IMLebanon

قانون انتخابي غريب

 

الناس، تتوق الى الانتخابات، لأنها ضاقت ذرعا بالتحْنيط والتجميد.

ربما، لأنها الطريق الى التجديد والتغيير.

… والسبيل الأمثل للطلاق بين القديم والحديث.

كان طه حسين وزيرا للمعارف في مصر.

وطوال حياته ظلّ داعية الى الأدب العربي، وهو عميده. لأن ثمة فاصلا بين الفكر وعدمه.

وهو قريب من الانتخابات النيابية، والاختيار الحر لممثلي الشعب.

وبعيد عن التجديد، بُعْدَ السماء عن الأرض.

والأستاذ رفيق نجا كان كاتبا في الاقتصاد، لكنه ظلّ داعية تغيير للأنماط السائدة في عالم الأرقام.

إلاّ ان المفكر عمر فروخ ظلّ ينادي بالجمود، خوفا من شيوع التغيير العشوائي.

وفي أحيان كثيرة، تعطّل الأفكار العشوائية فضائل التغيير السليم.

كما هي الحال الآن، في المشروع الانتخابي الجديد، الذي هو أسوأ من القانون الانتخابي القديم.

الأول يجعل الناس تتمنى التمديد للمجلس النيابي على علاته، والثاني يحملها على الترحّم على القانون السابق.

والناس، تريد التغيير.

وقانون الايجارات القديم هجّر أصحاب المنازل من بيوتها.

والقانون الجديد في الطريق الى تهجير المستأجرين من بيوتهم، وطردهم الى الشارع!!

هل هذه هي الحكمة، عند أهل القانون؟

أو عند الذين امتهنوا مهنة المحاماة، عند أصحاب الأملاك القديمة أو عند أصحاب الايجارات الجديدة.

 

***

من هو المنجّم المغربي الذي أراد الاساءة الى النظام. وأساء الى الانتخابات النيابية.

ثلاثة وزراء سابقون للداخلية، يتنصّلون من القانون الجديد للانتخابات.

وأهل السلطة وحدهم، يتبارون في الدفاع عنه.

وهذه هي حال الوزيرين مروان شربل وزياد بارود مع القانون الانتخابي الجديد.

معظم الناس أحبّت النظام الأكثري، لأنه فقط الأسهل للتطبيق، مع ان الرئيس فؤاد شهاب أنكره، على الرغم من انه أبصر النور في أيامه.

والكثير منهم يرفضون القانون الجديد، لأنه ضيّعهم بين الصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي.

واذا ما تنصّلت الناس من النظام الأكثري، هل يعقل ان تعشق قانونا يغرقها في الصوت التفضيلي، والحاصل الانتخابي.

***

انه قانون غريب على الحياة الديمقراطية.

وأسلوب فجّ في الاختيار الانتخابي.

قد يمرّ هذا القانون.

وقد تغتاله اسرائيل بالصدفة، ويصبح في حكم تأجيل الانتخابات، وهذا ما يتمناه الناس.

ولكن، هل يتدارك الحاكمون هذه المأساة قبل وقوعها.

انها صدمة العصر.

لأن المواطن أحبّ النظام النسبي لأنه الطريق الى انصاف الناس جميعا، لكنه لا يريد تعميم الظلم وهم بعد يعيشونه ويتوارثونه.