «رئيس التسوية»، لأن لبنان محكوم بالتسويات، ولكن؛ ماذا سيقول جنبلاط لناخبيه لاحقاً في الانتخابات النيابيّة المقبلة، والسؤال الأهم: هل سيُصدّق هؤلاء الناخبون ما سيقوله لهم جنبلاط، وهل سيبقى جنبلاط مصدّقاً أنّه «وسطيّ» وأنه «بيضة» القبّان؟!