IMLebanon

الشرق الأوسط: بداية «بنّاءة» لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

 

الجولة الثانية تُعقد في 26 أكتوبر

خطا الجانبان؛ اللبناني والإسرائيلي، أمس، خطوتهما الأولى باتجاه ترسيم الحدود البحرية بينهما بوساطة وتسهيل أميركي، وبإشراف الأمم المتحدة، حيث عقدت جولة أولى من مفاوضات غير مسبوقة لترسيم الحدود البحرية وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت أمل فيه الجيش اللبناني إنجاز الملف ضمن «مهلة زمنية معقولة».

وبعد الجلسة الأولى التي عُقدت بمقر لقوة الأمم المتحدة في الناقورة، واستمرت نحو ساعة، وصفت الحكومة الأميركية ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان، في بيان مشترك، المحادثات بأنها كانت «بناءة». وقالت إن وفدي التفاوض أكدا التزامهما «بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر»، حيث حدد موعد الجولة الثانية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

وإلى جانب الوفدين اللبناني والإسرائيلي، شارك وفد من الأمم المتحدة برئاسة المنسق الخاص لدى لبنان يان كوبيتش ومساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر والدبلوماسي الأميركي جون ديروشيه، الذي سيضطلع بدور الميسّر في الجلسات المقبلة.

وتوجه الوفد اللبناني إلى الناقورة برئاسة العميد الركن بسام ياسين، وتألّف من 4 أشخاص، وهو فريق التفاوض الذي شكّله رئيس الجمهورية ميشال عون ويضم إلى العميد ياسين، العقيد الركن البحري مازن بصبوص، وعضو هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان وسام شباط، والخبير نجيب مسيحي.

أما الوفد الإسرائيلي فتشكل من 6 أشخاص برئاسة مدير عام وزارة الطاقة أودي أديري، والأعضاء الآخرون هم: رؤوفين عيزر المستشار السياسي لرئيس الوزراء، وألون بار رئيس القسم السياسي في وزارة الخارجية، والعميد أورين سيتر رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، ومور حالوتس رئيس ديوان وزير الطاقة، وأفيف عياش المستشار الدولي لوزير الطاقة. علماً بأن الوفد الإسرائيلي ضم 5 مدنيين وعسكريين بدلاً من 5 مدنيين وعسكري واحد كما كان مقرراً.

وتشكّل وفد الأمم المتحدة من 3 أشخاص برئاسة ممثل الأمين العام يان كوبيتش، وحضور قائد «يونيفيل» الجنرال ستيفانو دل كول، في حين أن الوفد الأميركي الوسيط تألف من 7 أشخاص برئاسة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شينكر والسفير الأميركي السابق الذي سيكلف متابعة الملف جون دورشر.

وفي كلمة افتتاحية نشرها الجيش اللبناني، قال رئيس الوفد اللبناني العميد الركن الطيّار بسام ياسين: «لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية». وأضاف: «نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة».

واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون العميد الركن ياسين، واطلع منه على وقائع الاجتماع الأول من المفاوضات، وجرى عرض المواقف التي صدرت من الأطراف المشاركين في الاجتماع.

ومن حيث الشكل؛ جلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي، واُفيد بوجود طرادات بحرية ومروحيات وآليات عسكرية حول مكان المفاوضات، وسط تعتيم إعلامي ومنع للتصوير. واعتمدت اللغة الإنجليزية في الاجتماع، وتحدّث الوفد اللبناني بالعربية مع ترجمة فورية للغة الإنجليزية. وأثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن وفدها جدلاً في لبنان الذي يصر على طابع التفاوض التقني، على غرار محادثات سابقة جرت في إطار «لجنة تفاهم أبريل (نيسان)» إثر عملية «عناقيد الغضب» الإسرائيلية في 1996، أو مفاوضات ترسيم الخط الأزرق بعد انسحاب الإسرائيلي في 2000، وأخيراً الاجتماع الثلاثي الذي يعقد دورياً منذ حرب 2006 برئاسة «يونيفيل» وبمشاركة عسكريين من الدولتين.