IMLebanon

عن الـ2500 «قنبلة موقوتة» في جرود عرسال

عن الـ2500 «قنبلة موقوتة» في جرود عرسال

رصد أميركي للقلمون: «حزب الله» قام بعملية عسكرية ناجحة

كل اللواقط و «الانتينات» العربية والخليجية والإقليمية والغربية والاميركية، موظّفة في هذه الفترة، لرصد الجرود، من القلمون الى عرسال. هذا ما تؤكده المواكبة الديبلوماسية الحثيثة للعملية العسكرية التي ينفذها «حزب الله» في القلمون، والمفتوحة على احتمالات شتى.

تشي الحركة الديبلوماسية باهتمام استثنائي في هذه الفترة بوضع عرسال وجرودها ربطاً بـالكلام الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حول البلدة، كأن القائمين بها في سباق مع الزمن، وليس مجدياً الدوران في حلقة البحث عن الاحتمالات العسكرية والميدانية، فثمة قناعة واضحة لديهم بفرضية أن المعركة واقعة في عرسال حتماً، وأنها أصبحت على وشك الاشتعال.

اسئلة كثيرة يحاول الديبلوماسيون المتعددو الجنسيات، العثور على أجوبتها بالاستعانة بـ «الأصدقاء» من شخصيات ومسؤولين لبنانيين في مواقع ومراتب مختلفة. ومن أبرز تلك الأسئلة:

– ما المدى الذي يمكن أن تبلغه العمليات العسكرية وهل ستبقى محصورة ضمن النطاق القلموني، أم أن رقعتها الجغرافية ستتمدّد إلى أبعد من ذلك، خاصة بعدما هرب الارهابيون من المنطقة ولجأوا بأعداد كبيرة الى جرود عرسال؟

ـ ماذا سيفعل «حزب الله» بعرسال البلدة؟ كيف سيتعاطى معها؟ هل سيحاصرها؟ هل سيهجم عليها؟ وأي تبعات يمكن أن تترتب على ذلك؟

ـ هل صحيح ما يتردد عن أن «حزب الله» بصدد القيام بعملية عسكرية، يستحدث من خلالها «كوريدور» يمتدّ على طول المنطقة المتاخمة للبلدة من جهة الجرود بما يفصلها كلياً عنها ويمنع التواصل نهائياً بين المسلحين ومخيمات النازحين السوريين تلك الجرود؟ (هناك من يسأل هنا: ماذا ومَن يضمن الا يستحدث هذا «الكوريدور»، إن تمّ تحقيقه، جبهتين ضد «حزب الله» في آن واحد، من داخل البلدة صعوداً في اتجاهه، ومن خارجها نزولاً إليه، وبالتالي وضع الحزب بين فكي كماشة قد يكون من الصعب عليه النجاة منها؟).

ـ هل يستطيع الحزب أن يكرر «انتصاره القلموني» في جرود عرسال؟ وهل يدرك الحزب بأن هذه المعركة قد تكون أصعب عليه من جرود القلمون، اذ ان المسلحين موجودون في الجرود العرسالية، بأعداد كبيرة قد تزيد عن الفين وخمسمئة مسلح يشكل كل واحد منهم قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار في اية لحظة؟

«حزب الله»، يراقب حالياً، بعدما ألقى حجته على الآخرين، وضبط إيقاعه السياسي والميداني تحت سقف «الكلام العرسالي» الصادر عن أمينه العام، تاركاً لمخيلات الآخرين أن تسرح في كل الاتجاهات للوقوف على خطواته التالية. واما في المقابل فيبدو الإرباك جلياً، والرئيس سعد الحريري يرفع الصوت لعل نصيراً يأتي من مكان ما، يمنع «حزب الله» من تحقيق «إنجاز عرسال».. وكسر المعادلات القائمة.

بعض اللبنانيين، من سياسيين وغير سياسيين، وقفوا على تقييم أميركي للوقائع القلمونية، يقول: «حزب الله لم ينتصر.. لكنه قام بعملية عسكرية ناجحة».

وعندما سُئل صاحب التقييم، عن رأيه الشخصي قال حرفياً: كان الأداء العسكري لـ «حزب الله» خطيراً جداً في القلمون (عبارة «خطير جداً» ليس معناها سلبياً هنا، بل مرادفها الضمني «الإعجاب»). ثم توقف المسؤول الاميركي عن الكلام المباح ليكتفي بالقول «نحن نقيّم عملية حزب الله في القلمون، وندرسها من جوانبها كافة».

إلا أن المسؤول المذكور، لم يعلق لا سلباً ولا إيجاباً عندما تم إيراد سلسلة ملاحظات أمامه، ومنها:

ـ «حزب الله» يشكل رأس حربة في الحرب على الإرهاب الذي يعاني منه كل العالم، وفي مقدمته الولايات المتحدة. فهل تسطيعون إدانته.

ـ أكد «حزب الله» خبرة قتالية عالية، إذ أطلق إشارة انطلاق معركة القلمون من دون أن يشعر بها أحد، وبدأ المعركة وأنهاها من دون أن يعلم أحد بذلك.

ـ أدار المعركة بدقة شديدة، على صعيد المهام، والإعداد، والعديد، والتنسيق بين القطاعات المقاتلة. كما على صعيد القدرة القتالية العالية لمقاتليه، والخطط العسكرية التي وضعها ومكّنته في وقت قياسي من إخراج الإرهابيين من المنطقة.

ـ كان حريصاً على التقليل من وقوع خسائر بشرية في صفوفه، وقد نجح في ذلك.

لا يسأل هؤلاء الديبلوماسيون عن دور الجيش اللبناني في «المعركة العرسالية»، فقد اكتفى هؤلاء بجواب السلطة السياسية في لبنان التي أبلغت البعثات الديبلوماسية على اختلافها بأنّ مهمته «محصورة بحماية الحدود اللبنانية ومنع تسلل الإرهابيين الى الداخل اللبناني».

وللإشارة هنا فإن مسؤولاً أميركيًّا زار لبنان في الآونة الأخيرة وطرح على مسؤولين لبنانيين، سياسيين وغير سياسيين، سؤالاً مباشراً: ما مدى تأثير معركة القلمون على لبنان؟

فقيل له حرفياً: «قد تؤثر في حالة وحيدة فقط، وهي أن يحاول المسلّحون الفارون من الجرود الدخول إلى لبنان، وهذا التأثير سيكون محدوداً يمكن احتواؤه. (هنا يؤكد مرجع أمني أن دخولهم الى عرسال أمر مستحيل في ظل السيطرة شبه الكاملة للجيش على المعابر الواصلة بين عرسال وجرودها، وإن استطاع أحد التسلل من الجرود الى البلدة، فبأعداد قليلة جداً، كما حصل في الأيام الأخيرة، والمسلحون الذين هربوا من القلمون لجأوا الى جرود عرسال).

ثم سأل: هل تستطيعون مواجهتهم فعلاً؟

فقيل له: هؤلاء المسلحون لا يُخيفوننا، فهم ليسوا سوى عصابات لا همّ لها سوى السرقة والقتل والنساء لا أكثر، وفي ساحة القتال ثبت أنهم مجموعة جبناء لا يواجهون، بل يفرّون من أرض المعركة، وقرار الجيش اللبناني واضح بمواجهتهم، والقضاء عليهم.. قرارنا واضح لن نسمح لهم بالدخول إلى لبنان».