IMLebanon

عبد اللهيان زار بيروت للقاء السيّد نصر الله… هدفان أساسيّان للزيارة

 

 

بعد تعطّل الحلول الداخلية للأزمة اللبنانية، يصبح لزاماً التمعن بكل الحركات والتحركات الخارجية للدول التي تُعنى بالملف اللبناني، مما يجعل زيارة وزير الخارجية الإيراني الى بيروت زيارة أساسية، أهمّ ما فيها لقاءه بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، حيث يكون الحديث مغايراً لما يُبحث مع المسؤولين بالدولة اللبنانية.

 

من حيث المبدأ، سرقت التطورات القائمة على المستوى الداخلي، لا سيما لناحية تداعيات توقيف وليم نون وتسليط الضوء الإعلامي عليه، الأضواء عن زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، التي كانت مفاجئة على مستوى توقيتها، على إعتبار أن الملف اللبناني لم يكن يشهد أي تطورات مهمة، الأمر الذي يفترض التعامل معها من مستوى آخر يتعلق بالتطورات القائمة على المستوى الخارجي.

 

ليس الضوء الإعلامي من يحدد حجم اهمية الملفات، فهذه الزيارة بحسب مصادر سياسية متابعة ، يعود لأن الموقف الإيراني في المنطقة أساسي جداً في أي تسوية لبنانية، لان الاطراف المعنية بهذا الملف في الخارج لا تُريد «منح» الساحة اللبنانية هدية للمحور الذي تقوده طهران، وتُريد لأي تسوية فيه ان تحقق لها مصالح تهمّها.

 

لا يمكن النظر إلى الزيارة بمعزل عن الجهود الخارجية التي تُبذل لوضع الأزمة اللبنانية على سكة الحل، ولو أن غالبية هذه الجهود لم ترق بعد الى مستوى المبادرات الفعلية، لكن بحسب المصادر، فإن لهذه الزيارة هدفين أساسيين. وترى المصادر أن زيارة وزير الخارجية الإيراني الى لبنان، والتي سبقتها زيارة رسمية الى سوريا، تهدف بشكل أساسي الى رص صفوف حلفاء طهران في هذه المرحلة، التي قد تفتح أبواب المنطقة على أكثر من احتمال، سواء كان ذلك بإتجاه التسويات أو التصعيد.

 

أتت الزيارة في لحظة بالغة الدقة بالنسبة إلى إيران، في وقت تُعلن فيه الولايات المتحدة الاميركية أن العودة إلى الإتفاق النووي لم تعد أولوية حالياً، بينما غالبية الدول الغربية توجه إنتقادات لها، سواء كان ذلك بسبب أوضاعها الداخلية وطريقة التعاطي مع الاحتجاجات أو بسبب مزاعم تورطها في الحرب الأوكرانية، لكن رغم كل ذلك فإن إيران تبقى اللاعب الابرز في المنطقة، لذلك تقود قطر محاولات جادة لإدخال إيران في تسوية اقليمية حقيقية.

 

وكما بات معلوما ان السعودية لن تبحث الملف اللبناني بجدية قبل حل أزمة اليمن التي تضغط عليها بشكل يوميّ، فالمملكة متأكدة أن إيران وحزب الله قادران على لعب دور في حل أزمة اليمن، لذلك تُريد استغلال الظروف في سبيل تحقيق ذلك.

 

وتكشف المصادر ان التواصل الإيراني – السعودي قائم بمساعي خليجية، ويمكن أن يصل الى نتيجة إيجابية من البوابة اليمنية التي تفتح الباب امام حل أزمات أخرى، مشيرة الى أن الهدف الثاني لزيارة عبد اللهيان الى بيروت تأتي في هذا السياق بالتحديد، حيث لحزب الله دور كبير في الملف اليمني، وهو ما كانت طهران أبلغته للرياض مراراً وتكراراً. وبالتالي رغم أن تقدم الإتصالات الإيرانية مع السعودية لا يزال دون المستوى القادر على تحقيق نتائج عملية واضحة، يبقى هذا المسار هو الأسهل للوصول الى تسوية رئاسية في لبنان تجمع السعودية وإيران، وهي الوحيدة القادرة على إعادة إحياء البلد.