IMLebanon

14 آذار: مُتمسّكون بالثوابت لحماية لبنان من التسويات  

مع بدء مرحلة الحرب الدولية على تنظيم «داعش» والحديث عن استراتيجية أميركية لرسم ملامح جديدة لكل من العراق وسوريا بعد انطلاق عملية القضاء على «داعش»، بدأت الساحة اللبنانية تنخرط في لعبة «شدّ الحبال» الجارية في المنطقة نتيجة استثناء التحالف الدولي لسوريا في الحملة على «داعش. فالمخاطر الأمنية باتت مرتفعة، وكذلك الضغط الداخلي، نتيجة الحسابات الخارجية والرهانات على تسويات مرتقبة، وليست الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة اللبنانية سوى نموذج عما ينتظرها فيما لو دخل لبنان على خط الصراع الآتي إلى المنطقة، والذي يرتكز على محاربة الإرهاب، مما يطرح عدة تساؤلات حول مدى حصانة لبنان وقدرته على تحمّل سياسة التجاذب ما بين القوى الدولية من جهة، والإقليمية من جهة أخرى، علماً أنه ضحية مباشرة لإرهاب «داعش» من أكثر من جانب. ويعتبر مصدر نيابي في فريق 14 آذار أن غالبية مكوّنات هذا الفريق قد حدّدت مقاربتها لأخطار «داعش» الداهمة، وهو ما برز في الخطاب الأخير لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ، الذي تمكّن من تحديد مفهوم إرهاب «داعش» كخطر على الإنسان في كل المنطقة، وليس في العراق وسوريا ولبنان فحسب، كما أنه دعا إلى مواجهة إسلامية ـ مسيحية ضد «داعش»، واضعاً بالتالي خطر «الداعشية» الظاهرة، و»الداعشية» المستترة في المستوى نفسه من المخاطر ولو في مستويات مختلفة من الأولويات.

وأضاف المصدر الآذاري نفسه، أن سمير جعجع تمكّن من التوجّه الى المسلمين في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي على أساس أنه رمز مسيحي قوي ولكن معتدل، ويده ممدودة للتلاقي على أسس وطنية غير طائفية في مواجهة مخاطر التطرّف على أنواعه، وذلك ما أراح الإسلام اللبناني والعربي وقد عبّرت عنه غالبية القوى الإسلامية في 14 آذار. وأشار إلى أن ما ذكره جعجع في خطابه هو تلك الخلفية التي تحسم يوماً بعد يوم أهمية «ثورة الأرز»، كما تأكيده على «الربيع العربي» والقضية الفلسطينية في رسالة مفادها أن «مشروع لبنان أولاً» لا يعني الانعزال عن القضايا العربية. وما تشبيه جعجع للربيع العربي بالثورة الفرنسية يضيف المصدر في 14 آذار إلا للتأكيد على حتمية التاريخ في إنتاج أمم أرقى وإنسان أنقى وديموقراطيات لا بدّ أن تغني أبناء هذا الشرق وتحفظ جماعاته وإثنياته. ومن الحكمة، كما أضاف المصدر النيابي ذاته، أن يدرك كل الأطراف اللبنانيون حجم المطبّات التي سيواجهها الجميع في المرحلة المقبلة، اذ أن المعطيات في الحرب الدولية على الإرهاب تختلف في كثير من الجوانب عن الحرب الدولية التي شنّها المجتمع الدولي، كما الدول العربية، للإطاحة بنظام صدّام حسين في العراق، وبالتالي، السعي إلى سلوك طريق التهدئة بعيداً عن المزايدات التي لن تفيد إلا في زيادة التعقيدات السياسية والأمنية، فالمرحلة التي يمرّ بها لبنان، كما المنطقة، هي تاريخية بامتياز، لذا فإن قوى 14 آذار تتمسّك اليوم أكثر من أي يوم مضى بثوابتها التاريخية، وتتمسّك أيضاً بترشيح سمير جعجع في التشديد على أن استحقاق رئاسة الجمهورية هو محطة ضرورية وشرط للعبور إلى الاستقرار الداخلي، ودرء أخطار ما يُرسم للبنان من سيناريوهات أبرزها عدم تحويله إلى صندوق بريد متفجّر في المنطقة، خاصة أن المواقف الصادرة في الساعات أل48 الماضية على المستوى الدولي، كما على المستوى الإقليمي وتحديداً من قبل إيران وسوريا وتركيا، توحي بأن التحالف الدولي لضرب «داعش» سيفرّق في «غاراته» بين منطقة وأخرى، وذلك بحسب المساومات والتسويات التي بدأت تُطبخ في الكواليس الدولية وداخل أقبية استخباراتها.