IMLebanon

رسالة سعودية سلبية لبيت الوسط عنوانها «اوجيه»

 

اذا كان الغموض لا يزال سيد الموقف على صعيد الاتصالات الجارية ونتائجها في ملف اقدميات دورة الانصهار الوطني بعدما ادلى كل طرف من اطرافها بدلوه، وغياب اي بحث في خصوص مبادرة الحل التي اقترحها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بعدما نقلها عضو اللقاء النائب وائل ابو فاعور الى عين التينة والسراي، والقائمة دمج المراسيم الخاصة بالتسويات والترقيات في مرسوم واحد يوقعه جميع المعنيين عبر الربط بين الاقدمية والترقية، حيث لاحت مؤشرات قبول في انتظار بلوغها بعبدا اثر عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج لنقلها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للاطلاع عليها وابداء الرأي،فان استراحة الاسبوع السياسية حملت معها احتقان جديد على خط بيت الوسط – الرياض رغم الكلام عن حلحلة تؤكد كل المعطيات عكسها.

وفيما كان تيار المستقبل يدعو رئيس كتلة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط للعودة عن مواقفه تجاه المملكة العربية السعودية، كانت الاخيرة توصل رسالة من نوع آخر الى بيت الوسط، اعتبرتها مصادر سياسية متابعة الى انها رد سعودي مباشر على موقف رئيس الحكومة سعد الحريري «لوول ستريت جورنال»من حزب الله ودوره الايجابي، ما قد يهدد باعادة الامور الى نقطة الصفر.

وبحسب المتابعين فان التغطية الاخبارية لتلفزيون العربية،في سابقة هي الاولى لها في التعاطي بهذا الاسلوب مع الرئيس الحريري، انما جاءت رسالة واضحة لمن يعنيهم الامر، حيث عمدت إلى بث تقرير خلال نشراتها الإخباريّة، وعلى موقعها الالكتروني وعلى حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيئةً على الانتقادت التي وُجّهت للحريري اثناء التحرك الاحتجاجي لموظفي اوجيه امام بيت الوسط، وأظهرته متواطئًا ومتورطًا في عمليات الفساد التي طالت «سعودي أوجيه»،مصورة الحريري بمظهر الشخص الذي يريد أن يهضم حقوق الموظفين والذي دمّر امبراطورية والده الشهيد رفيق الحريري.

ورات المصادر ان الرياض رات في تصريح الحريري تحديا مباشرا يضع الاخير ليس في مواجهة فقط معها بل مع الادارة الاميركية، فيما خص موضوع حزب الله، في ظل التحركات التي بدأتها واشنطن والتي وجدت الحكومة اللبنانية نفسها ملزمة بالسير بها، معتبرة انه ينتظر ان يكون هناك تحرك فرنسي باتجاه بيت الوسط خلال الساعات المقبلة لاعادة ترتيب الامور.

وتابعت المصادر بان المخاوف تزايدت من ان يكون هذا الكلام مقدمة للتحالف الذي تسعى جهات لبنانية الى تمريره، يكون التيار الازرق جزءا منه، ما قد يؤدي الى انقسام كبير في الساحة السنية واضعافا لها،في استعادة للتجربة المسيحية على هذا الصعيد.

اوساط تيار المستقبل تعجبت من الضجة المثارة حول الكلام الذي ادلى به الحريري، نافية ان يكون وجه رسائل في اي اتجاه، فكلامه لا يعني باي حال من الاحوال مساواة بين طهران والرياض، ولا هو تحدى الولايات المتحدة او تحرر من السعودية، معتبرة ان كل ما في الامر كلام يتطابق مع استراتيجية ربط النزاع القائمة داخل الحكومة التي يتمثل فيها حزب الله بوصفه مكون سياسي اساسي، سائلة المزايدين هل بامكان اي كان ان يشكل حكومة لا يرضى عنها حزب الله، مستدركة بان الحريري لم ينس ابدا كيف تعامل حزب الله معه في حكوماته السابقة وكيف اسقطت حكومته عام 2011 بقرار من حارة حريك، الا ان العلاقات اليوم يحكمها مبدأي سياسة الناي بالنفس ولبنان اولا، مطمئنة الى انه لن يكون هناك تحالف انتخابي بين الطرفين، وهو ما بات امرا محسوما فالخلافات بين الطرفين كبيرة جدا والهوة واسعة، مشيرة الى ان الاهداف متطابقة مع قيادة المملكة وليس هناك خلاف انما اختلاف بوجهات النظر تفرضه الظروف الداخلية اللبنانية المعقدة، معتبرة ان الرئيس الحريري يميز ويفصل بين اعماله الخاصة وبين دوره كرئيس لحكومة لبنان .

فهل تترجم ايجابية الحريري تقاربا انتخابيا مع حارة حريك كما يرغب به العونيون؟ ام تنجح الضغوط السعودية في اعادة الحريري الى «بيت الطاعة»،خصوصا ان الراعي الفرنسي حقق اهدافه؟