IMLebanon

نواب «سنة 8 آذار» يصعّدون من مواقفهم مطالبين بتمثيلهم

39 بنداً على جدول البرلمان… والحريري يحسم ملف الحكومة غداً

نواب «سنة 8 آذار» يصعّدون من مواقفهم مطالبين بتمثيلهم

 

يحسم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري، غداً (الثلاثاء)، الموقف من العقدة الحكومية المتمثلة بتوزير النواب المستقلين السنة، المعروفين باسم «سنة 8 آذار»، وذلك في مؤتمر صحافي يعقده في بيت الوسط يعرض خلاله للتطورات السياسية ومستجدات تشكيل الحكومة، وذلك بعد تصريحات أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أول من أمس (السبت)، التي كرّس فيها عقدة تمثيل النواب السنة المستقلين في الحكومة، عبر القول إنه سيساند مطلبهم «سنة وسنتين و1000 سنة وإلى قيام الساعة».

 

وبموازاة المراوحة في تشكيل الحكومة، إثر العقد المستجدة التي يدعمها «حزب الله»، تنطلق اليوم الجلسات التشريعية في البرلمان التي كان قد دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الأسبوع الماضي، وعلى جدول أعمالها 39 بنداً.

 

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن امتحان أي تشكيلة حكومية ليست في التأليف بل في التآلف، وليس فقط بعرض بيانها الوزاري، وأن الامتحان الحقيقي للحكومة سيكون ماذا ستقرر في المائة يوم الأولى من عمرها ومدى استجابتها لتطبيق القوانين الإصلاحية والصادرة. وفي كلمة ألقاها في المؤتمر السادس عشر لكشافة الرسالة الإسلامية الذي انعقد، أمس، قال بري إن الخطر الوحيد على لبنان اليوم هو الوضع الاقتصادي وإذا بقي الوضع على هذه الحال فإنه أخطر من خطير. وشدد على أنه «لا عودة لفتنة إسلامية – مسيحية أو فتنة إسلامية – إسلامية، ولا يفكرنّ أحد بذلك، وهذا غير وارد على الإطلاق».

 

وتوالت أمس ردود الفعل الرافضة لخطاب نصر الله، الذي أكد فيه تمسك الحزب بتوزير النواب السنة المستقلين، وهو ما يرجح أن يؤدي إلى مزيد من التعطيل في عملية تشكيل الحكومة. وغرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «بما يتعلق بحديث السيد حسن نصر الله في الأمس فهو غير مقبول شكلاً وغير منطقي مضموناً».

 

وشارك الحريري أمس في الغداء الذي أقيمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه على شرف رؤساء الدول والمسؤولين المشاركين في منتدى باريس للسلام. واستبق نواب في كتلة «المستقبل» عودة الحريري من فرنسا لاستئناف مشاورات تشكيل الحكومة بسلسلة مواقف تؤكد تأييد الكتلة لموقف الحريري الذي سيعلنه غداً. وأكد عضو الكتلة النائب وليد البعريني «التزام قرارات الكتلة برئاسة الشيخ سعد الحريري وما سيصدر عنه من مواقف بخصوص التطورات السياسية». وقال خلال لقاء تضامني مع الحريري في عكار أمس، دعا إليه البعريني بعنوان «كلنا معك»: «نحن على ثقة بأن الرئيس سعد الحريري سيغّلب المصلحة الوطنية».

 

وأضاف البعريني متوجهاً إلى الحريري: «كلنا معك وليسمع الجميع في الداخل والخارج أن لبنان جسد واحد في بلد واحد متمثل بالرؤساء الثلاثة. والمصلحة الوطنية تقتضي من الجميع المشاركة في النهوض وعدم تأزيم الوضع الاقتصادي والمعيشي»، مشدداً على أن «المرحلة دقيقة وتحتاج إلى بعد نظر». واعتبر أن الهجمة على الحريري كبيرة و«نحن ننتظره أن يأخذ الموقف لدى عودته إلى لبنان وسنلتزم هذا القرار أياً يكن».

 

بدوره، أمل عضو كتلة «المستقبل» النائب طارق المرعبي في أن يصار إلى تسهيل عملية تأليف الحكومة لانطلاق البلد في مرحلة جديدة لأن الظروف الحياتية والاقتصادية ضاغطة جداً. وقال خلال جولة في عكار أمس: «العناد السياسي والتحدي الذي يفرضه البعض سينعكس سلباً على الوطن والتجارب مريرة وعانينا كثيراً، آملين في أن نصل إلى مكان يقتنع به الجميع أن لغة الاستقواء والفرض لن تبني وطناً».

 

وفي المقابل، صعّد نواب «سنة 8 آذار» من مواقفهم بوجه الحريري، مطالبين بتمثيلهم، إذ اعتبر عضو النائب فيصل كرامي أن ما يقال عن «عقدة سنِّية» تؤخر وتعرقل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية «ليس عقدة إلا لمن أرادها كذلك». وقال من طرابلس أمس: «هذه العقدة هي عقدة الرئيس الحريري الذي عقد اتفاقات على توزيع الحصص متجاوزاً مطلب النواب السنة المستقلين وكأنه غير موجود، فهو لم يناقش يوماً ولم يبحث فيه بجدية يوماً».

 

وأضاف أن «الحل واضح، وهو توزير نائب سني من نواب اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين. فلتكن هذه التجربة التي نمر بها عبرة للجميع بأن لبنان لا يقوم على الإلغاء أو الإقصاء».

 

بدوره، قال النائب جهاد الصمد متوجهاً إلى الحريري: «لا ننكر أنك الأكثر تمثيلاً في الطائفة السنية، لكن لا يمكنك أن تنكر أن هناك 10 نواب سنة يمثلون الرأي الآخر في الطائفة السنية، ونحن كستة نواب سنة مستقلين التقينا على أن نكون ممثلين في حكومة الوحدة الوطنية بأحد أعضائنا».

 

وفي السياق ذاته، اعتبر النائب الوليد سكرية أن هناك مَن اختطف الطائفة السنية من سنوات وأبعدها عن أي فكر أو عمل مقاوم. وقال أمس: «لكنني أقول لهم إننا نحن أبناء الطائفة السنية أهل العروبة والإسلام، قاتلنا إسرائيل قبل قيام (حزب الله)، وبوصلتنا فلسطين المحتلة ولن نحيد عن هذا الهدف إلى جانب حلفائنا من المقاومة والمعادلة الذهبية».

 

وارتفع منسوب التشاؤم بقرب ولادة الحكومة إثر «العقدة السنية»، إذ اعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب نعمة افرام، في حديث إذاعي، أن «التطورات المتوقعة من خلال التشنج في المنطقة والصراع في سوريا، أعادنا إلى التشاؤم بتشكيل الحكومة وأكد لنا أن لبنان ساحة مفتوحة على الصراعات الخارجية».

 

بدوره، شدد النائب في كتلة بري، هاني قبيسي على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل إنقاذ لبنان، خصوصاً في ظل الواقع المالي الصعب، مستغرباً «تلهي البعض بالمطالبة بمقعد هنا أو هناك في ظل تفاقم الأزمات على مختلف المستويات، فمَن يطرح نفسه لتحمل المسؤولية عليه أن يضحي ويتنازل من أجل لبنان». وانتقد «الأصوات المعترضة على انعقاد جلسات تشريعية للمجلس النيابي»، وسأل: «ماذا يريد هؤلاء؟ هل يريدون تعطيل كل شيء؟ مَن يطالب بتعطيل المؤسسات يضع نفسه بموقف مشبوه، فالتشريع يمثل ضرورة للوطن والمواطن».