IMLebanon

الشرق الأوسط: دياب يعتبر اغتيال الحريري {اغتيالاً لمستقبل لبنان}

«المستقبل» يحيي ذكراه الـ15 باحتفال شعبي اليوم… والمفتي دريان يتذكر «المعمِّر ورائد النهوض الوطني»

يحيي لبنان اليوم الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في احتفال شعبي يحييه «تيار المستقبل»، وتوقع أن يكون لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلال الاحتفال خطاب سياسي مفصلي بعد سقوط التسوية بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، وابتعاده عن حلفائه نتيجة الخلافات معهم في الفترة الأخيرة.
ومع انتهاء التحضيرات كانت للحريري، أمس، جولة تفقدية في موقع الاحتفال في «بيت الوسط»، مقر إقامته الحالية، حيث سيقوم باستقبال الضيوف كما سبق لـ«تيار المستقبل» أن أعلن في بيان له. وأكد أنّ الدعوة مفتوحة لكل المحبين للمشاركة الشعبية في الاحتفال وفاءً لرجل عظيم بذل حياته في سبيل لبنان والقضية العربية، وتأكيداً لمواصلة مسيرته على كل المستويات الوطنية. كما جرى الإعداد لبرنامج قيام الوفود بزيارة الضريح قبالة «مسجد الأمين» وتلاوة الفاتحة عن أرواح الشهداء، بين العاشرة قبل الظهر والثانية بعد ظهر الجمعة.
وفي هذه المناسبة استذكر رئيس الحكومة حسان دياب، الحريري، معتبراً أن اغتياله هو اغتيال لمستقبل لبنان. وقال في بيان له: «تأتي الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه هذه السنة ولبنان يمر في مرحلة حساسة ويواجه تحديات خطيرة مالياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً. فالرئيس الشهيد الذي أطلق ورشة إعمار لبنان بعد الحرب، وأزال آثارها، نفتقد اليوم قوة حضوره العربية والدولية من أجل إنقاذ لبنان من الأزمة المالية الحادة المتراكمة». وأضاف: «إن اغتيال الرئيس الشهيد شكّل اغتيالاً لأحلام اللبنانيين وجريمة كبرى في حق مستقبل لبنان الذي أراده الرئيس الشهيد منارة في المنطقة والعالم».
من جهته، وصف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الحريري بـ«المعمِّر ورائد النهوض الوطني»، معتبراً في الذكرى الخامسة لاغتياله أن «خسارته كانت كبيرة ولا تزال».
وزار دريان أمس، على رأس وفد كبير من العلماء وقضاة الشرع ضريح الحريري وسط بيروت، حيث قال: «تبقى هذه الذكرى عزيزة وأليمة على قلب وعقل كل واحد منا. فما كان الرئيس الشهيد شخصاً عادياً ليُنسى، ولا كان التآمر على قتله مقبولاً أو مبرراً بأي مقياس. كان من السعة والعمق بحيث اعتبره الجميع رجل أمة ودولة ورؤية إنقاذية، تعدَّى تأثيرها لبنان إلى المجالات العربية والدولية».
وأضاف دريان: «عندما ظهر رفيق الحريري في مطالع الثمانينات من القرن الماضي، كان لبنان غارقاً في ثلاث أزمات: أزمة الاحتلال الإسرائيلي وما أحدثه من خراب، وأزمة الصراعات والنزاعات المسلّحة بالداخل اللبناني، وأزمة التفكير بمستقبل الدولة والنظام والعيش المشترك. وفي كل هذه الأزمات كان رفيق الحريري، وبمعاونة المملكة العربية السعودية، مبادراً ورائداً، وصانعاً للحلول. وهو عندما كان يسعى لجمع اللبنانيين المتخاصمين ليتحدثوا معاً وبشكل مباشر؛ قام إلى جانب ذلك بعملين جليلين: عمل من خلال شركاته على إزالة آثار العدوان الإسرائيلي، وأنشأ مؤسسة الحريري لتعليم الشباب المعوزين، التي وصل مبعوثوها في أواخر التسعينات إلى زهاء الأربعين ألفاً، غيَّروا وجه لبنان التعليمي والتربوي». وأضاف: «أما المصالحة الوطنية بالطائف، التي أخرجت لبنان من النزاع الطويل، واشترعت الدستور المالي، فقد تمت بمبادرة من المملكة العربية السعودية، وكان للرئيس الحريري دور كبير فيها».
وأكد: «الخسارة به كانت كبيرة ولا تزال، لكنني من خلال تردُّدي عليه، رحمه الله، أعرف مبادراته الشجاعة في مؤتمرات باريس الثلاثة للخروج من الأزمات. وأعرف كم كان اعتماده على العلاقات العربية والدولية في احتضان لبنان وحمايته من نفسه، ومن أزمات الداخل والخارج. ولا يحتاج المرء إلى الكثير من التفكير والتأمل، ليصل إلى أن هذا الاجتماع الكبير العربي والدولي من حول لبنان، الذي أنجزه هو رفيق الحريري، خلال عقدين وأكثر، والذي أُضيف إلى مواريث لبنان في العالم».
وذكّر المفتي دريان بأن «الرئيس رفيق الحريري كان يسأل نفسه ومحاوريه بصوتٍ عالٍ: لماذا ينشئ البشر دولاً وأنظمة؟ ثم يجيب: ينشئ الناس دولاً وأنظمة لإدارة شأنهم العام، ولتحسين حياة الناس».