IMLebanon

الشرق الأوسط: البطريرك الماروني صارح سفراء «الخماسية» بأن التوافق على رئيس «منافٍ للدستور»

 

جعجع يشنّ هجوماً على بري

شنّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع اثر لقائه سفراء «اللجنة الخماسية»، هجوماً على رئيس البرلمان نبيه بري متّهماً إياه بإحباط مبادرة «كتلة الاعتدال» الرئاسية، في حين أعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي أنه صارح السفراء الاثنين، «أنّ طريق الحلّ مرسومة في الدستور، وأنّ التوافق على شخص، منافٍ للدستور وللديمقراطيّة وللمنطق في جوّ الانقسام السائد في البلاد».

وسفراء «الخماسية» الذين يبذلون جهوداً لإنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية، هم سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفير مصر علاء موسى، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.

وتحدث الراعي الثلاثاء عن لقائه السفراء، قائلاً إنه صارحهم «بأنّ طريق الحلّ مرسومة في الدستور، وأنّ التوافق على شخص، على الرغم من جمال الكلمة، منافٍ للدستور وللديمقراطيّة وللمنطق في جوّ الانقسام السائد في البلاد. فالتوافق كما نرى يعطي حقّ الفيتو على الأشخاص، ويخلق العداوات مجّاناً في عائلتنا اللبنانية». وأكد «هناك فرق كبير بين وضع فيتو على هذا أو ذاك من الأشخاص وعدم التصويت له. الحلّ هو في الذهاب إلى المجلس النيابيّ وانتخاب الرئيس وفقاً للمادة 95 من الدستور، من بين الأشخاص المطروحة أسماؤهم أو غيرهم وكلّهم جديرون، وذلك في جلسات متتالية. وبنتيجة الاقتراعات يتوافق النوّاب على اختيار الرئيس الذي تحتاج إليه البلاد في الظروف الراهنة، والذي يحصل على العدد المطلوب من الناخبين يكون هو الذي يتوافقون عليه».

وبعدما كان السفراء التقوا الاثنين كلاً من الراعي ورئيس البرلمان نبيه بري، أكملوا جولتهم الثلاثاء بلقاء رئيس «القوات»، الذي قال إنه كان واضحاً معهم بأن «المشكلة تكمن في العرقلة التي يفتعلها محور الممانعة، فهو لا يريد إجراء انتخابات رئاسيّة في الوقت الراهن، للأسباب الاستراتيجيّة المعروفة، وأنا أعلن ذلك بصراحة وبصوتٍ عالٍ».

وأضاف: «وفي حال أراد هذا المحور إجراءها، فهو يريدها على قياسه وإلا يقوم بتعطيلها، وهذا جوهر المشكلة. وقد قلت للسفراء إن كان أحدٌ يملك حلاً لهذه المشكلة فليطرحه»، عادّاً ما يحصل بـ«أنه ملهاة – مأساة لتسلية الشعب اللبناني بدءاً من الحوار إلى سواه».

وشن جعجع هجوماً على بري قائلاً: «لم أجد أحداً أشطر من الرئيس بري في عملية تضييع (الشنكاش)، (المناورة) وأشهد له بذلك»، واتهمه بإحباط مبادرة «الاعتدال الوطني» الرئاسية. وقال: «مبادرة الاعتدال معروفة وواضحة البنود»، وجوهرها أن تتداعى الكتل النيابية للتشاور ومحاولة الاتفاق في ما بينهم، واصفاً بري بأنه «babysitter (حاضن) لمحور الممانعة».

وأضاف: «بعد تمرير هذه المرحلة المتوترة في الشرق الأوسط ربما سيقبل هذا المحور بإجراء هذا الاستحقاق الرئاسي، ولكن في كل الأحوال سيخوضه بمرشحٍ تابع له».

ورداً على سؤال، لفت جعجع إلى انه «لم يُطرح أي اسم علينا، فنحن في صدد انتخابات رئاسيّة، أي يجب على رئيس مجلس النواب الدعوة إلى جلسة انتخابية مفتوحة مع دورات متتالية، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، مستغرباً ما نشهده اليوم على هذا الصعيد، في ظل وجود الدستور».

وتحدث عن المشكلة التي ستلي انتخابات الرئاسة قائلاً: «بعد فترة، سنواجه معضلة تسمية رئيس حكومة، وتبعاً للدستور يسمى رئيس الحكومة المكلف من قبل النواب بعد الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري ويصدر مرسوم في هذا الصدد» سائلاً: «هل المطلوب أن نعقد أيضاً جلسة حوار لتسمية رئيس جديد لمجلس الوزراء؟ كفى استهتاراً بالدستور، إنهم بالفعل يدمّرون البلد كله، ونرفض ذلك، وأقصى ما سنقبل به هي المبادرة التي طرحتها كتلة الاعتدال الوطني، وهي أن نتداعى كنواب بين بعضنا بعضاً ونتحاور في مهلة زمنية معينة، وإذا تفاهمنا على مرشح كان به، وفي حال لم نتفق نذهب إلى الجلسة الانتخابية ومن يربح يربح ومن يخسر يخسر».

أضاف: «لا أعرف مدى قناعة اللجنة الخماسية، ولكن الأكيد أن السفراء الخمسة لديهم النية لمعالجة الملف اللبنانيّ ولكنهم يصطدمون بجدار في الجهة المقابلة. لقد حاولوا أن يأخذوا شيئاً من هنا، لكنهم لم يأخذوا ولن يأخذوا شيئاً، (طبيعي ما في شي بينعطى)، باعتبار أننا لسنا مستعدين لخرق الدستور أو تخطيه، للإتيان برئيس تابع لـ(حزب الله)».

وعن خيار ترشيح شخصية ثالثة، بعيداً عن مرشح «حزب الله» الوزير السابق سليمان فرنجية، ومرشح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور، قال جعجع: «لن يسير فريق الممانعة بأي شكل بالخيار الثالث، فهو متمسكٌ بفرنجية، ويدعو إلى الحوار في وقت الحوارات الجديّة قائمة بين الفرقاء السياسيين، لكنها تصطدم بعدم رغبة هذا الفريق في إجراء الانتخابات الرئاسية في هذا الظرف، وحين يريد إجراءها لن يقبل إلّا بفرنجية رئيساً».