IMLebanon

وما هو الأسوأ؟

بعدما قدّم تقريره الى مجلس الأمن عاد ديريك بلامبلي الى بيروت حاملاً رسالة دعم لاستقرار لبنان وأمنه ووحدة اراضيه، لكن كان من المعيب والفاضح ان يبدو كمن يضع إصبعه في عيون السياسيين والمسؤولين عندما قال:

“ان اهمية ما أعود به تكمن في وحدة مجلس الأمن والمجتمع الدولي في دعم استقرار لبنان”، بما يعني ان المجتمع الدولي قلق من تفاقم الانقسام بين اللبنانيين، الذي يعطّل الدولة ويشلّ المؤسسات والادارات ويضع البلاد على حافة انهيار سيجرف الجميع الى الهاوية.

الرئيس نبيه بري يطلق العنان هذه الأيام لسلسلة من التحذيرات والمخاوف المتصاعدة، فعندما سألته “النهار” ان كان الوضع المتهاوي سيبقى على ما هو حتى ايلول رد بالقول “أي ايلول، انها مسألة ايام وإلا فإننا نتجه نحو الأسوأ”!

ايام؟ وماذا سيحصل في خلال ايام، هل سينزل نواب ٨ آذار مثلاً الى البرلمان لتأمين النصاب وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بما يفتح الأبواب على سلسلة من الحلول الضرورية التي يمكن ان توقف الإنزلاق الى الانهيار، أم ان هناك رغبة مستجدة تدفعهم الى الخروج من دائرة الافتراض المستحيل، ان نواب ١٤ آذار سيسلمون اخيراً بوفاقية النائب ميشال عون رئيساً؟

لا هذه ولا تلك، ولهذا لبنان يحثّ الخطى الى ما هو أسوأ، والذي كان روس ماونتن قد اشار اليه عندما حذّر من تفكك الدولة اللبنانية، وكلمة تفكك لا تنطوي على اي مبالغة، اذ يكفي ان نتذكر طوفان الانقسامات الجذرية بين السياسيين والمسؤولين، وبحر المشاكل الداخلية الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، التي تعصف بالبلاد لكي نسمع صرير التفكك في حنايا البيت اللبناني!

عندما يبعث مجلس الأمن برسالة الى المسؤولين تشدد على أهمية استمرار مؤسسات الدولة وضرورة إنهاء الشغور وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وان المجتمع الدولي ينظر بقلق الى الآثار السلبية على عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية وعلى مؤسسات الدولة، فذلك يعني انه مقتنع بأننا نسرع الخطى الى الأسوأ، لكن الفضيحة ان يرى العالم هذه المحنة المتفاقمة، وان يستمر السياسيون عندنا ليس في التعامي عن الأسوأ بل في صناعته ولحسابات تمليها مصالح خارجية، تنظر الى لبنان على انه كسور في حسابات السياسة والمصالح!

لا داعي للحديث عن النيران المستعرة في المنطقة، يكفي ان نتنبّه الى خطورة ما يجري في الجنوب عبر اطلاق الصواريخ المشبوهة على اسرائيل، والى ما يجري على الحدود الشمالية الشرقية من القتال المحتدم، حيث يغرق “حزب الله” اكثر فأكثر في المستنقع السوري، وهو ما يزيد الخوف من استغلال اسرائيل الفرصة لشن عدوان على لبنان المعطّل سلطة والمشرذم شعوباً او… قبائل!